أعلن تنظيم القاعدة في بيان نشر على مواقع تابعة له امس تولي ايمن الظواهري قيادته خلفا لأسامة بن لادن الذي قتل في عملية امريكية مطلع مايو، فيما اكد خبراء أمنيون في مصر أن تنظيم القاعدة سيأخذ اتجاهاً أكثر شراسة، بعد الإعلان رسمياً عن تولي الظواهري قيادة التنظيم، وقالوا إنه سيعمد إلى شن سلسلة من الهجمات الانتقامية ضد الأهداف الأمريكية والأوروبية. وقال الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل إن الظواهري سيسير على نهج بن لادن في عمليات انتقامية ضد الأهداف الأمريكية والأوربية في الداخل والخارج، رافضاً وجهات النظر التي تتوقع انهيار التنظيم أو تراجعه. وذكر إن الظواهري كان العقل المدبر في كل الهجمات التي قام بها تنظيم القاعدة ضد الأهداف الأمريكية سواء داخل أراضيها أو على سفاراتها أو مصالحها، مشيراً إلى أن الظواهري سوف يخطط لعمليات إرهابية شرسة انتقاماً لمقتل زعيم تنظيم القاعدة وقد تستمر طويلاً بهدف اعادة الثقة لعناصر التنظيم، ومحاولة احتواء الغضب الكبير لدى عناصر التنظيم بعد مقتل بن لادن. وأوضح اليزل أن تنظيم القاعدة لن يتأثر بغياب بن لادن.. خاصة أن خليفته تشبع كثيراً من فكره على مدار السنوات الماضية، وكان ذراعه الأيمن في إدارة التنظيم. واعتبر اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق والخبير الأمني أن تولى الظواهري قيادة القاعدة يعنى فكر جديد نسبياً في المقومات الخارجية، منوهاً أن تنظيم القاعدة سيصبح أكثر شراسة بتولي زعيمه الجديد، وأنه سيحدث تأثيراً كبيراً في سياسة الحركات المتشددة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن كثير من الحركات المتشددة في الدول العربية تتخذ من بن لادن مرجعية أساسية في أنشطتها المختلفة، مشدداً على أن أعضاء تنظيم القاعدة سيعمدون خلال الفترة المقبلة الى الثأر لمقتل زعيم التنظيم وتوجيه رسائله للعالم تؤكد عدم توقف عمليات التنظيم أو انهياره بمقتل بن لادن، منوهاً الى أن هناك الكثير من دول العالم أعربت عن توجسها من اختيار الظواهري زعيما لتنظيم القاعدة خلفا لأسامة بن لادن لان ذلك معناه استمرار التنظيم في نفس النهج الذي كان يسير عليه بن لادن. وولد الظواهري لعائلة مصرية شهيرة، فجده أحد الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية، وجده الآخر كان إماما للجامع الأزهر، وخلال فترة المراهقة اعتنق الظواهري ميولا سياسية راديكالية أخذت تشكل حياته، وبعد اغتيال الرئيس السادات في عام 1981 اعتقل الظواهري ومئات آخرون، كما تعرض للنفي بعد الإفراج عنه فتنقل مابين السودان و باكستان وأفغانستان، وكان قائداً ل»الجهاد المصري»، ثم تحالف مع بن لادن.