إذا كنت تعاني من «عقدة نفسية» بسبب أنفك أو تضخم ثدييك أو حتى مشكلة الصلع فما عليك سوى التوجه إلى أقرب مركز للعمليات التجميلية لإجراء عملية لا تستغرق أكثر من يوم، مقابل ثمن بخس، فعلى سبيل المثال لا تكلف عملية زراعة الشعر أكثر من عشرة ريالات فقط عن كل ثلاث شعرات تتم زراعتها. وبات من الملحوظ اليوم إقبال الرجال على إجراء مثل هذه العمليات كنوع من إضفاء الجمال أو تعديل تشوه خلقي، فيما تشترط بعض الشركات الخاصة على موظفيها إجراء عمليات تجميلية خاصة تلك الوظائف التي تتطلب مقابلة الجمهور والعملاء بشكل يومي. الشاب حاتم أحمد - 27 عامًا - يواجه حرجًا عندما يرتدي زيه الرياضي كونه يبرز ملامح ثدييه المتضخمين منذ صغره، مما جعله يفضل إرتداء الثوب الذي يخفي ذلك العيب نوعًا ما. يقول حاتم: «ظللت فترة طويلة لا أخرج من البيت بعد أن بات زملائي يطلقون علي ألقابا غير لا ئقة بسبب ضخامة ثديي، حتى نصحني أحدهم بإجراء عملية لتصغير الثدي في أحد مراكز التجميل عن طريق شفط الدهون، أو بالجراحة، وبالفعل أجريت العملية وارتحت كثيرًا». أما خالد الموسى - 29 عاما - فيقول:» أتيت هنا لعيادة التجميل بغرض تحسين ملامح أنفي المعوج، فأنا على عتبة باب الزواج، حيث بقي على الموعد نحو شهرين فقط، فأحببت أن أتزيّن لشريكة حياتي، من خلال ما يعرف ب «عملية اليوم الواحد» مقابل ثمن ليس بالكثير». وأكّد ل «المدينة» مؤسس الجمعية السعودية لجراحة التجميل البروفسور محمد عيد ارتفاع نسبة إقبال الرجال على عمليات التجميل في الآونة الأخيرة بنسبة تتراوح بين20% -30% تقريبًا، مرجعًا ذلك إلى توفر العيادات التجميلية المحترفة إضافة إلى إلزام بعض شركات القطاع الخاص موظفيها بمثل هذه العمليات. أكثر العمليات إقبالًا من جهته أوضح استشاري جراحات التجميل والترميم والحروق والجراحة المجهرية بمستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام الدكتور أحمد بخش، أن أكثر العمليات التجميلية عند الرجال هي تصغير الثدي. وأوضح أن كبر الثدي عند الرجال يعود إلى زيادة الوزن وخفضه بطريقة غير منظمة، أو لأسباب وراثية»، مشيرًا إلى أنه في أحيان كثيرة يصل إلى حجم ثدي المرأة!. من جهته ناشد الدكتور محمد الحامد استشاري الأمراض النفسية وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الأطباء الجراحين بعرض الرجال الذين يرغبون في إجراء عمليات تجميلية على الأطباء النفسيين أولا، وذلك لأن الشكل الجديد لهم قد تنتج عنه صدمة نفسية وحالة اكتئاب. وقال: «على جراحي عمليات التجميل التأكد أولا من الحاجة للعملية، لأن هناك نوعًا من الاضطرابات النفسية وهو اعتقاد الإنسان بأن لديه تشوّها في خلقه، بينما الأمر ليس كذلك، وعليه يجب أن يعرض هذا النوع على الأطباء النفسيين أولًا، لأنه سيظل يجري عمليات تجميلية، معتقدًا وجود خلل في شكله، بينما الخلل هو نفسي فقط «. تجميل لا يجوز من جانبه أوضح الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص، والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط، ل»المدينة» أن عمليات التجميل للرجال تعتبر من النوازل الفقهية، وتندرج إلى خمسة أقسام، أحدها: التجميل لذات التجميل، بمعنى أن المرء يقوم بعمليات تجميلية في الوجه أو الصدر أو في الآلية دونما حاجة فعلية، فهذا فيه تغيير لخلق الله، ولا يجوز أن يفعل هذا الشيء من قبل الرجل. والقسم الثاني هو ما يغطي العيب الخلقي كالساقين والرقبة فهذا لا بأس، يليه القسم الثالث وهدفه التجميل لزيادة تحسين الرؤية بالنسبة للأعضاء خاصة إذا كان العضو قد تأثر بسبب حادث، أو مرض خطير كالغرغرينا، فهذا لا بأس به أيضًا، والقسم الرابع هو التجميل العضوي إذا كان الأنف مشوّها تشويهًا كبيرًا لا يستطيع معه التنفس وتسمى (الخَرنًّقة) أي يكون الأنف مخروقًا، فلا بأس من ترقيعه. وأخيرا القسم الخامس ويتعلق بكبر الهامة، حيث تجرى عمليات لتصغيرها من قبل أطباء العظام، وهذا لا بأس فيه أيضا. وزاد د. اللحيدان: «هناك بحوث طبية متأخرة أثبتت أن حقن الوجه بالبوتكس وبالدهون يعطل الخلايا المتنامية فيه، مما يؤدي بالتالي إلى تهتك في أنسجة الوجه الداخلية، وهذا النوع لا يجوز استخدامه، ويؤسفني أن هذا النوع منتشر بين الشباب والفتيات».