أقام نادي الباحة الأدبي قبل يومين أمسية ثقافية بعنوان «الأدب السعودي إلى أين» وذلك بقاعة الأمير محمد بن سعود بالنادي وعبر الدائرة الصوتية لقاعة الخنساء وألقاها كل من: الدكتور بوشوشة بن جمعة (أستاذ النقد الأدبي الحديث والمناهج بجامعة أم القرى) والدكتور حافظ المغربي (أستاذ النقد الأدبي بجامعة الملك سعود) وأدارها عضو النادي الدكتور عبدالله أحمد غريب وبحضور جمع من المثقفين. واستهل رئيس النادي حسن الزهراني الأمسية بكلمة ترحيبية أعلن من خلالها عن الفائزين بجائزة الباحة الثقافية للشعر، تلاه الدكتور غريب الذي عرّف بالمحاضرين، ثم بدأ الدكتور بوشوشة بطرح مجموعة من التساؤلات وطالب المثقفين بالإجابة عليها ومنها تساؤل عن وفرة الأسماء الشعرية السعودية ولغة الاتجاهات الشعرية والزخم في الإبداع الشعري الذي يطرح عددا من التساؤلات بعضها يتصل بسياقات إنجاح القصيدة وبعضها بالقصيدة نفسها وتلقيها، وأكد أن طفرة النصوص والتجارب لا يقابلها ثراء في المقاربات النقدية التي ترصدها وتقيمها، كما تساءل عن الزمن والشعر وهل يكتب الشاعر القصيدة حتى تكون رمزاً دالاً على الكيان بعد الرحيل. وذكر عن الشعر والموت قائلاً: الشعر حياة للشاعر بعد الرحيل وسبيله للخلود فالكيان راحل والبيان باق. كما تساءل الدكتور بوشوشة: إلى أي حد أسهم النقد في تطور القصيدة السعودية، وأضاف: تخلف الخطاب النقدي على النص الإبداعي مع قلة الدراسات النقدية الجادة التي تعاملت مع النص الشعري السعودي وفق آليات حداثية. ثم بدأ الدكتور حافظ المغربي قائلاً: الشعر السعودي الآن يحلق في سماء الشعر العربي بجناحين أحدهما تمثله «شعرية البساطة» والجناح الآخر تمثله «شعرية الغموض»، وأشارإلى أن النوع الأول ليس مقابلاً للتسطيح ولكنها هذه الشعرية التي يتذرّع بها الشاعر من خلال لغة يظنها المتلقي بسيطة ولكن الشاعر يفخخها وقد سحر المتلقي ببساطته وفي المقابل لا تعني «شعرية الغموض» تلك التعمية التي تُحدث قطيعة معرفية مع المتلقي حتى ولو كان نافداً محترفاً إنما هو ذلك الغموض الذي وصفه فرلين بالعيون الجميلة تشف من تحت النقاب. ومثّل المغربي لنماذج من شعرية البساطة بتجربة الشاعر حسن الزهراني ومثّل لشعرية الغموض الشفيف بنموذج من شعر عبدالرحمن سابي. شارك في المداخلات كل من: الدكتور حسن سراج من جامعة الباحة، ومستورة حنش رئيسة اللجنة النسائية، وجمعان الكرت نائب رئيس النادي، والمسرحي عبدالقادر سفر، وسعيد منسي الغامدي ثم اختتمت الأمسية بتكريم فرسان الأمسية.