قال رئيس قسم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن بن محمد باصرة :إن حدوث أي خسوف قمري يحدث بمنتصف الشهر القمري الاقتراني وليس الاصطلاحي والفرق بينهما أن الاقتراني يبدأ من لحظة اقتران القمر بالشمس، بينما يبدأ الشهر الاصطلاحي بوقت رؤية الهلال، مثلاً، حسب قواعد تقويم أم القرى. وقد يسبب القول بحدوث خسوف قمري في ليلة الرابع عشر استهجانًا لأن ذلك قد يُشكك في بداية الشهر العربي الاصطلاحي الذي يكون فيه الخسوف. ولعل توضيح بعض الحقائق الفلكية، الخاصة بحركة القمر وانتقاله من منزلة إلى أخرى كل ليلة خلال فلكه حول الأرض، يزيل أي لبس. هذه الحقائق كما يلي: أولا: يعتمد موعد أي خسوف قمري على بُعد الهلال الزاوي عن الشمس في أول ليلة للشهر الذي يحدث فيه الخسوف. وثانيا: يتحرك القمر في مدارة حول الأرض بمعدل 13.13 درجة باتجاه الشرق (أي كل ساعة حوالى 0.55 درجة). وثالثا: كنتيجة لحركته الذاتية إلى الشرق فإنه يكون بدرًا إذا كان على بُعده الزاوي 180 درجة عن الشمس، والأرض مركز هذه الزاوية. وقال باصرة: بتطبيق هذه الحقائق تتضح إمكانية حدوث الخسوف إما في ليلة الرابع عشر أو الخامس عشر، فعلى سبيل المثال، نحن بصدد خسوف قمري كلي يوم الأربعاء ليلة الخميس الرابع عشر من شهر رجب 1432ه الموافق 15-6-2011م. وبتطبيق الحقائق أعلاه نجد أولا: مع غروب ليلة الجمعة 30 جمادى الآخرة، أول ليلة لشهر رجب، كان جرم القمر على بُعد زاوٍ عن الشمس يُقدر بحوالى 7 درجات وثانيا: بعد ثلاثة عشر ليلة (أي ليلة الرابع عشر، بعد الليلة الأولى) سيصل البعد الزاوي إلى 170.7 درجة (13.13×13)؛ وبإضافته لبعده أول ليلة، فان القمر سيكون على بعد زاوٍ 177.7 درجة. وثالثا: لكي يكون القمر بدرًا وتكتمل وضعية الخسوف لابد أن يكون البعد الزاوي 180 درجة، أي انه يحتاج لأن يتحرك 2.3درجة. ولأن معدل حركته حوالى 0.55 درجة لكل ساعة، فانه يحتاج إلى حوالى أربع ساعات وثلث الساعة (بعد وقت غروب الشمس، وهو الوقت الذي بدأنا منه الحساب في الخطوة الأولى).