يعتبر البعض (الامتحان) همًّا وقلقًا نفسيًا، يؤرق الكثير من الأسر، ناهيك عن الطلاب على حدّ سواء فلماذا هذه النظرة التشاؤمية للامتحانات؟! يجب على المعلمين وأولياء الأمور السعي لتغيير هذه النظرة من الرهبة والخوف إلى نوع من التعايش الثقافي، والحراك العلمي لتنشيط الذاكرة واسترجاع ما مضى أخذه من علوم شرعية وثقافية.. وغيرها. وبذلك نزيح عن كاهل الكثير من الأسر والطلاب من أبنائنا همّ وأرق الخوف من الامتحانات، وأنها مجرد مرحلة طبيعية تمرّ عليهم في نهاية العام الدراسي لصقل مواهبهم وتجديد أفكارهم. ولا نغفل الدور الكبير للآباء والأمهات في تشجيع الأبناء والبنات أيام الامتحانات بالتوجيه والإرشاد وشحذ الهمم وإيقاظ العزائم، لسلوك الطريق المؤدي للنجاح والتفوق، ولا يكون ذلك إلا بالتحلي بالصبر، والاتصاف بالجد، واستغلال الأوقات بمراجعة المنهج وتكراره، ليسهل على الطلاب فهمه وحفظه فالعلم “ما ثبت في الخواطر.. لا ما أودع في الدفاتر”، وعدم أخذ المنهج جملة، فالنجاح لا يأتي إلا بالمثابرة والتكرار، وليس بالسرعة والإهمال كما قال الإمام الزهري -رحمه الله-: (من أخذ العلم جملة.. ذهب عنه جملة). فعلى الطلاب الأخذ بأسباب الجد والاجتهاد التي ذكرها الشاعر في قوله: أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان وإن من الأسباب المعينة على التفوق والنجاح في الامتحانات بمشيئة الله تعالى. أولاً: السعي لرضاء الله عز وجل بالتقرب إليه، والتوكل عليه، فهو الذي أمر بالعلم والتعلم، ومن يذاكر ويثابر من أجل تحقيق هذا الهدف فهو في كنف الله ورعايته. ثانياً: رضا الوالدين والسعي لإسعادهما ففي نجاحك سعادة لهما وبدعوة منهما قد تكون سبباً من أسباب تفوقك ونجاحك. ثالثاً: جعل جدول لمذاكرة المواد الدراسية، وتوزيعها على أيام الأسبوع بحسب أهميتها. رابعاً: قراءة المنهج كاملاً بتأنٍ، وتقسيمه على نقاط وجعل خطوط تحت المعلومات المهمة أو التحبير عليها بقلم التوضيح. خامساً: عدم السهر لأنه يفقد الطلاب التركيز ويتسبب في الإرهاق الذهني والجسدي والبدء في المذاكرة بعد صلاة الفجر منذ الصباح الباكر لقوله صلى الله عليه وسلم: (بارك الله لأمتي في بكورها). سادساً: تلخيص المواد بطريقة السؤال والجواب بعد مذاكرتها جيداً. سابعاً: الحرص على المذاكرة الجماعية مع الجادين من الطلبة، بعد قراءة المنهج ومناقشته دون الرجوع للكتاب. ثامناً: الذهاب للامتحان برباطة الجأش وهدوء الأعصاب والثقة بالنفس. تاسعاً: قراءة الأسئلة في ورقة الامتحان جيداً وعدم التسرع في الإجابة. عاشراً: أن يجعل الطلاب أمامهم هدفاً ذا قيمة في حياتهم يمنحهم الثقة ويدفعهم للسعي والاجتهاد، نحو طريق النجاح. اسأل الله تعالى التوفيق والنجاح لأبنائنا وبناتنا ولجميع شباب المسلمين. خالد محمد الأنصاري - مكة المكرمة