بأسلوب كوميدي ساخر وهادف وجريء، عالجت المسرحية الاجتماعية “كائنًا من كان” العديد من القضايا المهمة، والتي كانت مثار جدل وحديث بين الناس، كقضايا الفساد الأخلاقي والمالي. “كائنًا من كان” مسرحية كوميدية ساخرة أبدع فيها المؤلف والممثلون والمخرج في معالجة قضية الفساد الأخلاقي والمالي الذي طغى على الوضع العام، وجاء عنوان المسرحية من خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي وجهه للمواطنين في محاسبة المقصرين عندما قال -يحفظه الله-: “كائنًا من كان”. المسرحية من إعداد جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وتم عرضها مؤخرًا في جازان برعاية وزارة الثقافة والإعلام، حيث تم عرضها على خشبة مسرح جامعة جازان خلال إقامة الأيام الثقافية التي نظمتها الوزارة، وتغوص فكرة المسرحية في قضايا الفساد الإداري والمالي الذي مارسه بعض الأفراد والمؤسسات والتعثّر المستمر لبعض المشروعات التنموية وما سبّبه ذلك من خسائر فادحة على الوطن والمواطنين الذين وثقوا بأشخاص خانوا الأمانة وتحلوا بالكذب والنفاق حتى تم كشف أمرهم لينالوا نصيبهم من الجزاء. مسرحية “كائنًا من كان” هي الخطوة الأكثر جرأة نحو المستقبل، تعني أن المستخدم والوزير والغني والفقير سيُحاسبون على ما فعلوه من تصرفات وقرارات. المسرحية من تأليف مشعل الرشيد، وإخراج علي الغوينم، وقام بأداء البطولة فيها الفنانان القديران: بشير الغنيم ومحمد المنصور، وشارك في التمثيل كل من: سلطان النوه وإبراهيم الخميس ومحمد المسرحي وعماد البريه ووهيب ردمان وهشام العمري وخالد الحميدي. وأبدى الجمهور الذي حضر عرض المسرحية في جازان إعجابه الكبير بفكرتها وما تناولته من موضوعات هادفة، كما أبدى إعجابه بدور (محسن بن حسين) الذي أداه الفنان الشاب محمد المسرحي، وكذلك دور (وادريانو) الذي أداه وهيب ردمان، وقد تطرقت المسرحية إلى الأساليب التي ينتهجها رجال الأعمال في توقيع الصفقات من خلال أساليب مشبوهة، وجسّدت المسرحية ذلك عندما قام مفتاح (إبراهيم الخميس) بجعل رجال الأعمال يسهرون في الاستراحة ويتم تقديم المحرّمات بأنواعها لهم إلى أن تهجمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الاستراحة وتلقي القبض على شقاوي (بشير الغنيم) إلى أن تُختتم المسرحية بوصول مندوب تقصّي الحقائق وتم القبض عليهم. الفنان محمد المنصور قال ل “الأربعاء”: ما تم تصويره في المسرحية هو الذي يجمع رجال الأعمال ومن خلالها تتم كثير من الأمور كأن يتم التوقيع على الكثير من التجاوزات، وهذه المحرّمات هي التي تضيّع الإنسان وتجرّده من أخلاقه ومبادئه، ونحن من خلال مسرحيتنا هذه عالجنا هذا الموضوع بأسلوب كوميدي ساخر، فذاك التاجر أبو ناصر المسؤول الذي لديه كل التواقيع والمناقصات استطاعوا الوصول إليه من خلال (الإغراءات المادية والكأس والنساء)، كما اشار الفنان المنصور إلى أن المسرحية تطرقت في موضوعها للكثير من القضايا كما عالجت ما حصل في كارثة جدة بأسلوب مسرحي كوميدي هادف.