استبعد الدكتور محمد سعيد الغامدي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز دمج التخصصات النظرية في الجامعات مؤكدا على اهمية هذه الاقسام ، وأشار في هذا الصدد الى ان الكثير من القياديين في المجتمعات هم من خريجى اقسام ادبية وانسانية واوضح أن جميع التخصصات النظرية بالكلية مرتبطة حاليا ببرامج يتطلبها واقع المجتمع لافتا الى وجود توسع نوعي في برامج الدراسات العليا بالكلية،وذلك لتأهيل الطلاب لسوق العمل، وأكد وجود عدة تخصصات نظرية بحاجة إلى إعادة هيكلتها ،بينما تبرز تخصصات أخرى جديدة يفرضها الواقع. وأوضح خلال حديثه ل"المدينة" أن كلية الآداب قطعت شوطا كبيرا نحو الحصول على الاعتماد الأكاديمي لتحسين نوعية وجودة العمليات والمخرجات في جميع أقسام الكلية ولإتاحة فرص أفضل أمام للخريجين عند التقدم للالتحاق بالعمل ،موضحا أن ما يتردد من مطالبات حول إغلاق الأقسام النظرية يرتبط بعلاقتنا بالتطور من حولنا وقدرتنا على مواكبة مستجدات الحياة . وقلل من شأن بعض الانتقادات اللاذعة لبعض التخصصات النظرية لعدم تأهيلها الى سوق العمل .وقال :إن صناعة وبناء الفكر المجتمعي يحتاجان إلى التوازن بين التخصصات العلمية والتخصصات الإنسانية،مشيرا أن معظم قادة المجتمعات في شتى الابتكارات العلمية والتطبيقية من علماء الفلسفة و خريجي العلوم الإنسانية، ولفت الى أن التحولات الاجتماعية والتربوية والسلوكية والفكرية التي تمر بها المجتمعات عموماً ومجتمعنا على وجه الخصوص تؤكد حاجة الأمة إلى علماء ومفكرين يحملون راية التوجيه والإرشاد وتعزيز القيم ومعالجة المشكلات بحلول إبداعية عملية وهذا يؤكد الحاجة الماسة إلى التخصصات الإنسانية عموماً. وحول تأهيل طلاب كلية الآداب قال الغامدى: الخطة الإستراتيجية إلتي تنطلق منها جامعة الملك عبدالعزيز تعتمد على إعادة صياغة كثير من المناهج والخطط وربطها بسوق العمل لتكون أكثر مواءمة لاحتياجات الواقع، مشيرا الى وجود تركيز كبير على جوانب التدريب للطالب قبل التخرج. وأكد أن دور الجامعة لم يعد قاصرا على التعليم ونقل المعرفة وإعداد الخريجين فقط بل امتد الى إنتاج المعرفة وتربية أفراد دائمي التعليم قادرين على الاستمرار والتطوير والإبداع، دمج التخصصات النظرية وحول المطالبة بإغلاق بعض الأقسام النظرية بالجامعات ، قال : إن القضية ليست فتح أقسام و إغلاق أقسام قائمة لذات الأمر، إنما القضية ترتبط بعلاقتنا بالتطور من حولنا وقدرتنا على مواكبة مستجدات الحياة،مشيرا لوجود تخصصات بحاجة إلى إعادة هيكلة ،كما أن هناك تخصصات جديدة تبرز ويفرضها الواقع ومن هنا نأخذ على عاتقنا إعداد القوى العلمية والعملية وحاجة المجتمع إلى الكوادر التي تنهض به في مختلف المجالات .وأكد وجود تطوير مستمر للأقسام النظرية بالجامعة لافتا الى صدور الموافقة خلال الفترة الماضية بتغيير بعض مسميات الأقسام مثل " قسم الاجتماع إلى قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وكذلك قسم الجغرافيا إلى قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية وكذلك قسم المكتبات إلى قسم علم المعلومات، مشيرا أن مثل هذه التغييرات تعتبر تغيّرات شاملة في الخطط وفتح مسارات جديدة تتوافق مع متطلبات المجتمع. وردا على سؤال بشأن دمج بعض التخصصات النظرية بالجامعة ، قال: إن جميع التخصصات النظرية الآن مرتبطة ببرامج يتطلبها واقع المجتمع لافتا الى توسع نوعي في برامج الدراسات العليا، وأشار الى أن الكلية تسعى إلى حصول الأقسام النظية على الاعتماد الأكاديمي مما يعزز مكانتها و يعطيها زخماً عملياً وعلمياً للتطوير ومواكبة المستجدات ، وقال ان الاقتراح بدمج بعض الأقسام غير وارد لأن كل قسم مستقل في موضوعه وأهدافه وتخصصه الذي يضيفه للمجتمع المعرفي. وفيما يتعلق بالاعتماد الاكاديمي ، قال أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية قطعت شوطاً كبيراً نحو الحصول عليه لضمان الجودة في العملية التعليمية والأكاديمية لافتا الى تأسيس لجنة عليا لتقويم عمل الكلية ،مشيرا أن تمثل شهادات الاعتماد الأكاديمي مطلبا هاما لجميع الجامعات والكليات لتعزيز ثقة المجتمع بالبرامج والأنشطة والخدمات التي تقدمها الكلية ولا شك أن جميع ذلك سيعود بالدرجة الأولى لخدمة الطلاب والمجتمع بعد ذلك.