قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس إنه لن يرضخ «للاملاءات» الدولية كي يتنحى واتهم معارضيه بمحاولة اثارة حرب اهلية في يوم ثالث من القتال في العاصمة. واضاف صالح الذي يحكم اليمن منذ نحو 33 عاما إنه لايزال مستعدا من حيث المبدأ لتوقيع الاتفاق الذي أعد بوساطة خليجية لإنهاء حكمه بعد اشهر من الاحتجاجات لكن لا يتوقع سوى بضعة من مراقبي الاوضاع في اليمن ان يوقع على اتفاق خروجه من السلطة، وبدا الرئيس البالغ من العمر 69 عاما ان لديه ثقة رجل يحكم واحدة من اصعب دول العالم. وكان صالح يتحدث في مقره الرئاسي المحاط بحراسة مشددة والذي لا يبعد كثيرا عن الاف المحتجين الذين يخيمون في العاصمة منذ يناير لمطالبته بالرحيل. ومن شأن الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بوساطة خليجية ويرفض توقيعه حتى الان منحه حصانة من الملاحقة القضائية لكنه قال انه ليس لديه خطط لمغادرة اليمن وانه ليس خائفا من الملاحقة، وقال «سأكون باليمن. موجود رئيس للحزب. وسأكون بالمعارضة وسوف أقود العملية السياسية وسنكون شركاء في السلطة، وأضاف «من سيلاحق من.. أنا مواطن عادي. سأنقل السلطة إذا أتوا (المعارضة) إلى طاولة الحوار سلميا.» وحذر القوى الخارجية من محاولة فرض حلها على المواجهة اليمنية وشكا من أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي قاد جهود الوساطة لم يتعامل معه بالاحترام الكافي، وقال إن الزياني أبلغه بأنه إن لم يوقع الاتفاق فسيعتبر هذا رفضا له مشيرا الى ان هذه ليست طريقة ملائمة لمخاطبة رئيس دولة. واضاف «كان رد الفعل للأسف الشديد ليس بشكل إيجابي. كان تخاطبهم ليس على مستوى تخاطب رئيس دولة. ومش مفروض يخاطب رئيس دولة بهذه اللغة، نحن لا نقبل أن يملي أحد علينا أوامر.» وتخوض قوات موالية لصالح معارك شرسة في شوارع صنعاء منذ يوم الإثنين ضد حرس زعيم قبائل حاشد الذي تضامن مع المحتجين المطالبين بتنحي صالح، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 39 قتيلا على الأقل، وجددت الاضطرابات المخاوف من يصبح اليمن الذي يسكنه 23 مليون نسمه دولة فاشلة مثل الصومال. ورفض صالح مثل هذا السيناريو وقال انه يهدف الى اثارة الذعر، وقال صالح الذي كان يرتدي سترة سوداء انيقة لوسائل اعلام مختارة «اليمن.. أتمنى ألا يكون دولة فاشلة أو صومال أخرى، الناس متماسكة وحريصة على ان يكون انتقال السلطة سلميا.» وانحى صالح باللائمة على الاحمر وحلفائه في اراقة الدماء، واضاف في هذا الصدد «ما حصل من أولاد الأحمر من فوضى واعتداء على مؤسسات الدولة وعلى الصحفيين وكذلك على وزارة الصناعة والتأمينات ووزارة الداخلية هذا عمل استفزازي ويجذبنا إلى حرب أهلية. كلها محصورة بأولاد الأحمر.» وتراجع صالح عن توقيع اتفاقات سابقة لكن تراجعه الأخير أثار رد فعل غاضب بين الوسطاء لأنه جاء بعد محاصرة دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الإمارات العربية المتحدة لساعات. وقال صالح الذي تراجع عن التوقيع ثلاث مرات في اللحظات الاخيرة ان الاتفاق لا يزال مطروحا على الطاولة وإنه مستعد للتوقيع في إطار حوار وطني وآلية واضحة مضيفا أنه إذا كانت الآلية صحيحة فانه سيوقع على الاتفاق وينقل السلطة، وأضاف في قصره وهو محاط بمعاونيه الذين ارتدوا ايضا سترات سوداء «لا تنازل بعد اليوم.» وقال صالح ان القوى الخارجية ليست من تقرر لليمن، واضاف «أنا موافق على مبادرة منظمة متكاملة. في حقيقة الأمر يجب أن يفهم القاصي والداني أننا لا نأخذ أوامر خارجية. هذا شأن داخلي. لا أحد يستطيع أن يقبل أوامر خارجية.» وعندما سئل ان كان يعتزم حقا ترك السلطة او اذا كان يناور للبقاء رد بضحكة ومصافحة وابتسامة عريضة.