عندما ظهر شاعرنا الإبداعي بدر بن عبدالمحسن في زمن فات، كنّا قبل ذلك نطرب لكلمات مهاجرة من أوطان أخرى؛ لأننا في حاجة إلى إحساس جميل ولم نكن نركز من أي الأماكن هذه الكلمات، إلاّ أننا نهتم بجمالها ورونقها قبل مصدرها، وهذا الأهم.. إلا أننا كنا نفتقد من يقدم لنا بإحساس الكلمة ترجمة المكان والزمان والليل والبيئة التي نعيش فيها.. ومواكبة أوجاعنا واشتياقنا المتعطش لإنسان من بلادنا يقدم لنا شيئًا من الارتواء الحسي والشعور.. لكن ظهور البدر بدّل هذه المفاهيم وظهر بصورة مختلفة عن التقليدية وقدم لونًا وحسًّا لم نسمعه أو نقرأه من قبل، وأدرج البلاغة الجميلة في القصيدة العامية بفكر وثقافة باختلاف عن مَن سبقوه وعندما نسمع بدر أو نقرأه.. تجده لافتًا وأروى عطشنا من شعوره وكلماته في زمن لم يكن أمامنا فيه إلاّ شاشة التليفزيون والبحر الذي نهرب إليه من همومنا.. نتذكّر عندما كانت أي قصيدة أو أغنية من كلماته نأتي لنخبر بعضنا سمعت يا فلان الكلمات الجديدة التي قدمها بدر بصوت طلال أو محمد عبده.. “زل الطرب يا موجع الطار بالكف” لطلال رحمه الله، و“مرتني الدنيا بتسأل عن خبر” من ألحان سراج عمر وقدمها محمد عبده -شافاه الله-، و“عطني المحبة كل المحبة” بصوت طلال، وغيرها الكثير. الجميل في الأمير بدر أنه يقدم إحساسه لنا مرة بالإلقاء بصوته، أو من خلال أداء الفنانين، وهذا حرص منه لأن محبيه يتوقون إليه بكل الصور.. من مزايا البدر أنه يقدم كلماته لأي موهبة ويدعمها بشرط أن يكون ذا موهبة وصوت وإحساس، ومن هؤلاء فناننا عبدالمجيد عبدالله الذي قدم له كلمات في بدايته، وساهم هذا النص في تقديم عبدالمجيد بشكل لافت ومبهر، وهي “غزيّل صابني بحيرة تعدّى ما التفت يمي يا ليته من هل الديرة وعمه يقرب لعمي”. ويبقى البدر وضاءً في زمن شحاحة الكلمة المعبّرة الرائعة.. التي تعبّر عنا وعن إحساسنا وأفراحنا.