يستسلم بعض الناس للمشاعر السلبية التي تعتريهم حين يواجهون مواقف أو صراعات أو حوارات لم يوفقوا في إدارتها وحسمها بالشكل الصحيح..ونرى أولئك في تعاملهم مع تلك القضايا يخضعون لألم الإحباط والضعف والندم وقد يكتفون بالغضب الداخلي جرّاء إبتلاعها والصمت إزاءها ..وربما يلقون بالتبعات أو الأسباب والأخطاء على الآخرين .. إن من حق كل منا أن يعبرّ عن ذاته دون خوف أو شعور بالذنب كما أن من حق كل واحد إبداء رأي مخالف له.. ويوصي خبراء النفس في هذا الصدد بالتدريب على كيفية الحسم في الأمور والدفاع عن الحقوق والتعبير عن المشاعر وعدم كبتها ..ولكي يحقق أولئك النادبون حظهم مبتغاهم لابد أن يدركوا بأن تغيير النفس أشبه بمرحلة التخطيط لرحلة ما ولكي تنجح الخطة لابد من التعرف على موقعك الآن.. وإلى أين تريد الذهاب أو الوصول (الهدف) ثم تتعرف على الوسائل والأدوات لتبلغ بها الهدف..ولكي تحقق حياة أفضل لابد من التعبير عما تريد دون صمت أو كبت أو استسلام ومن ثم العمل على التفكير الابداعي ..ومن نصائح الخبراء للإستفادة من التدريب على الحسم العمل على كتابة ما تفكر فيه على الورق ولتكن صريحاً مع نفسك مع التركيز على الصفات التي تريد اكتسابها والأمور التي تريد حسمها والمشاعر السلبية التي تريد التخلص منها..ومن ثم ابدأ بالتدريب على أسلوب التخاطب وطرح الأفكار والموضوعات بثقة إما في محيط عملك أو بيتك أو أصدقائك أو مشاريعك وجرّب آلة التسجيل التي سوف ترشدك إلى أحسن وسيلة للتعبير عن أفكارك عند مقابلة الآخرين بيسر وسهولة ووضوح لتكسب الحوارات/ الصراعات / المشاريع وتحسم الأمور واعلم أن الإنصات الجيد هو من العوامل المهمة في اتصالك الناجح مع الآخرين لأنه سوف يجعلك تعي ما يقال وتهضمه وتفهمه ومن ثم تستطيع الحسم فيه والنجاح في مواجهته وليس من الضرورة أن تحط من قدر وشأن الطرف الآخر (عدوانية) عندما تطرح آراءك لأن وسيلة إيصال الأفكار في علم الاتصال أكثر أهمية منها ..ومن المهم التوقف عن تخيل الأسوأ( لو قلت كذا سوف يغضب/ سوف أخسر عملي / سوف أخسر علاقتي ..الخ) لأن هذا من شأنه أن يجعلك تتردد في البدء والحسم وتعود لنقطة بداية الإحباط والتردد والاستسلام والخضوع لمشاعر القلق والألم والذنب فتؤذي نفسك ولا تحسم الأمور وأسلوب تخيل الأسوأ عند العزم على حسم الأمور يطلق عليها علم النفس( تخيل الكوارث) وهو من أكثر المعوقات أو العقبات في سبيل تحقيق الحسم الناجح في الأمور وفي سبيل تخفيض مشاعر القلق والغضب في حياتك حاول تحسين علاقاتك مع الآخرين وتبني مواقف ايجابية نحو الحياة وتجنب الضغط المفرط أو الأعباء الكثيرة أو الاستسلام للإحباط والصمت والغضب الداخلي .. ولكي تطهر نفسك من الحقد والكراهية والإحباط لابد أن تدرك بأن ليس هناك إنسان أو شيء أو حل كامل وليست هناك طريقه مثلى .. ولكن لابد من المحاولة والحسم.