قال معالي عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : إنّ حق ولاة الأمر عظيم ومكانتهم كبيرة في الشريعة الإسلامية وطاعتهم واجبة ، كفلت ذلك كله ودلّت عليه النصوص الشرعية في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن حقهم من أوجب الواجبات ومن أبرز المقاصد الدينية ، وأن ذلك من أهمّ ما يبنى عليه الدين الإسلامي الحنيف وهي الولاية والعناية بها ، ولا يمكن أن يتحقق الأمن العام في البلاد إلا بوجود الولاية المستمدة من القوة الشرعية بالطاعة والسمع والنصح والقبول ، حامدا المولى عز وجل أن جعل مجتمعنا السعودي موفقا ومسددا حريصا على الوحدة والتكاتف والتعاون نابذا الفوضى وزعزعة الأمن والولاية ، مترابطا صفا واحدا مع ولاتنا ، والتلاحم فيما بيننا وولاتنا ،والانتماء للوطن ، ولم نتأثر بحمد الله تعالى بما تأثر به إخوتنا الذين هم بالقرب منا في البلدان المجاورة. وطالب الشيخ المنيع بالعناية التامة بما يتعلق بولاة أمورنا من حيث السمع والطاعة ومن حيث النصح ، والتعاون معهم فيما فيه تحقيق وإرساء هذا الأمن سواء أمنًا جنائيًا أو غذائيًا أو أمنًا صحيًا أو أمنًا تعليميًا أو أي أمنٍ آخر منّ به الله سبحانه وتعالى على عباده وخلقه ، مما يتوجب علينا الحفاظ عليه ، وقال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) وقد جاءت الألف واللام استغراقا لجميع أنواع الأمن ، ومن هنا فقد أنعم الله سبحانه على عباده المخلصين بالمثوبة ومن أعظم المثوبة أن أعطاهم الأمن بجميع ما تستغرقه هذه الكلمة ، مؤكدا أن الأمن مهمّ في حياة الأفراد والمجتمعات ، ولا يمكن أن يدرك قيمة الأمن وأهميته إلا من قد فقده. وقال المنيع : إنّ قيمة المملكة العربية السعودية في نفوس المسلمين عظيمة وكبيرة وأنها مركز له قيمته ومكانته ، مشيرا إلى أن من أبرز نعم المقاصد الشرعية الوسطية التي هي تطبيق المقاصد المحصلة للمصالح العامة والخاصة ، ولا شك أن الدين الإسلامي مبنيّ على الوسطية والاعتدال ، ومؤكدا على أن الدين الإسلامي دين وسط بين التشدد والتنطع وبين الإنحلال والتحلل ، ويسعى هذا الدين دائما وأبدًا إلى إسعاد الإنسان في حياته الدنيا والآخرة. وتعجب فضيلته من إنكار بعض الناس ممن يوصفون بأصحاب العقول النيرة من أقطار العالم لفضائل الدين الإسلامي الحنيف وعنايته بالإنسان المسلم وتقديره للإنسانية جمعاء.