يعتبر «العصف الذهني» من الوسائل الإدارية ذات الفاعلية الكبيرة – عند البحث عن أفكار جديدة – لإعادة توجيه الإدارة أو الشركة. وخصوصاً عند تجديد البناء وإعادة الهيكلة، أو البحث عن أنشطة جديدة، أو تبنى وسائل جديدة لاختراق الأسواق، أو زيادة المبيعات، أو ترويج المنتجات – حديثها وقديمها – أو ترويج اسم الشركة والتعريف بها في محيط تجاري حديث أو قديم، وغيره من أمور إدارية لا تحصى. والعصف – كما هو معروف في اللغة – هو شدة هبوب الرياح وقوتها, كما ورد في قوله تعالى: (فالعاصفات عصفاً). ولكنه ورد أيضاً بمعنى القشر في قوله تعالى: (والحبُّ ذو العصف والريحان). كما ورد بمعنى الورق الجاف الذي تركت أكله الدواب في قوله تعالي: (فجعلهم كعصفٍ مأكول). والذي نناقشه هنا هو ذلك العصف الذهني الذي يهبّ على الذهن، وكأنه رياح شديدة القوة، فتثير الأفكار وتبعثها من مكامنها؛ ليكتشف الإنسان أو الإدارة والمدير طرقاً ووسائل وإبداعاتٍ كانت غافلة عن أذهانهم خلال انشغالهم بتصريف الأعمال اليومية والمسؤوليات المنوطة. وتكمن أهمية هذه الوسيلة الإدارية وتبرز عندما تُسخّر وتطبّق على أصولها العلمية من أجل الاكتشاف والتقويم وإعادة التوجيه. من أجل ذلك من الضروري جداً أن يكون المشاركون على علم بهذا الدور. وأن يكونوا واثقين من مهمتها. كما أنه من الضروري الانفتاح على أي فكرة عند المشاركة في العصف الذهني، وتسجيلها، وعدم نقد أي اقتراح أو رأي، أو الانتقاص منه أو من قائله. كما يجب عدم تردد المشارك في طرح ما يبرق في ذهنه. فالتقويم يأتي لاحقاً وكذلك الاختيار. فالمهم هو تسجيل أفكار تلك العواصف الذهنية في المرحلة الأولى. يزعم بعض من شارك في العصف الذهني بأن تجربتهم لم تكن ناجحة، ولم تقدم لهم أفكاراً جديدة. وهذا يحدث لشيئين: إما لعدم التطبيق الصحيح، أو المشاركة بقناعة متصلّبة لا تريد التجديد. حينها يكون العصف قشوراً. 0096626999792 فاكس [email protected]