يحث ديننا الإسلامي الحنيف على المحبة والوئام بين المسلمين، وتوثق شرائعه روابط الود بينهم ، وتنهى تعاليمه عن كل ما يخلّ بتآلفهم وصفاء نفوسهم، ولكن الشيطان لا يعجبه الصفاء بينهم، فيغوي ويوسوس ويتخذ أساليب كثيرة للتحريش بينهم، ومع ذلك يبقى كيد الشيطان ضعيفاً بمصداق قوله تعالى في سورة النساء (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، والمتابع للشأن الرياضي يجد أن هناك بعض المشجعين الذين وضعوا خطوطًا حمراء أمام تشجيعهم الكروي الذي تحول من التشجيع في الملعب إلى الأذية الشخصية لإخوانه المسلمين وهو أمر مؤلم ويدعو للدهشة، وما يؤكد ذلك ما تعرض له الزميل محمد البكيري نائب رئيس تحرير جريدة الرياضي من أذى من أحد المشجعين الذي ألقى على عينيه مادة حارقة من الأمور التي أزعجت كل من سمع وغيرها من حالات الأذى الأخرى وإن كانت أقل أذى من هذه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ آذَى المسلمين في طرقِهِمْ وجَبَتْ عليه لعْنتهم»، فمن عقوبات أذى المسلمين أن المؤذي لهم يستحق لعنتهم، وأذى المسلمين جريمة لا تغتفر، بل لا بد أن يسامحك من آذيتهم، وإلا فالقصاص بين يدي الله يوم القيامة، وديننا أرسى دعائم الخلق الفاضل، بل لخّص النبي صلى الله عليه وسلم رسالته في أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ومن هذا المنطلق فإن على المشجع الرياضي المسلم أن يعلم عظم أذية المسلم بأي شكل كانت، وبأي وسيلة تمت، وقد أعلنها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم صريحة مجلجلة: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه». فحري بكل مسلم سواء كان رياضيا أو إعلاميا أن يبتعد عن أذية إخوانه سواء بالكلام أو باليد أو بأي أسلوب كان، وليكن المشجع مثاليًا في تشجيعه لا يسيئ للآخرين، ولتكن القاعدة عنده (تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة) أما ما يحدث الآن فإن عدم ضبطه سيجر إلى مشكلات نحن في غنى عنها ويؤدي إلى العنف الرياضي، فلا بد من ضبط الكتابات وعدم الإساءة للآخرين وكذلك توجيه المشجعين، وقد ناديت بذلك مرارًا من منبر هذه الجريدة، بأن يكون للرئاسة العامة جانب كبير في التوعية لأنها مسؤولة عن القطاع الشبابي وليس الرياضة هي الهدف فقط ونتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذا الأمر والأمل في الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في تحقيق هذا الأمل، وأخيرًا أقول للأستاذ محمد البكيري الحمد لله على السلامة وأنت مأجور إن شاء الله فما يصيب المسلم من شيئ إلا كفّر الله بها عن خطاياه (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ». أخرجه أحمد نسأل الله أن يهدي شبابنا لما فيه الخير.