يشكو أهالي سكان شرق الخط السريع في محافظة جدة، وتحديدا اهالي حي المنار من استمرار معاناتهم اليومية مع الحركة المرورية عبر جسر بريمان منذ أكثر من شهرين. وبث عدد من المواطنين معاناتهم عبر “المدينة” لايصال أصواتهم للمسؤولين على أمل أن تتحرك الجهات المعنية لانهاء هذه الازمة التي ضاق بها مرتادو الجسر على الخط السريع وحيث يجبرون على الاتجاه يمينا نحو حي بريمان الشعبي أو وادي العسلا عبر طريق تآكل عن آخره وأصبح خطرا حقيقيا يهدد سلامة الجميع. وأشاروا إلى سلسلة حفر مخيفة تمتد حتى مدخل حي بريمان الشعبي وستة أحياء أخرى شرق طريق الحرمين، ومما زاد الأمر سوءًا -يقول المتحدثون- قيام أمانة محافظة جدة في احدى محاولاتها لإصلاح ما أفسدته الأمطار الأخيرة، بردم الحفر بالتربة والصخور مما شكل ضررا من ناحيتين، حيث تتطاير الأتربة بمجرد السير عليها، وبالتالي الحد من مدى الرؤية فضلا عن تسبب الأحجار في إلحاق الضرر بالعديد من السيارات، خصوصا أن المنطقة تشهد حركة كثيفة على مدار اليوم من شاحنات ووايتات مياه وغيرها من السيارات، وكل ذلك من شأنه أن يشكل بيئة خصبة للحوادث المرورية المروعة خاصة في الليل. وفيما انتقد عضو في المجلس البلدي بجدة سوء التنسيق بين أمانة المحافظة ووزارة النقل محملًا إياهما مسؤولية هذه المشكلة التي يعاني منها سكان أحياء شرق الخط السريع، أرجع مصدر مسؤول في الأمانة السبب في استمرار المشكلة كل هذه الفترة إلى نية وزارة النقل في إزالة الجسر بكامله، مشيرًا إلى أن أمين جدة أوصى بعدم الانتظار والبدء فورا في ترميم الجسر والطريق المتفرع منه والذي تهالك بفعل الامطار، وتم إلزام المقاول بتغيير الارضية والتربة الاساس في الجزء الخاص بالأمانة لتشبعها بالماء وهشاشتها، واستبدالها بتربة جديدة متماسكه لتتم بعد ذلك السفلتة. أمراض وأوبئة أحمد الشهري ومحمد بصفر من سكان حي المنار أكدا أن معاناة مرتادي هذا الجسر الذي يعد المدخل الرئيس لاحياء شرق جده كالمنار والاجواد مستمرة منذ أكثر من شهرين، وقالا: أصبحنا نحمل هموما ثقيلة لمجرد التفكير في كيفية الوصول الى منازلنا وكذلك الحال لمن يفكر في زيارتنا. واضافا: تحملنا الروائح الكريهة التي تغزونا مع حلول الظلام رغم كل ماجلبته لنا وأطفالنا من أمراض وأوبئة مزمنة، لنستقبل أخيرا مشكلة الطريق الصخري الذي يشوه مفهوم بلادنا الراقية ومحافظتنا التي نعتز بها شكلا ومضمونا، وليس لعقل ناظر الى حال هذا الطريق ان يتصور وجوده في محافظة جدة إحدى أهم وأكبر المدن السعودية مساحة وسكانا وتطورا في جميع المجالات. التقينا الأمين دون فائدة وأشار جميل عبدالرازق وراجح سعد إلى أن وفدا من سكان الحي التقى أمين محافظة جدة ووصف له مدى معاناتنا في مختلف الجوانب (زحام الجسر، سوء الطريق المؤدي إلى الحي والأحياء المجاورة، والروائح الكريهة التي تزكم أنوفنا وتجلب لنا الأمراض والأوبئة وغيرها الكثير الكثير)، وقام الأمين بدوره بتوجيه إدارة الطرق في الأمانة للوقوف على الموقع ودراسة إيجاد حلول عاجلة له، ولكن حتى اليوم لم نر جديدا في الأمر وكأن التوجيهات كانت مجرد حبر على ورق. سوء التنسيق إلى ذلك انتقد بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي بجدة سوء التنسيق بين أمانة المحافظة ووزارة النقل، معتبرا ذلك السبب الرئيس في هذه المشكلة التي يعاني منها سكان أحياء شرق الخط السريع عقب الهبوط الجزئي للمدخل الرئيس عند جسر بريمان، حيث أدى ذلك إلى زيادة الازدحام في الشوارع الجانبية وتعثر حركة السير مع تزايد الغبرة والأتربة بصورة غير مسبوقة. وبين أن جسر بريمان تم تسليمه إلى وزارة النقل، وسيتم إعادة بنائه من جديد بطريقة زهرة البنفسج، بحيث لا تكون هناك إشارات تعطل حركة السير في الاتجاهات الأربعة، ولا في طريق (هدى الشام) الذي تعهدت الوزارة بتسليمه بمشيئة الله تعالى في شهر رمضان المقبل. وأكد أن المشكلة الرئيسة التي يعاني منها سكان أحياء شرق الخط السريع لا تتركز فقط في جسر بريمان، بل تكمن في الخطوط الجانبية لمدخل الحي التي هبطت بشكل واضح، وتتعرض لإهمال شديد نتيجة عدم تعبيدها أو معالجتها في أعقاب سقوط الأمطار الأخيرة على جدة قبل أكثر من شهرين. وطالب أخضر بضرورة التحرك لوضع حل جذري وسريع للطرق الجانبية، التي أتلفت وهبطت بشكل جزئي وتم إغلاق بعضها، مشددًا على أن المواطن هو الضحية لما وصفه ب “المهزلة” التي تحدث بجانب جسر بريمان وفي مدخل الحي، حيث تعرضت السيارات لأضرار كبيرة نتيجة الحفر والهبوطات الأرضية، علاوة على أن الوضع البيئي بات لا يسر أحدا نتيجة ارتفاع نسبة الغبار والأتربة وهو الأمر الذي يهدد بمشاكل صحية لا حصر لها ولا يتناسب مع الطفرة الكبيرة التي تعيشها المملكة بشكل عام ومدينة جدة على وجه الخصوص لتحسين الظروف البيئية. واعتبر أخضر (سوء التنسيق) السبب الرئيس في المشكلة الحالية، مؤكدا ضرورة أن تكون هناك لجنة مشتركة من الأمانة ووزارة النقل لوضع حلول لكل الطرق، التي تضررت بجدة في أعقاب الأمطار الأخيرة، وبالذات في حي بريمان الذي يعيش في معاناة كبيرة تحتاج إلى حلول عاجلة.