بداية، لكم سرني التوجيه الذي وجهه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير لأهالي المنطقة، بشأن تنظيم أوقات العزاء، والتي حددت، من بعد الساعة الثانية ظهرًا حتى صلاة العشاء، وهو الوقت الذي يمكن الناس فيه تقديم العزاء، دون أن تتأثر أعمالهم أو مصالحهم للتأخير، أتمنى أن يتم العمل بموجبه لما فيه من مراعاة لأهل العزاء، بدلًا من أن تزيد معاناتهم، لكني أتطلع -كذلك - إلى أن يراعي الناس ما يتم في كثير من مجالس العزاء، من مبالغة وإسراف في صنع الطعام بما يجعل ما يقومون به (مخالفة شرعية) للسنة النبوية، فحينما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بوفاة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال “اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم “فما يحدث في عزاءاتنا وتحديدًا أتحدث عما أراه في منطقة عسير، أن المعِّزين يتشاركون في “وجبات الغداء والعشاء” ولمدة ثلاثة أيام، فتقدم الذبائح بما يزيد على حاجة المعزين وأهل العزاء، وتتحول -أحيانا - مجالس العزاء إلى ما يشبه العزائم، ويتخللها الضحك والأحاديث الجانبية التي لا تصلح في ساعة العزاء، فيتحول الأمر إلى “شغلة” لأهل العزاء، بدلا من أن يجدوا الراحة ففيهم ما يكفيهم، آمل على سمو أمير المنطقة توجيه أهالي المنطقة إلى (الاقتصاد) في وجبات العزاء، وقصرها على وجبة واحدة تعد لأهل العزاء كما ورد في السنة وبشكل مختصر، بما يتوافق مع أمر الشرع، ولا تتحول مجالس العزاء إلى “قطات” وحلبات للتنافس على صنع الطعام والإسراف الذي يكون في غير محله، وأن يتولى شيوخ ونواب القبائل وعقلاء المجتمع إلزام الناس بما ورد في تعميم سمو أمير المنطقة. محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط