أكد الشيخ حمد خنين أن فترة طفولته تعتبر من أخصب الفترات في حياته، نظرًا لطبيعة الحياة البدوية التي كانوا يعيشونها في تلك الأيام بعيدًا عن صخب المدن ومشغوليات الحياة العصرية، كما أوضح عشقه للشعر، وحبه لقراءته. وسرد خنين مواقف شيقة من ذاكرته عن أيام الطفولة. وكشف خنين عن جانبٍ مهمٍ من حياته وهو عشقه للعمل الإعلامي، حيث يصف ذلك العمل بأنه من الهوايات المحببة لديه. هذا وغيره تطالعونه في المساحة التالية التي نقلب فيها بعض صفحات كتاب حياته الخاصة: عن الكتب التي يميل إلى قراءتها يقول خنين أنه يميل بالطبع إلى قراءة كتب الفقه، وكتب الثقافة الإسلامية، والكتب القضائية، والرسائل العلمية في الأحكام الشرعية، والبحوث في النوازل والحوادث المستجدة، وكتب التراجم للعلماء والقضاة. وآخر كتاب انتهى من قراءته هو (كشاف القناع عن الإقناع) تأليف الشيخ العلامة منصور بن يونس البهوتي تحقيق وزارة العدل (15 مجلدًا، ومجلدان فهارس). حركة لا إرادية! وفي حياة خنين موقف لا يبارح ذاكرته عندما شارف على الانتهاء من إعداد بحث قيم عن أثر الابتعاث الخارجي في دعم البحث العلمي في ضوء مشروع خادم الحرمين الشريفين، وكان في طور التنسيق ووضع اللمسات النهائية، وفجأة أتى بحركة لا إرادية كانت نتيجتها مسح كامل البحث من جهاز الكمبيوتر؛ ممّا أصابه بالإحباط، ويقول عن ذلك الموقف: بقيت بعدها مذهولاً لعدة أيام من الأمر، وبدعم ومؤازرة من أحد المخلصين خفَّف عني وقع الأمر، وطلب مني الصبر والتذكر، وها هي المحاولات جارية ولكن بعد فوات الأوان، حيث انقضت المناسبة، وكان ينوي التقدم به لمؤتمر التعليم العالي الذي عُقد وانتهى! انشغال دائم ويشكو خنين من عدم توفر الوقت الكافي للقيام بالعديد من الأنشطة، ويقول: أحب أن أقضي وقت فراغي في المنزل بالرغم من أنه لا يوجد عندي وقت للفراغ، وأتمنى أن يمنحني أولئك من أوقاتهم، فأنا فعلاً بحاجة ماسة للوقت. أكثر شيء استمتع به قراءة الصحف المحلية، ومنها هذه الصحيفة، ثم الكتابة الصحفية العديدة لمختلف الصحف والمجلات المتخصصة، وكذلك تدوين البحوث والسير، كما أن الجوانب الاجتماعية لها نصيب من وقتي الممتلئ حتى بالإسهام في حل المشكلات والقضايا الشائكة. وعن علاقته بالشعر يقول خنين: الجميع يحب الشعر ومن منا لا يستهويه الشعر ويأنس بالشعراء؟ وتستوقفني قصائد كثر، يضيق المجال لذكرها خاصة التي تتضمن حكمًا وأمثالاً تنعكس إيجابًا لواقعنا المعاصر، وسواء كانت من الشعر القديم أو الحديث، المهم أن تشدنا الكلمات وتجذبنا المشاعر والأحاسيس. ويسترجع خنين ذكريات طفولته بالقول: قضيت الطفولة بين النخيل الباسقات، والحقول الخضراء، والسواقي الجارية، وكان الكتاب المدرسي بين يدي، وأنا أرعى الماشية، وأحصد الزرع، وأحلب الضرع، كانت حياة بدوية في وقت ممتع، وأنس بعيد عن صخب الحياة اليوم، كنا نعيش غير متوقعين أن تؤول بنا الأمور إلى ما آلت بنا الآن، فبالرغم من رغد العيش إلاّ أنني أجد حياة الطفولة أكثر متعة. ومن المواقف التي لا زلت أذكرها عندما قدمت شركة إيطالية لرصف الطرق بالأسفلت بين الرياض وجنوب المملكة، فقد شاهدنا الأسفلت لأول مرة وتعجبنا من أناس لا يعرفون اللغة العربية، حيث كان إدراكنا أننا كل العالم! فمن أين جاء هؤلاء؟ وما هذا الأسفلت؟ فكان إدراكنا قاصرًا في ذلك الوقت، حيث أصبحت مدينتنا الآن من أبرز المدن نهضة وتطورًا بسبب مرور هذا الطريق الحيوي. كنت أتمنى في طفولتي معرفة الرياضيات ولكن صعوبتها على الأذهان في ذلك الوقت حال دون ذلك بالرغم من الجهد الذي بذله مدرس المادة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ماليزيا وعمان وعن علاقته بالسفر يقول خنين: جبت أصقاع المعمورة للبحث والسياحة، واستوقفتني ماليزيا وسلطنة عمان. كذلك عشت في دولة الإمارات أربع سنوات بسبب العمل، كانت السنتان الأوليان فيها من أسوأ أيام حياتي، والسنتان الأخريان من أجملها! وعمومًا تعجبني دولة ماليزيا وما فيها من الجزر والحدائق والأمطار والأسواق والنظام والتنظيم جعلتني أمعن النظر في اختيارها كمحطة لسياحة العائلة صيفًا بدون تردد، حيث الإسلام والأمن والأمان من واقع التجارب السابقة. وعن الهوايات التي يستمتع بعملها يقول: من الهوايات ممارسة العمل الإعلامي والكتابة الصحفية، حيث أقوم بإعداد صفحات ثابتة ومقالات في عدد من الزوايا والمشاركة في المناسبات والتعقيبات في عدد من الصحف، كما أتميز بإعداد اللوائح الاعتراضية وصياغة وتحرير الخطابات لوجود الخلفية في الثقافة الفقهية والقانونية واللغة والأدب والبلاغة والإلمام بالأنظمة وهذه من الهوايات المحببة للنفس. ويؤكد خنين أن أفضل الوسائل لتربية النشء هي القدوة والمثالية أمامه في شتّى الأمور وأهمها أمور العبادة وأبرزها الصلاة، إضافة للمتابعة والتوجيه الأمثل وتشجيعه في هواياته وزرع الثقة به وتحميله جزءًا من المسؤولية ومحاولة تثقيفه بشكل جاد وتشجيعه على الانخراط في الأعمال التطوعية والاجتماعية ومصاحبة الأخيار، والبعد عن مواطن الريب والشك، والحرص على الأخلاق الحسنة، وترك الأخلاق السيئة والعادات المستهجنة. ووجه خنين نصحه للشباب بالقول: أن ينظر إلى من هم دونك، وتطلع إلى المعالي، وتحلّ بالصبر، وكن أكثر همة ونشاطًا، وإيّاك والكسل، والجليس السوء، وأرضَ بما قسمه الله لك، ولا تترك الصلاة مهما كان، وخالق الناس بخلق حسن، وأرضِ والديك، وانتبه لتعليمك، وقلل من أوقات اللهو، واستفد من شبابك قبل هرمك، ومن صحتك قبل مرضك، رتب حياتك، وصل رحمك، ولا تمشِ في الأرض مرحًا.