يبدأ رئيس الوزراء المصرى الدكتور عصام شرف غداً الأحد زيارة للمملكة تستغرق يومين فى مستهل جولة خليجية هى الأولى منذ توليه منصبه وتقوده الى قطر والكويت. ويرافق شرف فى جولته وفد كبير يضم وزراء الخارجية والمالية والتجارة والصناعة والبترول. ويجرى رئيس الوزراء المصرى - أثناء الزيارة - مباحثات مع عدد من المسؤولين بالمملكة تتوّج بلقاء خادم الحرمين الشريفين. ويتضمن جدول أعمال الزيارة أداء العمرة وافتتاح فرعين للبنك الأهلي المصرى فى جدة والرياض ،كما يلتقى بالجالية المصرية فى المملكة. وحسب المستشار الإعلامي للحكومة المصرية الدكتور أحمد السمان فإن مصر تولي أهمية كبيرة للزيارة بين الدولتين الشقيقتين. وقال الدكتور السمان : إن وزراء المجموعة الاقتصادية المرافقين لرئيس الوزراء المصرى سوف يعرضون مشروعات جاذبة للاستثمار السعودى الحكومى والأهلى إلى جانب حوافز استثمارية لقطاع الأعمال .. موضحاً انه يجرى الترتيب لاجتماع لمجلس الأعمال السعودى المصرى واللجنة السعودية المصرية العليا.. وأكد الدكتور سمير الصياد وزير التجارة والصناعة المصري أن زيارة شرف إلى المملكة لها عدة أهداف منها طمأنة المستثمرين السعوديين على استثماراتهم فى مصر،خاصة في أعقاب الأزمة التي مرت بها البلاد مؤخراً،موضحاً انه سيتم طرح آليات جديدة لتعميق وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. ودعا الصياد عبر "المدينة" المستثمرين السعوديين إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر خلال المرحلة المقبلة في عدد من القطاعات الجديدة والواعدة في مجالات البنية التحتية والخدمات والتجارة الداخلية،بجانب القطاعات الاخرى مثل الصناعة والتجارة والسياحة،مشيراً إلي أن العلاقة المتجذرة بين الشعبين المصري والسعودي تطغى على أي عوائق قد تؤثر على العلاقة بين البلدين. وقال الوزير: إن هناك اتفاقا بين البلدين على إزالة جميع المعوقات التي تواجه المستثمرين،وانتقال رؤوس الأموال والخدمات والأفراد،وتسهيل دخول منتجات وسلع كل دولة إلى أسواق الدولة الأخرى،بالإضافة إلى تفعيل وتنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية،والتعاون الفني في مجال إصدار شهادات المنشأ ومجالات المواصفات والمقاييس والمعايرة والجودة،وتبادل الزيارات للمختصين والفنيين في البلدين لتسهيل انسياب دخول المنتجات والسلع بين البلدين،والاتفاق على تبادل الخبرات والزيارات الفنية في مجال إقامة وإدارة المناطق الصناعية بين الهيئة العامة للتنمية الصناعية بمصر وهيئة المدن الصناعية بالمملكة،وتبادل الخبرات في مجال تطوير البرمجيات ورفع مستواها إلى المستويات العالمية،والاستفادة من المراكز المتخصصة في البلدين في هذا المجال. وقال أسامة صالح رئيس الهيئة العامة الاستثمار في مصر : إن رئيس الحكومة سوف يرافق عددا من رجال الأعمال بهدف جذب المزيد من الاستثمارات المشتركة . واوضح أن الهيئة تعد حالياً "حزمة" من المشروعات المشتركة مع المملكة،كما ستطرح على المستثمرين السعوديين خلال الفترة المقبلة عددا من المشاريع الاستثمارية تشمل قطاعات جديدة واعدة خاصة في المجالات السياحية،وأضاف أن هيئة الاستثمار المصرية مكلفة حالياً بتوفير كافة المعلومات اللازمة وطرحها أمام المستثمرين السعوديين. وأشار المهندس حسين صبور رئيس اتحاد جمعية رجال الأعمال المصرية - السعودية إلى بعض المعوقات التى تواجه المستثمرين السعوديين مثل البيروقراطية وسوف تتم مناقشتها خلال الزيارة والعمل على حلها فى اجتماع بين رجال أعمال البلدين،مؤكداً أن الاستثمارات السعودية باقية في مصر آمنة ولا خوف عليها ،وأضاف قائلاً:إن الحكومة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لجذب المزيد من الاستثمارات السعودية إلى أراضيها إلى جانب زيادة التبادل التجاري معها لرفع معدلات النمو التي تأثرت كثيراً خلال الفترة الماضية. أكبر شريك تحتل المملكة المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري عربي بالنسبة إلى مصر، ويبلغ إجمالي الشركات السعودية المسجلة في مصر 2355 شركة،وينفق السعوديون نحو 500 مليون دولار سنويًا من خلال الوفود السياحة السعودية لمصر، فيما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر 5 مليارات دولار،أما حجم الاستثمارات السعودية في مصر فتقدر بنحو 10 مليارات دولار، كما أن حجم استثمار السعوديين في سوق الأسهم المصرية يبلغ حوال 8%. وتتركز أهم الاستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية في النقل والصحة والتعليم، يليها الاستثمار الصناعي ثم قطاع الإنشاءات،والاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية، والاستثمار السياحي حيث تأتي المملكة في المرتبة الثانية عربياً من حيث التدفق السياحي العربي، ويبلغ إجمالي الإنفاق السعودي في السياحة المصرية نحو 500 مليون دولار سنويا،والاستثمار في قطاع الاتصالات ثم الاستثمار في القطاع المالي. وتولى وسائل الإعلام المصرية أهمية كبرى لزيارة شرف للمملكة حيث خصصت قناة النيل للأخبار مساحة كبيرة لملف العلاقات المصرية السعودية وان هذه المساحة سوف تتضاعف مع بدء فعاليات الزيارة ،وينطلق الاهتمام من قاعدة ان العلاقات المصرية السعودية هى الركيزة الأساسية للكيان العربى وإنها بوصلة لقياس التعافى فى العلاقات العربية حيث تهبط متى هبطت علاقات القاهرة والرياض وتزيد بزيادتها من ناحيته وصف مدير الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية الدكتور جمال عبد الجواد المهمة بالقياس الى حجم الاستثمارات السعودية فى مصر طوال السنوات الماضية وان المرحلة الراهنة التى تمر بها مصر تقتضى تكثيف الاستثمارات السعودية فى المرحلة القادمة وقال رئيس تحرير الملف الاسترتيجى العربى هانى رسلان : إن المرحلة الراهنة تقتضى وجود الاستثمار السعودى وتشجيع تدفق الأموال من رجال الأعمال المصريين والسعوديين الى مصر والوقت الآن يتطلب الدعم السعودى لمصر والذى كان العنوان الأبرز طوال السنوات الماضية وان العلاقات بين البلدين علاقات شعبين وان القيادة السعودية أعلنت احترامها لخيارات الشعب المصرى والمملكة تدعم الشعب المصرى ولا تدعم أنظمة.