في مصر يدور جدل حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط تكهنات ومخاوف عدة، تغذي ذلك بعض وسائل الإعلام الأجنبية ك (البي بي سي) التي عرضت برنامجًا حواريًّا مع بعض أعضاء الأحزاب المعارضة، يطرحون رؤيتهم حول ما إذا نجحت جماعة الإخوان المسلمين في الفوز في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى مخاوف ائتلاف شباب الثورة من فوز الإخوان بغالبية المقاعد النيابية. لكن يبدو أن المجلس العسكري قد وضع حدًّا لكل ما يدور حول هذا الملف، ووضع ملامح القيادة المقبلة، حيث جاء على لسان رئيس المجلس العسكري «بأن مصر ستظل دولة ديمقراطية عصرية، ولن تكون إيران أو غزة». يتم ذلك بينما أبدت أغلب الأحزاب السياسية رغبتها في إجراء الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل بنظام القائمة النسبية، التي يتم اختيار المرشحين فيها على أساس البرامج الحزبية، بينما يفضل القليل منها النظام المختلط الذي يجمع بين القوائم والنظام الفوري لإتاحة الفرصة أمام المستقلين. ولا شك بأن القادة العسكريين قد أبلوا بلاءً حسنًا في مواجهة الكثير من التحديات، وفي إيضاح الكثير من المواقف السياسية المطمئنة، سواء لدول الجوار، أو حتى لأشقائهم العرب، على الأقل في هذه الفترة الانتقالية، التي يتم فيها إشراف الجيش على تسيير الأمور بوعي سياسي كامل، يحافظ على أمن واستقرار، ومقدرات مصر، ويظل في النهاية «ميدان التحرير» هو الفيصل في مسألة قبول أو رفض ما ستسفر عنه الانتخابات، واستدل بذلك على ما صرح به اللواء محسن الغنجري عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة «بأن شباب الثورة لديهم قدرة على حشد الملايين، ولا داعي للخوف من كل الافتراضات»، وتلك حقيقة.. فميدان التحرير أشرف على الكثير من التعيينات في صفوف الوزارة الحالية، بعدما أجبر الرئيس مبارك على الرحيل، كما أصبح دائرة اهتمام -ليس لدى المصريين فحسب- بل وللكثير من نشطاء العالم، حيث زاره مؤخرًا ثلاثين إعلاميًّا ورياضيًّا ألمانيًّا حملوا لوحة مكتوب عليها: (من بوابة النصر إلى ميدان التحرير في مصر.. الثورة السلمية حقيقة).. كما جعل منه آخرون «هايد بارك» آخر، ينسلخ في ساحته النشطاء من خوفهم، ويعلنون فيه عن مطالبهم. [email protected]