عمليات بيع وشراء لا تخلو من مخالفات وممارسات مشبوهة لبعض أبناء الجالية الإفريقية الذين اتخذوا من المنطقة تحت جسر طريق مكة القديم عند الكيلو 8، استراحة لتبادل الحديث فيما بينهم، بل ومقرًا دائمًا لإقامتهم حيث أنشأوا مطاعم واستراحات يمارسون من خلالها تجارتهم في الهواء الطلق وعلى مرأى ومسمع من الجميع دون رقيب أوحسيب. شاهي وقهوة وأكلات إفريقية هذا الواقع جذب إليهم سائقي الشاحنات الذين وجدوا في هذه المنطقة مكانًا آمنًا وهادئًا لتبادل أطراف الحديث، فيما تقوم النساء من الجالية الإفريقية بطهي الأكلات التي يرغبونها بمبالغ بسيطة، ناهيك عن ما يحدث في ساعات متأخرة من الليل. "المدينة" تجولت داخل هذه الجلسات وحاورت أصحابها وسألتهم عن سبب وجودهم تحت هذا الجسر وقيامهم بالبيع والشراء، إلا أن بعض الباعة من الرجال والنساء حاولوا الهروب من عدسة “المدينة” التي فاجأتهم فيما استسلم آخرون للأمر الواقع. وتحدث عدد من الزبائن رغم تخوفهم من عدسة زميلي المصور، مفيدين بأن ترددهم على هذا الموقع بسبب ما يتميز به من نكهة إفريقية في هذه الجلسات البسيطة. وبالمقابل يشكو السكان المجاورون من هذه التجمعات التي يرون أنها تمثل خطرا على الحي وسكانه، وكذلك حال أصحاب المحلات التجارية الذين يخشون على محلاتهم من تجمعات آخر الليل. شلة الأنس والمرح (عمر) أحد السائقين الأفارقة ومن المترددين على هذا الموقع يقول: أنا يوم هنا ويومان خارج مدينة جدة بطبيعة عملي كسائق شاحنة، وأرتاد هذا المكان للالتقاء بشلة الأنس والمرح وتبادل الحديث مع أبناء جاليتي، ونقوم بشرب القهوة والشاي وتناول الأكلات الشعبية الخاصة بنا بمبالغ زهيدة. لا علم لي بممارسات خاطئة ويضيف صلاح أحمد من السودان: آتي إلى هنا بمجرد وصولي إلي جدة، فهذا المكان هو بمثابة مقر لتجمع سائقي الشاحنات لتبادل الحديث مع الأصدقاء. وعن ما يردده البعض عن وجود ممارسات خاطئة في هذا الموقع، قال: ليس لي علم بما يحدث هنا، ولكني أتردد عليه من أجل الجلوس في الهواء الطلق والالتقاء بالأصدقاء. 3 شهور أسفل الجسر أما (سليم) وهو أحد العمالة المخالفة فيقول: أنا هنا منذ ثلاثة شهور من أجل السفر إلي بلدي بعد أن كسرت رجلي حيث كنت أعمل راعيا للابل، وقد ذهبت إلى السفارة ولكن دون جدوى خاصة وأنني قدمت بتأشيرة عمرة. مستمتعون باجتماعنا هنا أحد الزوار الذي - لم يرغب في الافصاح عن اسمه - قال: أتيت إلى هنا لأتذوق “الشاهي” وأتابع أخبار بلدي وأشارك أبناء جاليتي الحديث، ورغم مخالفتنا لنظام الإقامة والعمل، إلا أننا مستمتعون باجتماعنا هنا والحديث سويًا. ممارسات خاطئة ومشبوهة وعلى الطرف الآخر يرى عدد من المواطنين منهم إبراهيم يوسف المقعدي أن هذه التجمعات الشللية خطر يحدق بالحي وسكانه، ومن الضروري العمل على وضع حد لها لأنها قد تكون سببا في الكثير من المخالفات الخاطئة، فنحن نرى أن ما يباع هنا نهارا هو الشاي والقهوة وبعض الأكلات الشعبية، إلا أن ما يحدث في ساعات متأخرة من الليل يجعلنا نتخوف من العواقب لا سمح الله، فهنالك من يجلسون هنا لممارسة أعمال خاطئة ومشبوهة. مخاطر صحية وبيئية ويقول حسين القرني: نفايات وطبخ وبيع وشراء في مكان واحد، وهو ما ينذر بمخاطر صحية وبيئية تهدد كل من يتعامل مع هؤلاء الباعة، ولا بد من تكثيف الجهود من قبل رجال الأمن والجهات المعنية الأخرى لإنهاء هذا الوضع المؤسف الذي يشوه مدينتنا التي تعاني في الأصل من مخاطر عديدة. أبوعبدالله عامل يمني في أحد المحلات المجاورة يقول: إننا نخاف على محلاتنا بعد إغلاقها ليلا في ظل هذه التجمعات المشبوهة، تحت غطاء البيع والشراء، كما أن الروائح الكريهة الصادرة عن هذا الموقع لا تطاق بسبب تراكم الفضلات والنفايات. --------------------------------------------------------- الشرطة والجوازات: حملاتنا مستمرة للحد من مخالفات العمالة الوافدة أكد المتحدث الرسمي لشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد أن الحملات التي تقوم بها الدوريات الأمنية مستمرة على كافة المواقع التي تعج بالعمالة الوافدة على مدار الساعة وبصفة يومية، مشيرًا إلى أن هنالك حملات منفردة وأخرى مشتركة مع باقي الجهات الامنية والحكومية المعنية للحد من مخالفات العمالة الوافدة. وأضاف: هناك دوريات سرية تتابع المواقع التي تعج بالعمالة الوافدة، مع وجود دوريات رسمية تتمركز على مدار الأربع والعشرين ساعة بناء على توجيهات مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي المتضمنة المتابعة اليومية لجميع المواقع التي تعج بهذه العمالة، والتي تكثر بها التجمعات البشرية، وعدم التهاون مع أي مخالف مهما كانت المخالفة. وطالب الجعيد المواطنين والمقيمين بالتعاون مع رجال الأمن في الابلاغ عن الأماكن التي تعج بها العمالة المخالفة، وذلك بالاتصال على هاتف الطواريء (999) مؤكدا أن للمواطن والمقيم دورًا كبيرًا في الحد من المخالفات والحفاظ على الأمن من أي تصرف خاطئ، ويجب عدم التعامل مع هؤلاء المخالفين أو تسكينهم وتشغيلهم حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة والعقاب. من جانبه قال المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين: دورياتنا تقوم بعدد من الحملات لملاحقة المخالفين لأنظمة الاقامة والعمل، وكذلك مراقبة أماكن التجمعات التي تعج بالعديد من العمالة المخالفة من قبل البحث والتحري بجوازات المنطقة ليتم القبض عليهم وتسفيرهم لبلدانهم بعد عرضهم على نظام البصمة. وبين أن الجوازات تقوم بحملات مشتركة مع الشرطة والأمانة ومكافحة التسول لملاحقة المخالفين، حيث إن الجوازات جزء لايتجزأ من أي دائرة أو جهة حكومية تقوم بعملها، مطالبآ بضرورة تعاون المواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن العمالة المخالفة وعدم التستر عليها.