المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي اختتم محطته الثانية بتكريم 179 فائزًا وفائزة من بين أكثر من 520 مشاركًا مقبولة أعمالهم تمثل 37 جامعة ومؤسسة علمية مما يعكس أهمية هذا المؤتمر لطلاب وطالبات التعليم العالي وحاجتهم لمثل هذه المظلة الهامة وعلى أعلى مستوى، ولا شك أن جوهر التكريم يتمثل في رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمؤتمر منذ انطلاقته العام الماضي، بل منذ فكرته التي ترجمتها وزارة التعليم العالي بدعم كبير واهتمام وحضور شخصي من معالي الوزير. وبداية نهنئ الفائزين والفائزات وحتى من لم يحالفهم الفوز فقد ربح الجميع المشاركة والمنافسة ومعايشة هذا الجو العلمي الرائع من المناقشات والتحكيم للأبحاث، فهي تجربة مفيدة جدًا في حياة الدارسين وأولياء الأمور ممن رافقوا بناتهم وأبناءهم في المؤتمر الثاني بجدة، والمفارقة الجميلة أن عدد الطالبات فاق ضعف عدد الطلاب. إن هذا الحضور الكبير في المؤتمر الثاني يؤكد كما قلت صواب الفكرة من أساسها، لذا نثمن لوزارة التعليم العالي هذا المؤتمر وتوفيرها الإمكانات الكاملة له باعتباره أحد روافد جودة التعليم العالي، والتهنئة لمعالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري ولسعادة وكيل الوزارة للشؤون التعليمية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي على هذا النجاح واهتمام الوزارة بالبحث العلمي والتعليم المعرفي، كذا الشكر والشكر الجزيل لجامعة المؤسس وإدارتها العليا وعلى رأسها معالي مدير الجامعة أ.د. أسامة صادق طيب، على هذا الجهد المميز المعهود منها والتهنئة بنجاح المؤتمر رغم مفاجآت الحشد غير المتوقع من الحضور. والحقيقة أن هذا الحضور الكبير عكس حقائق ايجابية عديدة لكنه في نفس الوقت أفرز سلبيات آنية خلال المؤتمر كانت تحتاج لضوابط تنظيمية مسبقة أو خطط طوارئ تحسبًا لهذا الاقبال غير العادي.. ودعونا نبدأ بالإيجابيات وأولها: أن المؤتمر حظي بمشاركات وحضور هائل في محطته الثانية بجدة وهذا يشير إلى تعطش ذوي المشاركات إلى مثل الأجواء العلمية التنافسية، وثانيا: أن المؤتمر يعكس الوعي بقيمة البحث العلمي في مرحلة التعليم العالي، بل أكد أن لدينا عقولًا مبدعة تعلم يقينًا أن الوطن يفخر بهم وهناك حاضنات حقيقية وجادة لها. هذه الأعداد الكبيرة توضح أيضًا أن المؤتمرات القادمة ستشهد إقبالا على البحث بدرجة أكبر وحرصا على المشاركة، والثقة بأن جهدهم العلمي والتطبيقي المتميز التنافسي له قيمة وله جائزة تنتظره، فقد اعتادوا أن المؤتمرات العلمية لا تدعو ولا تخاطب إلا الأساتذة والباحثين ذوي الدرجات العلمية العليا، ولذا تبدو قيمة هذا المؤتمر العلمي للطلاب والطالبات باعتباره الفضاء الرحب من وزارتهم وجامعاتهم، والذي يحفزهم على الجهد البحثي وثمرته التي لا تقل قيمة ولا فرحة عن التخرج والشهادة، بل هو نقطة التميز في حياتهم. أما الملاحظات فلعلنا تابعنا بعضا منها وتتعلق بثغرات التنظيم أمام مفاجأة هذا العدد الهائل والذي لا يمكن لأي مقر أن يستوعبه وعدم توفر العدد الكافي من المنظمين وهم من الطلاب والطالبات، والسبب عدم التسجيل قبل فترة كافية ثم حضور آلاف من غير المسجلين وللأسف بينهم من ليسوا طلابا ولا طالبات وكأنه حفل عام، والنتيجة حدث ما حدث من ازدحام غير عادي وارتباكات في أروقة هيلتون جدة وعلى امتداد مسافة واسعة في محيطه الخارجي، وضياع فرص الحضور على المسجلين. عمومًا هذا لا يقلل من مستوى النجاح لأهداف المؤتمر، وكلها دروس مستفادة أمام الجامعات التالية في التنظيم يجب أن تؤخذ في الحسبان مبكرا، لمنع هكذا مفاجآت، وكذا ما يتعلق بتنظيم الرجال والنساء لتسير الفعاليات بسهولة وتتحقق الاستفادة المثلى للجميع. نقطة أخيرة هي: نتمنى لو أقامت كل جامعة مؤتمرًا داخليًا خاصًا بطلابها وطالباتها أصحاب الأبحاث وإيجاد أجواء تنافسية في الدائرة الأولى تهيئ من خلالها المشاركين والمشاركات وتأهيلهم إلى المؤتمر العلمي الذي تنظمه الوزارة ودقة التنظيم في الدعوات. وإتاحة الفرصة لطلابها للاستفادة من جو المؤتمرات والمهارات التى تصاحب هذه المؤتمرات. [email protected]