الدين والمجتمع والدولة في جزيرة العرب، كتاب للباحث الأمريكي المتخصص في تاريخ الحجاز «وليم أوكسنولد» نقله إلى العربية الدكتور عبدالرحمن الحارثي. واهتمام الدكتور الحارثي بهذا الكتاب يجيء من تخصصه، فرسالته للدكتوراه، كانت عن الفترة العثمانية. هو إذن خير من يكتب في التاريخ العثماني وأفضل من يترجم لتلك الفترة. لكني تمنيت على صديقي المترجم، لو اختصر لنا عنوان الكتاب ليسهل تداوله عندما تأتي الحاجة لذكره، كان يكفي استعمال العنوان «الحجاز تحت الحكم العثماني» لكنه آثر الترجمة الدقيقة على الاعتبارات الأخرى. * ومن أربعة قرون على الحكم العثماني في الحجاز اختار الباحث الفترة من 1840 – 1908 وهي الفترة التي تأثرت فيها الدولة العثمانية بعلمانية أوروبا، ليؤكد عدم تأثر الحجاز بذلك ويرد ذلك إلى تأثير الدين في حياة أهل الحجاز، لا في الجوانب الشخصية والأمور الاعتقادية بل في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. * وهناك الكثير من الرحالة، كتبوا عن الحجاز في تلك الفترة، لكن الذي يميز كتاب الدكتور أوكسنولد أنه لم يعتمد على الانطباعات الشخصية في أعقاب زيارة، بل اعتمد على الوثائق الأصلية التاريخية للدولة العثمانية. مما أعطى الكتاب طابعاً مختلفاً. * والغرض من البحث كما يقول مؤلفه، تحديد المظاهر الاجتماعية والسياسية في مناطق مكةالمكرمةوجدة والمدينة وإلقاء ضوء على طبيعة الحكم العثماني الإمبراطوري في ولايات الدولة العربية. وفي الكتاب معلومات كثيرة، فصوله رحلة ممتعة لتاريخ الحجاز في فترة تاريخية هامة وحافلة وطويلة، لم تجد كما يقول المترجم العناية الكافية من قبل المؤرخين العرب، ولعل ترجمة الدكتور العرابي لهذا الكتاب ودعم جامعة الملك عبدالعزيز لهذا العمل، يفتحان الباب إلى ترجمة الكثير من الأعمال التي لا يزال معظمها مجهولاً.