سؤال واحد فقط تطرحه عليك الجماهير العربية -إن كنت من هذه البلاد- حيثما استقر بك المقام في شرقنا المضطرب، السؤال هو: «كيف هي الأوضاع في بلدكم»؟.. من البديهي أن تطرح تلك الشعوب عليك سؤالها هذا، لأنها تظن أنك تمر بنفس المرحلة، تعيش معاناتهم، وتصارع من أجل البقاء لتوفير حياة سعيدة، واستقرار معيشي دائم.. ولذلك فإن من الطبيعي أن تأتي الإجابة عن ذلك السؤال لتبدد مخاوف المحبين من الأشقاء، لتوضح بأن الجميع هنا يعيشون في بحبوحة ورغد من العيش، في ظل نظام وفّر لهم الأمن والاستقرار قبل أن يشرع في تعميم استقرارهم الاقتصادي، وفتح الأبواب أمام كل شرائح المجتمع، يصغي إلى المطالب، ويؤمن بسياسة الحوار، ويُطبِّق العدالة كما يقتضي الشرع. أكتب لكم من أرض الكنانة، وقد خبا تردد زلزالها، واستقر أمرها، ألمح في وجوه كل الذين التقيتهم علامات البشرى والسعادة لما حققوه، مدافعين عن ثورتهم ما أمكنهم ذلك، يملؤهم التفاؤل بغدٍ مشرقٍ، حتى أرقام لوحات مركباتهم أصبحت تحمل رقم 25 يناير، إلى جانب رقم المركبة الأصلي. في قاهرة المعز تحوّلت المقاهي إلى نوادٍ سياسية، وتحوّل روادها إلى خبراء ومحللين، حتى «النادل» لا يتورّع عن الإدلاء بصوته، ليس فيما يحدث في مصر فقط، بل وفي ليبيا أيضًا، كما أن أجواء الديمقراطية التي يعيشها الجميع لم تمنع (عامل المعسل) من أن يطرح رؤيته في من يخلف «عمرو موسى» في الجامعة العربية، فالجماهير هنا تشعرك بأن القيد قد انكسر، وهم يستمتعون على الأقل بأجواء الحرية. والمثقفون هنا ليسوا بعيدين عن هذه الأجواء، يطرحون رؤاهم بكثير من الحيادية والوعي. وما أسعدني هو إجماع أولئك على أن المملكة رائدة في العدالة الاجتماعية، وسباقة في توفير سبل العيش الكريم لمواطنيها، هم يقولون «يكفي أن بلادكم تعامل المقيمين فيها بنفس معاملة مواطنيها، وليس أدل على ذلك من تعويضها أولئك الذين اجتاحتهم السيول، إذ امتدت إليهم الأيادي تحنو عليهم وتعوضهم عن ممتلكاتهم، فأي عين تشتكي من القصور؟»، تلك كانت شهادة الأشقاء. [email protected]