وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مترو الرياض    إن لم تكن معي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشاركون في ورشة "المدينة": أزمة ثقة في العلاقة بين المسؤول والإعلام.. وشراكة الطرفين تهدد دور الصحافة الرقابي

اتفق المشاركون في ورشة المدينة التي أقيمت في مكة المكرمة بعنوان (الإعلام والمواطن والمسؤول)، على وجود أزمة ثقة بين غالبية المسؤولين والإعلام، مشددين على أهمية المصداقية والموضوعية وعدم الإثارة في النشر، فيما تحفظ البعض الآخر على إمكانية الشراكة بين الطرفين؛ خوفًا من أن يؤثر ذلك في الدور الرقابي لوسائل الإعلام بشكل عام كسلطة رابعة. واشاروا إلى أن الإعلام لم يعد دوره يقتصر على نقل الأخبار فقط بل امتد ليكون صانعًا للحدث كما بدا للجميع في الاونة الاخيرة. وشددوا على أهمية تجنب المبالغات والشخصنة والتشويه المتعمد لبعض الانجازات من اجل مصالح ضيقة مطالبين بأن تحظى ردود المسؤولين على الانتقادات بنفس القدر الذي يتم الاحتفاء فيه بخبر مثير لم يتم التأكد من مصداقيته الكاملة من جميع الاطراف. وشدد المشاركون ايضا على دور الإعلام في كشف اوجه الخلل لمساعدة المسؤول على علاجه مشيرين إلى أهمية اصلاح اوضاع العلاقات العامة في الادارات الحكومية والتركيز بالدرجة الاولى على الصحافي المتخصص الذي يستطيع أن يستخرج افضل ما لدى المسؤول باسلوب مهني. وقالوا ان تجاوب المسؤولين مع تطلعات المواطنين يمكن أن يحد من اللجوء إلى الشكوى لوسائل الإعلام. وفيما يلي تفاصيل ما جاء في الورشة:
بدأت الورشة بكلمة لمدير مكتب (المدينة) الزميل علي الزهراني رحب فيها بأمين العاصمة المقدسة ومدراء الإدارات وممثليها نيابة عن الدكتور فهد آل عقران رئيس التحرير الذي غاب عن اللقاء بسبب ظرف طارئ في آخر لحظة. وقال: عندما نتحدث عن الإعلام وتحديدًا عن الصحافة نحاول أن نخرج برسالتنا من المفهوم الذي التبس كثيرًا عند بعض المتلقين باعتبارها محصورة في نقل الأخبار، بينما الإعلام هو أوسع أفقًا وأعمق جذورًا وأكثر بعدًا في رسالته، فهو الشريك الرئيس في التنمية، وعندما نتحدث عنها لا نقصد تنمية العمران بل الفكر ايضا، وإذا اتفقنا على مفهوم التنمية الشامل نتطرق إلى قضية الشراكة في التنمية بمحاورها الثلاثة (الإعلام كجهة، المواطن كجهة مستهدفة، ثم المسؤول وهوالجهة التي تقدم الخدمة للمواطن، وهذا الملتقي الذي أسميناه تجاوزًا ورشة (الإعلام والمواطن والمسؤول) من حسن الطالع أن يعقد في اطار توجه عام بضرورة بحث قضية العلاقة بين الإعلام ومؤسسات المجتمع، وما يطرح في هذه الورشة لن يكون فقط للنشر ولكن أيضًا سيتم توثيقه ليوزع في تقارير إلى الجهات ذات العلاقة.
في بداية اللقاء تحدث الدكتور أسامة فضل البار فقال: أشكر لأخي علي وزملاءه في جريدة (المدينة) هذه المبادرة، واعتقد أن اللقاء فرصة لتوضيح صورة أعتقد ربما اهتزت أخيرًا، وعندما نتكلم عن الإعلام ربما نقصد بالمعنى الأضيق الصحافة، لأننا الآن في ضيافة صحيفة ورقية، ونحن لا نريد أن تكون العلاقة بين الصحافة والمسؤول علاقة “كلام جرايد” لان الإعلام هو الكلمة الصادقة ونحن كمسلمين “الكلمة مسؤولية عندنا”، ولا يمكن أن تكون جسرًا أو إثارة أو ظاهرة صوتية براقة وأعتقد أن الإعلام ينبغي أن يكون مرآة وانعكاسًا لكل ما يجري سواء سلبًا او ايجابًا. واضاف البار لا نريد أن نعود للإثارة التي تقول إذا عض الكلب الرجل فهذا أمر عادي أما إذا عض الرجل الكلب يكون خبرًا مثيرًا، هذه ليست واقعية نحن نعيش نهضة تنموية عملاقة لم نشهد لها مثيلًا منذ عقود، وخلال السنوات الخمسة الاخيرة شهدت مدينة مكة المكرمة انطلاقة وتنمية عمرانية غير مسبوقة فهل انعكست هذه الانطلاقة على صحافتنا، هذه من الأسئلة التي ينبغي أن نجيب عنها ونتشارك فيها،
وأعتقد كما أن الصحافة صوت للمسؤول يجب أن تكون صوتًا للمواطن وهذا الدور يجب أن يقنن، لا نريد أن تكون الصحافة منبرًا للإثارة، فلو جاء مواطن وقال انه مظلوم ينبغي أن نسمع رأي الجهة الأخرى، حتى نقدم حقيقة لأن بعض كتاب الأعمدة يعتمد على خبر ومن ثّم يبني عليه قضية والخبر من أساسه غير موثوق وكل المشكلة ناتجة عن خبر غير موثوق وبعد ذلك أصبح كأنه حقيقة واقعة وبنيت عليه نظريات ومقالات وآراء، وينبغي أن نحافظ على الثقة بين المسؤول في أي قطاع وبين المواطن والصحافة فنحن في دولة تختلف عن الدول الأخرى، لا نريد أن نجني على صحافتنا ولا مواطنينا ولا مسؤولينا، نحن أبناء وطن واحد نتشارك في المسؤولية المسؤول اليوم هو مواطن، والمواطن اليوم قد يكون مسؤولًا والصحافي والكاتب قد يكون مسؤولًا وقد رأينا اختيار ولي الأمر للأستاذ محمد الشريف صاحب المقالات القوية حول موضوع الفساد ليكون هو المكلف بهيئة محاربة الفساد، إذًا ضعوا أنفسكم كمواطنين وكمسؤولين وكصحافيين في تبادل الأدوار حتى نستطيع أن نحكم هل نحن سائرون إلى الهدف أم “لا”؟
الصحافة وكارثة جدة
وتناول الحديث سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى فقال: نشكر أمين العاصمة المقدسة رعايته للورشة والزملاء في صحيفة المدينة هذه الفكرة الرائدة، وسأتطرق لجانب واحد هو جانب الإعلام المسؤول، كنت أقرأ سيرة شيخ الصحافة السعودية الأستاذ أحمد السباعى، وهو رجل صاحب قضية ورسالة، وكانت رسالته ذات يوم عن تعليم المرأة، ولهذا السبب كان يكتب باسم المرأة في يوم ويرد في اليوم الآخر على الكاتبة على اساس أنها امرأة أخرى وبهذا النهج أثار المجتمع والمسؤول، ونجح في هذا الخط واستطاع فعلًا أن يثبت لنا أن الصحافة ذات مسؤولية ورسالة، والأمر الآخر الذين نقوله مثلًا في أحداث جدة هو أن الصحافة قامت بدور عظيم واستطاعت أن تدفع المسؤول لاتخاذ قرارات قد تستند فقط إلى ارهاصات صحافية. وجريدة (المدينة) كانت نموذجا في تغطية أحداث جدة، وهذه رسالة ومسؤولية استطاعت الصحافة أن تترجمها على ارض الواقع. وأنا مسؤول عن مكتب جمعية حقوق الإنسان في مكة المكرمة ومن خلال الأحداث التي تمر علينا أصبح المواطن يعتقد أن الصحافة خاصة المقروؤة هي الوسيلة التي توصل معاناته وشكواه للمسؤول، ولعل ذلك يجسد فكرة أن الصحافة اليوم ذات شأن عظيم ومسؤولية وحضور قوي وتأثير، واليوم صحافتنا حرة وتؤدي دورها وعلينا أن نستفيد من هذا التوجه الجديد وهذه المساحة ولا نظلم أنفسنا ولا الناس بإسقاطات تعكس انطباع غير حسن، تدفع المسؤول أن يوقف صحافي أو إعلامي وأنا أعتقد أن صحافة اليوم تقوم بالدور والرسالة.
مسؤولية الإعلام
وفي مداخلة للدكتور زيد الفضيل قال: في البداية لا يسعني إلا أن أشكر صحيفة (المدينة) على تنظيم هذه الورشة المهمة كما أشكر الدكتور أسامة البار على دماثة خلقه وكريم حديثه في بداية هذا اللقاء، وأتصور أن حديث الأمين والأستاذ سليمان الزايدي نشبهه بآهات المسؤول إزاء الإعلام أو تخيلات المسؤول للإعلام الذي يريد، هناك توجيه مبطن إذا جاز التعبير بشأن الإعلام الذي يريده المسؤول، وقد أتدخل في هذه الرؤية وأستوعبها خاصة عندما يعاني المسؤول من بعض القفشات التي يقوم بها الإعلام والصحافة على وجه الخصوص وربما تصل درجة التأثير إلى حد الإقالة، ونحن اليوم نشهد أن الإعلام لا يقيل مسؤولين بل يغير الأنظمة، لكن في واقع الحال أنا بوصفي أحد الكتاب اثق كثيرًا في أن الكتاب في المملكة قد وصلوا إلى الدرجة التي جعلت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في خطابه الأخير إلى الأمة يوجه شكره لهم لحسهم الوطني ولا شك أن هذا التنويه من ولي الأمر قد زاد الكتاب والإعلام مسؤولية بأن يكونوا العين الصادقة التي تساهم في كشف الخلل للمسؤول بالدرجة الرئيسية وللمجتمع بشكل عام. واضاف الفضيل: من أكثر الأشياء التي تعانيها الصحافة والكتاب الصحافيون عدم وجود آلية واضحة للتواصل مع المسؤول، ومعالي الأمين تطرق إلى أن بعض الكتاب الصحافيين ربما تستند في كتابته عن قضية إلى خبر ليس صحيحًا ويجعل بعد ذلك منها قضية نتيجة غياب تصور عن الية العلاقة الواضحة بين المسؤول والكاتب الصحافي،
وبالمناسبة أشيد هنا بالدكتور البار ليس لأنه بيننا لكن لحرصه على التواصل مع إذاعة البرنامج الثاني وإذاعة جدة، والأمر الثاني من المهم الا تقوم العلاقة بين الإعلامي والمسؤول على التضاد، ورحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي، ومن المهم جدًا أن يكون المسؤول على تواصل بطريقة مباشرة مع الإعلاميين باعتبار أنهم صوت المواطن والعين التي يمكن أن تكشف له الكثير من الخلل الموجود في إدارته وإذا تحققت هذه الآلية اتصور أننا سنصل إلى مجتمع جيد نستطيع أن نبني فيه بناءً حسنًا، ونقطة أخيرة اسمحوا لي أن أقول اننا نحن الكتاب الصحافيين نشعر أحيانًا بالاكتئاب لعدم وجود صدى لما نكتب.
ادارة العلاقات تحتاج لعلاقات
وفي مداخلة للزميل علي الزهراني قال: الدكتور زيد أشار إلى قضيتين الأولى العلاقة مع الجهات الحكومية وهنا ينبغي التركيز على الدور الحقيقي لادارة العلاقات العامة لانه في العديد من الجهات، إدارة العلاقات تحتاج إلى علاقات لأن فاقد الشيء لا يعطيه وغياب المعلومة قد يؤدي بالكاتب إلى الاعتماد على أخبار غير دقيقة.
وعلق البار فقال: الدكتور زيد ذكر في آخر تعليقه أن الكتاب قد يصابون باليأس لعدم وجود صدى لما يكتبونه، لكن المشكلة التي نعيشها للأسف هي اننا دائمًا لا نأخذ خطوة إيجابية، على سبيل المثال التعليقات في موقع الصحيفة على الخبر لا تكون بالعدد الكبير ولو قارنت عدد الزوار بعدد التعليقات لا تجد النسبة كبيرة لأن المسالة ثقافة، وأنا معكم بان هناك ضبابية في أقسام العلاقات العامة في الجهات الحكومية والأهلية وانهم قد لا يعيرون هذه القضية الكثير من الاهتمام لكن ايضًا هناك ضعفًا في تخصص صحافيينا، مما قد يؤدي بالجهات الحكومية لعدم التجاوب لعمومية الاسئلة والتي قد لا يستفيد منها القارئ.
وفي مداخلة لسليمان الزايدي قال: من الأهمية بمكان أن يكون المسؤول دائمًا هو المواطن في مشاعره ووجدانه، وأي مسؤول لا بد أن يستمع للمواطن ويقابله نحن خدام للمواطن والعلاقات العامة في الإدارات مع الأسف دورها ضعيف، في حين انها يجب أن تعكس جهود المؤسسات ومعاناتها ورؤيتها ورغبتها في الشراكة، وأعتقد أن الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية يجب أن تكون على أعلى مستوى من التفاعل.
وطرح علي الزهراني سؤالًا قائلًا: لو وجد المواطن حلًا من المسؤول لما لجأ للإعلام.
الإعلام يصنع الحدث
وتناول الحديث بشيت المطرفي نائب رئيس المجلس البلدي بمكة فقال: الإعلام كصناعة لديه مسؤولية اجتماعية ولو تم استشعار قيمة تعظيم البلد الحرام مثلا لحلت الكثير من الاشكاليات. والإعلام كما ذكر علي الزهراني لم يعد ناقلا للخبر، ولكن ربما هناك رؤى مختلفة في التعامل مع الحدث، فالبعض لا يهمه ما حدث، وثالث يتابع الحدث ورابع هو الذي يصنع الحدث. ونحن نقول دائمًا ان المسؤول هو الذي يصنع الحدث، والآن في هذه الفترة أصبح الإعلام صانع الحدث من خلال تشكيل اتجاهات الرأي في المجتمع، وكذلك أحيانًا التهيئة لحدث ما، كما نتحدث أيضًا عن الأدوار التشاركية بين المواطن والمسؤول، وفي رايي أن الإعلام يقدم خدمة للمواطن ويرتقي بوعيه وليس كما يقول البعض “الصحف تريد الإثارة” بدعوى أن الجمهور “عاوز كده” وفي المقابل على الإعلام الا يقدم خبرًا الا بعد استيفاء مقوماته والتأكد من مصداقيته.
مشرفون لتوزيع الصحف
وتناول الحديث خالد الحسيني فقال: الصحافة في بداية التسعينيات الهجرية كانت تتميز بقوة المحرر والمسؤول عن التحرير، فيما خيم مناخ من عدم الثقة خلال العشرين السنة الماضية بين المسؤول والصحافي، حتى ان بعض المسؤولين إذا التقيت بهم في دعوة خاصة وطلبت منهم الحديث عن شيء يقولون لا ندري، وكان هناك إخفاء للأخبار خاصة الأمنية، لكننا الآن سعداء لان نرى النشر بهذه الطريقة، واختلف مع الدكتور زيد في قوله بعدم وجود صدى لما يكتب فهناك تجاوب حتى على مستوى الوزارات، والدليل على ذلك لقاء وزير العدل مع الإعلاميين لأول مرة، في حين كان الدخول للمحاكم الشرعية من أجل الحصول على خبر من المحرمات في الماضي، والآن أصبح هناك انفتاح، أما عدم الثقة فيرجع إلى المسؤول بالدرجة الاولى، فهناك مسؤول تستفسر منه عن سؤال لصالح الوطن يعطيك المعلومة ويقول بدون ذكر اسمي، وأشار الحسيني أن الفريق هاشم عبدالرحمن مدير عام الدفاع المدني الاسبق كان من المسؤولين الذين يتحدثون بشفافية، وبالنسبة لموظفي العلاقات العامة في الإدارات فهم القريبون من المسؤول أو من كان شكله العام جيد، وأنا أعتبر هؤلاء مشرفين على توزيع الصحف، وبعض الصحافيين في الصحف ليس لهم علاقة بالمهنة.
أزمة ثقة
وتحدث الدكتور محمد حسن الشمراني مساعد مدير تعليم منطقة مكة المكرمة للشؤون التعليمية فقال: سعادتي كبيرة برؤية معظم الصحافيين من منسوبي التربية والتعليم، وأريد التحدث عن بعض النقاط السريعة فيما يتعلق الإعلام وهل هو شريك أو داعم أوجهة استثنائية تدعى عند الحاجة، ونحن في التربية يهمنا بالدرجة الاولى دعم الصلة بين المؤسسة التربوية والمجتمع لاننا نتعرض في الوقت الراهن إلى عدم ثقة من المجتمع فيما تقدمه المدرسة لانطباعات شخصية غير موثوقة وإما لانعكاسات إعلامية تنقل عن المدرسة. والمطلوب من الإعلام إعادة دعم هذه الثقة المهزورة إضافة إلى الإسهام في تفهم شخصيات الطلاب، والملاحظ في الإعلام التركيز على جوانب القصور والخلل الموجود في أي مؤسسة تربوية مما يؤثر بالسلب في أداء المؤسسة، وللخروج من هذه الاشكالية نحن لا نريد أن تواصل المؤسسة الإعلامية التركيز على الجوانب الإيجابية فقط او تميل إلى العكس تماما بل يجب أن تكون عاكسة للواقع وبخاصة نحن نشهد الآن مشروعات تطويرية متميزة ويكفينا أن خادم الحرمين الشريفين قد تبني تطوير التعليم بنفسه، ولهذا نريد الإعلام معاونا للمؤسسة الحكومية على تأدية مهمتها ونشر رؤيتها ورسالتها ومهماتها مع التركيز على أن استثمار الإعلام من قبل المواطن يجب ألا يكون في الجانب السلبي أو في تحقيق مصالح شخصية أحيانًا تتعارض مع الأنظمة والتعليمات وإنما يكون ايضًا في الجوانب الإيجابية، وكما أن هناك ثقة مهزوزة بين المجتمع والمؤسسات التربوية، الامر ذاته ينسحب على العلاقة بين المسؤولين في المؤسسات الحكومية والأهلية من جهة والإعلام من جهة اخرى نتيجة التركيز على الجوانب السلبية أيضًا وعدم المهنية لدى بعض الصحافيين الذين دخلوا المجال بحثا عن الوجاهة او سد الفراغ او من اجل الحصول على المال.
وتحدث سعد جميل القرشي رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة فقال: نعاني كثيرًا من مصداقية المحررين في الصحافة وهناك مغالطات كثيرة لعدم نقل الخبر الصحيح، مما يجعل المسؤول يتحفظ في التصريح لبعض الصحافيين رغم أن رسالة الإعلام واضحة ويعول عليها المجتمع واضاف: كمواطن أريد من المسؤول التجاوب مع الصحافة وفي حال نشر خبر غير صحيح عليه المبادرة السريعة بنشر المعلومة الصحيحة لأن عدم التصحيح يعني انه صحيح وكمواطن أريد من الإعلام نقل صوت المواطن بكل صراحة.
وفي مداخلة للمواطن حازم الأهدل المدير التنفيذي لمركز حى المنصور - قال ان الصحافة هي الواجهة المعبرة عما تقوم به جمعية مراكز الأحياء، ولو تجاوب المسؤول مع مطالب المواطنين لما لجأ أحد للإعلام. وطالب الصحافة بإبراز دور ورسالة جمعية مراكز الأحياء في ظل عزوفها عن التجاوب مع انشطتها.
وفي مداخلة لخالد الحسيني قال: قبل فترة كانت هناك هجمة على المدارس، طالب واحد يضرب في مدرسة من بين500 مدرسة في مكة في اليوم التالي تنشر الصحافة الخبر بارزا حتى ادى ذلك لإنزعاج المسؤولين في الوزارة من الإثارة المفتعلة.
إثارة وتشويق في حدود
وفي تعليق لسليمان الزايدي قال: لست مع من يطالب الصحافة بالابتعاد عن الإثارة فالإعلام إثارة وتشويق لكن في حدود، وبالنسبة للهواة غالبًا نجدهم في صحافتنا الرياضية، ومن يريد اليوم أن يكون متمكنا من أدواته ويحظى بتقدير الناس عليه أن يُحضر نفسه جيدًا، والقضية الثانية بحكم علاقتي بالصحافة سابقًا وحاليًا اقول: الصحافة كانت تقوم وما زالت بالدور الحقوقي الذي كان غائبًا في القضايا الحقوقية وما زالت تدافع وتنافح وتعرض السلبيات سعيًا للإصلاح والتطوير
وتحدث العقيد سالم المطرفي فقال: المسؤول لا بد أن يضحي بالغالي والنفيس من أجل المواطن، وكلما كان هناك استشعار بالمسؤولية كان هناك رضا مجتمعي وإعلامي في نفس الوقت، والصحافة لها دوركبير ومؤثر ولاخلاف في ذلك، وأعود للتاريخ في عام 1359ه حصل حادث حريق في مكة وكانت وسائل الإطفاء بدائية على قدر الظروف في ذلك. وقد كتبت الصحف في ذلك الوقت مثل أم القرى وصوت الحجاز عن وسائل الإطفاء والحاجة إلى توفيرها وأهمية ابتعاث بعض الشباب إلى الخارج للتدريب على الاطفاء وبالفعل تم ابتعاث 5 ضباط من مكة المكرمة إلى جمهورية مصر العربية حتى تخرجوا أول ضباط مطافئ في المملكة، وفي عام1967م كان لجريدة (المدينة المنورة) دور كبير في تحفيز المتطوعين في أعمال الدفاع المدني حتى انها طلبت تطوع المرأة في أعمال الدفاع المدني من خلال الجمعية الخيرية النسائية، أيضًا الأستاذ سليمان الزايدي كان يكتب عن المتطوعين في الطائف وله مقالات موثقة عندنا وكانت الاستجابة من المواطنين عالية جدًا،
ونتذكر دور الصحافة في أزمة الخليج عام1411ه فقد كان هناك متطوعون باعداد كبيرة وفي كارثة السيول في جدة شاهدنا المتطوعين الذين استشعروا المسؤولية والأمانة وكان للصحافة دور كبير في نشر أخبارهم وقبل فترة وقع حادث في بحره وتطوع مجموعة من الشباب رغم الأمطار من أجل المساهمة في أعمال البحث داخل المنطقة المائية الكبيرة، والحقيقة كما قال أمين العاصمة المقدسة إننا نعيش في فترة مشروعات تنموية عالية يجب أن تواكبها الصحافة بفكر احترافي ومهني.
واضاف: لا بد أن يكون هناك بناء للثقة بين الجهات المسؤولة والصحافة والمواطن، وانفتاح على ما يحدث في الخارج وبحث انعكاسات ذلك علينا وفي اعتقادي أن العلاقة بين المواطن والجهات المسؤولة خاصة الأمنية وبالتحديد في مجال الدفاع المدني قوية جدًا في الوقت الحاضر خاصة أثناء هطول الأمطار ولا جدال أن الشراكة الأخيرة التي حصلت بين الدفاع المدني وبين أمانة العاصمة المقدسة فيما يخص اصدار التراخيص للأنشطة الصغيرة بدون مراجعة يرجع إلى استثمار التقنيات الحديثة بشكل افضل.
تعزيز مبدأ الشراكة
وتناول الحديث الرائد عبدالمحسن الميمان الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة فقال: مبدأ الشراكة هدفه تحقيق النجاح وشراكتنا مع الإعلام تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وعندنا بعض النقاط التي نريدها من الإعلام أما بالنسبة للمواطنين نحن في خدمتهم وبالعكس نطلب منهم ماذا يريدون منا لتقديمه وليس لنا عندهم أي طلبات سوى التقيد بالأنظمة، وأحيانا يصلنا عتب من بعض الإعلاميين لعدم إبلاغهم بالحوادث الجنائية وهنا اقول ان الصحافي هو الذي يجب أن يسعى إلى الحدث ومع ذلك أحيانًا نبادر ونعطي ملخصا عن الحادث وبعض الحوادث يتطلب فيها الأمر عدم النشر حتى لو وقعت في الشارع وفي وسط النهار والإعلامي يجب أن يقدر الموقف، ففي بعض الحوادث الجنائية لا نستطيع النشر عنها في اليوم التالي لان ذلك قد يؤثر في مجريات القضية واستفادة الجناة اذا لم يكن قد تم القبض عليهم جميعا، النقطة الثانية موضوع مراعاة قداسة مكة المكرمة خاصة وان نشر بعض الحوادث يسيئ ونحن نتلقى اتصالات تعتب علينا نشر بعض الأخبار الأخلاقية وهناك نقطة أثارها الأمين وعقب عليه الأستاذ خالد تتعلق بالصحافي المتخصص، الأمن العام درب الناطقين الإعلاميين بعد تعيينهم بشهر في دورات في تونس ومصر والمنطقة الشرقية وطلبنا أن يكون لكل صحيفة محرر أمني.
وفي مداخلة للدكتور زيد الفضيل قال: لاحظت من خلال الأحاديث أن الكل تحدث عن الإعلام ووضع عتبه عليه ولكم الحق في ذلك، لكن بالدرجة الرئيسية نحن نحتاج إلى توازن، ونحن لا نتحدث اليوم عن أمامة العاصمة المقدسة بل المسؤول بشكل عام، والذي يجب أن تكون لديه رؤية في التواصل مع المواطن عن طريق الإعلام، أعرف أن هناك أخطاء في الإعلام وأن هناك بعض الأهداف والرغبات التي لا يمكن أن يرضى عنها أي مسؤول لكن يظل في النهاية الإعلام قضية مقدسة وأي دولة من الدول المتقدمة ما وصلت إلى حالة التقدم التي هي فيها إلا عندما أعطى الإعلام كامل حقوقه المهنية في واقع الحال، ونحن نطالب الإعلام بأن يراعي هذا المنظور وأن تكون لديه مهنية عالية.
وكانت آخر مداخلة في الورشة للإعلامي للزميل عثمان أبو بكر مالي فقال: هناك توجه لفتح أبواب المحاكم أمام الصحافيين وأصبحت المعضلة هي في كسل الصحافيين وعدم رغبتهم في الخروج نحو العمل الميداني. ولعلي أتحفظ على موضوع الشراكة بتوسع لأنه إذا أخذنا به من زاوية صحافية فان ذلك يجعلنا في الواقع نخفى كثير من مسؤوليات الصحافة كسلطة رابعة. والنقطة الثانية الخبر غير الصحيح الذي ينشر في الصحف أعتقد أن المتخصصين في العلاقات العامة لا يزعجهم نشره لأنه يعطيهم فرصة لإبراز الجانب المهم والأعمال الإيجابية لادارتهم من خلال المساحة المتاحة للرد على الخبر، والنقطة الأخيرة مسألة الصحافي المتخصص وهي من اهم الامور التي أغفلتها مؤسساتنا الصحافية.
4 محاور
وكان آخر تعليق في الورشة لأمين العاصمة المقدسة الذي قال: في التخطيط الاستراتيجي يتحدثون عن أربعة محاور تسمى نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديدات، وأعتقد أن نقاط الضعف الموجودة حاليًا هي قضية الإثارة وما يسمى بالصحف الصفراء صحيحة، الأستاذ سليمان يقول انها مطلوبة لكن أرى أن تكون بضوابط ونقطة الضعف الثانية هي انعدام المرجعية الآن، فلو كذب صحافي من يحاسبه لا يوجد مرجعية هل هي وزارة الثقافة والإعلام أو المحكمة الجزئية، ونقاط القوة أن المسؤول في حاجة إلى الصحافة والعكس، ونقطة القوة الثانية الموجودة في الصحافة هي ثقة المجتمع بالصحافة من كبار المسؤولين إلى صغار المواطنين كما ذكره عدد من الزملاء، وقد نعاني من الشخصنة والتشويه المتعمد وفي نفس الوقت عدم وجود الفرصة المتكافئة، الصحافي يأخذ مانشيتًا رئيسيًا في الصفحة الأولى ثم يأتي الرد في الصفحة السادسة على عامودين أوثلاثة، ويجب أن نستغل هذه الفرصة لبناء الثقة بين الطرفين، نريد إبراز الجهود وكشف الحقائق وعدم تعمد الإثارة وقد عاصرنا الشيخ أحمدالسباعي والأستاذ عبدالله عريف والأستاذ صالح جمال (رحمهم الله جميعًا) وراينا كيف كانوا يتبنون القضية حتى تصبح حديثًا للمجتمع ثم تصبح حقيقة واقعة، وكلنا نريد أن نصل إلى الإعلام المسؤول الذي يبنى الثقة مع المواطن والجهة الحكومية. وفي ختام الورشة قدم الزميل الزهراني دروعًا تذكارية لأمين العاصمة المقدسة والمشاركين كما، تم تكريم عمدة حي الهجلة محمود سليمان بيطار لدوره في دعم الورشة والمجتمع المكي بمختلف المجالات.
-----------------------------------------------------------
المشاركون في الورشة
د. أسامة فضل البار أمين العاصمة المقدسة
د. محمد حسن الشمراني - مساعد مدير تعليم منطقة مكة المكرمة للشؤون التعليمية
سليمان الزايدي -عضو مجلس الشورى المشرف على مكتب جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة
سعد جميل القرشى- رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.
العقيد سالم المطرفي - إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة.
الرائد عبدالمحسن الميمان - الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة.
د. زيد الفضيل - كاتب صحافي.
بشيت المطرفي - نائب رئيس المجلس البلدي بمكة المكرمة.
خالد محمد الحسيني - الكاتب والمشرف العام على مكتب صحيفة البلاد بمكة المكرمة.
علي يحيى الزهراني - مدير مكتب صحيفة المدينة بمكة المكرمة.
حازم الأهدل - المدير التنفيذي لمركز حي المنصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.