أرجعتني اتهامات العقيد معمر القذافي لشعبه بأنهم جراثيم يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة، ووصفه المحتجين منهم بأنهم «عصابات وجرذان ومرتزقة»، إلى استرجاع ذكرى طائفة الحشاشين، وهي طائفة انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي، واشتهرت ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس والشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. وكما هو الحال مع القذافي وتخريجاته الغريبة فقد دار الكثير من الجدل حول أصل تسمية هذه الطائفة التي يُقال أن الغرب والصليبيين اشتقوا اسمها من كلمة (Assassins - أي المغتالون أو القتلة والسفاحون). وقد ذُكر إن هذه الجماعة كانت تقوم بعمليات انتحارية واغتيالات ضد السلاجقة والأيوبيين تحت تأثير تعاطيهم الحشيش، حيث كان زعماء الباطنية يستخدمون الحشيش لمنح أتباعهم من الفدائيين والمبعوثين جرعات مسبقة من مباهج الجنة التي تنتظرهم حينما ينجحون في عمليات الاغتيال.!! وقد انتهت هذه الطائفة على يد هولاكو الذي أصدر أوامره، بعد استسلام خورشاه آخر قادة الطائفة في قلعة ميمون الحصينة، بالتخلص نهائيا من الحشاشين، فتم قتل أعداد كبيرة من أقارب خورشاه، وتبعه قتل بقية أتباعه جميعا، ولم ينج إلا من اعتصم بجبال فارس. وقام بعدها قائد المماليك الظاهر بيبرس عام 1270م بدحر آخر معاقلهم في الشام. ورغم اختفاء أفراد هذه الجماعة، فإنه يُقال أن أحدهم ظهر مرة أخرى في ليبيا متخفياً بأزياء غريبة، واستعاض عن الحشيش بحبوب الهلوسة، وهو يحاول اليوم استعادة أمجاد طائفته « شبر شبر .. بيت بيت .. دار دار .. زنقة زنقة»؟! [email protected]