قال الضَمِير المُتَكَلّم : الأسبوع الماضي اجتمعت ( لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القَدم ) في اجتماعها الدوري الثالث ، وكان أبرز الموضوعات المطروحة على جدولها ( مناقشة وضع حَدّ أعلى لمقدم عقود ورواتب اللاعبين المحترفين ) !! وتعليقاً على هذا الموضوع ذكر بعض المختصين أن محاولة ( تحديد سقف لرواتب اللاعبين نوع من العبث ) لأن النهاية أن ما يُكْتَب على الورق مبلغ ، وما يعطى للاعب إغراء له من تحت الطاولة شيء آخر رقم آخر مختلف !! قرأت هذا الخَبر وتبعاته وتداعياته ؛ وبِغَبائي المعهود وعقلي المفقود قارنت فوراً بين فئة من شبابنا تحمل المؤهلات العلمية ؛ ومع ذلك لازالت سجينة ( البَطَالة ) ؛ فالواحد منها لا يَمْلِك حتى ثَمَن الطَاقِيّة ، وطائفة أخرى من الشباب يتأبطون الشهادات ، فيعملون لدى الشركات صباح مساء برواتب لا تتجاوز ألفاً وخمسمائة من الريالات ، دون بدلات أو تأمين طبي ، أو تأمينات !! وبين بعض ( أولئك اللاعبين من أصحاب الملايين ) ؛ فالعديد منهم ليس عنده إلا الشهادة المتوسطة ؛ وربما فقط الابتدائية ، وقد يكون حصل عليها من مدرسة عضو الشرف أحلى هَدية !! وهم ( اللهم لا حَسَد ) يقبضون مقدمات عقود بالملايين ، هذا طبعاً غير المكافآت والشّرهات من سيارات وفِلَل وسفريات ، مع دواء في أرقى المستشفيات ؛ وأمّا الدوام : فنوم في الصباح ، ومطاردة للكرة في المساء ، وسهرٌ في الليل حتى يرفع الديك صوته فجراً بالنداء !! ومع ذلك كله فهناك مشكلة لدى اللاعبين ؛ فرواتبهم أصبحت عالية جداً ؛ فقد أهلكت ميزانية الأندية ؛ والقائمين عليها من المساكين !! نعم قارنت بين ( تعيين حَدّ أدنى لرواتب الموظفين الكادحين المجَمّدين وظيفياً من سنين ، وبين محاولة وضع سقْف أعلى لرواتب المحترفين ) !! ولأني في هذه اللحظات مرفوع عني القلم ، ومنذ ساعات لم أنَمْ ؛ وأهذي بما لا أعَلَم ؛ فقد قادني تفكيري المريض إلى المقارنة بين الرأس والرّجْلَين ، أيهما أكثر فائدة ؟! ومَن منهما يقود الآخر ، ياحَضَرات المسئولين ؟! وهل الأفضل لشبابنا حتى يحقق طموحه في وطنه أن يكون رأس الواحِد منهم بين القدمين ؟! أو أن تكون قَدَمه بين الأُذُنَين ؟! احترت بين الأمرين ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]