أكد الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان أستاذ المعهد العالي للقضاء أن البرمجة اللغوية العصبية تحتوي «تخبيطاً كبيراً»، وأن أفضل ما فيها التفكير الإيجابي وثقة الإنسان بقدراته الكامنة. وقال في معرض حديثه عن مقومات النجاح: إنه قرأ كثيراً عن البرمجة اللغوية والعصبية وجلس مع كثير من مدرّبيها لكنه وجد عندهم تخبيطاً كبيراً حسب قوله. وقال الفوزان في محاضرة له بالجامعة الإسلامية بعنوان «مقومات النجاح» ضمن برنامجها الثقافي قدمها الدكتور فهد السنيدي: إن أفضل ما لدى البرمجة اللغوية العصبية هو التأكيد على أن الإنسان لديه طاقات كامنة ومواهب عظيمة، فإن كان تفكيره إيجابيًّا وأقنع نفسه بأنه قادر على تحقيق الأهداف بالمثابرة والصبر والتخطيط والاستعانة بالله فإنه سيصل، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويستأنس به. وأضاف الفوزان أن كل نجاح لا يزيد الإنسان سعادةً وسعة بال وراحةً فإنه شقاوة، وكثير من الناس يظن أن السعادة هي تحصيل الشهوات والملذات ولو كانت من المحرمات، وهنا يكون الإنسان عبداً لهواه وشهواته فينفق أيامه كلها في تحقيقها، مضيفاً أن النجاح الحقيقي هو الفوز برضوان الله تعالى وجنّته فهو سبب السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، وليس النجاح بمجرد كسب الأموال أو الشهرة دون الإيمان والطاعة. وأوضح الفوزان أن المستقبل الحقيقي الذي يجب أن نسعى للظفر به هو مستقبلنا في الآخرة، فالدنيا فانية واقتضت حكمة الله أن لا راحة فيها لأحد، مؤكداً أن الاجتهاد في عمل الآخرة لا يحرم الإنسان رزقاً كتبه الله له في الدنيا. وأشار إلى حديثٍ عظيم في مقوّمات النجاح وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل». واستعرض الفوزان في محاضرته عدداً من مقومات النجاح، عدَّ أوّلها علوّ الهمة أو الطموح وعدم الرضا باليسير وهو أعظم ما يُميّز المؤمن القويّ، مشيراً إلى أن الله جعل لكل إنسان مشيئةً وإرادةً، وابتلى العباد بالتكليفات ليظهر عِلمه الغيبيّ بما سيعملون واقعاً مشهوداً حتى لا يقول أحد يا ربّ عذبتنا ونحن لم نعمل شيئاً. وخاطب الفوزان كل طامح إلى النجاح بقوله: «همّتك العالية الصادقة تصنع مستقبلك في الدنيا والآخرة فلا ترضَ بالدون ولا تركن إلى اليسير وأنت عندك القدرة على نيل العز والمجد، وكل نجاح في الدنيا كما يقول الحكماء يحدث مرتين: مرةً في الذهن بالتخطيط والطموح، ثم يحدث في الواقع حين يتحقق». وذكر الفوزان من مقومات النجاح تحديد الهدف وترتيب الأولويات فكثير ممن فشل أو حقق إنجازات دون مواهبه وقدراته التي منحها الله إياه كان سبب فشلهم تعدُّد الواجبات والطموحات والمطالب، ولا يدري أحدهم كيف يصل إليها ولا يرتبها بحسب الأولويات وقد يضيع وقته في أعمال غير مهمة. ونبّه الفوزان على أن كثيراً طلاب العلم وأهل الدعوة إلى الله يفشلون في التخطيط واغتنام الأوقات وترتيب الأولويات وهي من أعظم وسائل النجاح. وأضاف إلى أسباب النجاح ومقوماته التخطيط إذ أنّ الحكماء يقولون: إن النجاح له ثلاثة أسباب، التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط، كما يقولون: من لم يخطط للنجاح فإنما يخطّط للفشل، وهذا يشمل التخطيط العلمي لطلب العلم الشرعي والعلوم الدنيوية والدعوة. وختم الفوزان محاضرته بسرد مقومات أخرى للنجاح منها استغلال الأوقات واستثمارها، واستصحاب القصد والنية الصالحة الذي يحول العادات إلى عبادات، وعدم إشغال النفس بمطاولة الجاهلين والحاقدين والحاسدين والانتقام منهم لأن أعداء النجاح كثير، وترك التحسر على ما فات فلكل جواد كبوة ومهما كان الإنسان حريصاً فلا بد أن تواجهه عقبات ويقع في أخطاء.