وحدي أنا.. وحدي هنا .. أصارع في غيابك.. لوعة الأشواق.. والذكرى.. وأحقاد النفوس.. الناس من حولي مضوا يتهامسون.. لم يبق إلاّ صوتك المبحوح.. في وادي الضياع.. لِمَ قد رحلت... ؟؟ وتركتني وحدي أجوب حدائق النسيان.. أبحث في خريف العمر عن زهرة أمل.. *** إني أراك.. في كل ركن من زوايا الذاكرة.. في كل قطرة من دمائي الخاثرة.. في بقايا الدمع بين عيني الحائرة.. إني أراك في أعالي السحب الطائرة.. في كبد السماء مع النجوم الدائرة.. في غيمنا الشتوي بين رموش عيني.. والضياء إني أراك.. الليل يا أماااه أمسى بعد فرقتنا.. سئيم.. والفجر أضحى بعد لوعتنا.. كئيب.. والحزن في الأعماق.. يبعث زفرة مثل اللهيب.. وأنا هنا.. وحدي هنا.. في دربنا القاسي الطويل.. وحدي أفتش في تلا فيف المشاعر.. بين أشجار الحقول.. وبين أثار الخطى.. ابحث عن زهرة أمل.. لم أجد ياأم إلاَّ.. صمتًا كالظّلمِ مرًّا لا يُطاقْ.. أو نزعَ أرواحٍِ.. يزلزلها اشتياقْ .. أو أنه -يا أم- حَشرَجَةُ اختِناقْ.. صمتٌ كفلْسفةِ العناقِ.. وخَفقةٌ في القلبِ يوجعها الفراقْ.. لكنّ حلْمَ العمر -يا أم- استفاقْ.. لهمْس ربي الموعود.. غلّفه الحنانْ.. فأنا الّذي تاهتْ خطاهُ.. على الطريق.. على تلوّن ومضة في العقلِ.. ألهبَها الحريقْ.. ما عدَت أشعرُ بالأمانْ..!! ما عدَت أشعرُُ بالأمانْ.. فأنا أموت.. في كل يوم مرتين.. إحداهما من لوعة الأشواق.. والأخرى لأني قد طُعنت.. أماااه ها هو القلب المتيّم.. يستفيق.. ويسألني.. نفس السؤال: لم يا صديق العمر .. دومًا تختار أن تهوى الألم؟؟ اماااااه .....ياماااااه إني تعبت من السؤال.. إني تعبت من السؤال!! رحمك الله يا أماه،،