غرق عشرة ملايين منزل في اليابان أمس في الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عنها، بعد إعادته لمدة ثلاثة أيام فيما استمرت جهود الإغاثة، مع ارتفاع حصيلة القتلى واضطرار بعض المدن لدفن قتلاها بعد نفاد الوقود من المحارق التي تستخدم في حرق الجثث، واستؤنفت أمس جهود إعادة توصيل الكهرباء لمفاعلات محطة فوكوشيما النووية بعد يوم واحد من تعليق هذه الجهود نتيجة لتصاعد دخان رمادي من أحد المفاعلات. فيما استمر انقطاع التيار الكهربائي أمس لمدة ثلاث ساعات و40 دقيقة في كل منطقة من اليابان بحسب ما ذكرت شركة “طوكيو الكتريك باور”، وأدى نقص الوقود إلى تعطل المحارق التي تستخدم في حرق الجثث - وهي من التقاليد السائدة في اليابان - عن العمل مما اضطر بعض المدن لدفن موتاها. وفي آخر حصيلة لعدد القتلى بسبب الزلزال والتسونامي ذكرت الشرطة اليابانية أمس أن عدد الضحايا ارتفع إلى 9079، وإن حوالى 310 آلاف شخص ما زالوا يعيشون في مراكز الإيواء و12645 شخصًا في عداد المفقودين واستأنفت آليات عسكرية يابانية وشاحنات تابعة لإدارة إطفاء حرائق طوكيو عملياتها لتبريد المفاعلات في محطة فوكوشيما النووية، والتي تتضمن رش المياه على المفاعلين 3 و4 اللذين ارتفعت فيهما درجات الحرارة بصورة هائلة بعد أن توقفت هذه المحاولات بسبب تصاعد الدخان أول من أمس. في غضون ذلك قالت شركة «طوكيو الكتريك باور» التي تتولى تشغيل المحطة النووية إنه تم اكتشاف مواد مشعة في مياه البحر قرب المحطة النووية، وحثت وزارة الصحة بعض السكان قرب المحطة على عدم الشرب من مياه الصنابير بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع. كما أصدرت الحكومة أمرًا بوقف جميع شحنات السبانخ من أربع مقاطعات تحيط بالمحطة النووية وحظرت شحنات الحليب من مقاطعة فوكوشيما، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اثر الاشعاع أخطر مما كان متوقعًا. وبينما ذكرت شركة «طوكيو الكتريك باور» اليابانية المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية أمس أن مستويات الإشعاع تتراجع قرب المحطة أكدت هيئة السلامة النووية التابعة للحكومة إنه ليس هناك أي تغيير كبير في مستويات الإشعاع بالقرب من المحطة باستثناء مستوى الإشعاع بالقرب من المفاعل النووي رقم 2 الذي استقر بعد ارتفاعه بشكل مؤقت ظهر أول من أمس. وتمكن الفنيون أمس من اعادة الكهرباء إلى المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما النووية من خط خارجي بعد مد سلك إلى داخل المحطة كما اعلنت وكالة السلامة النووية، وتم ربط المفاعلين 3 و4 صباح أمس في حين تم ربط الوحدات 1-2 و5-6 في الأيام الماضية، الا أن معداتها لم تحصل على التغذية الكهربائية حتى يوم أمس باستثناء الوحدتين 5 و6. من جهة ثانية قال وزير السياسة الوطنية الياباني كويشيرو جيمبا أمس إن حكومة بلاده قد تضطر إلى وضع 3 ميزانيات تكميلية مختلفة للعام المالي 2011 لتمويل مشروعات إعادة البناء في اعقاب الزلزال المدمر وفي رد على عرض الجيش الأمريكي أول من أمس بالمساعدة في الأزمة النووية اليابانية اعلن وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا أن بلاده ستقوم بدراسة العرض الأمريكي والاستجابة له في غضون يوم أو يومين، وكان الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ قدم عرضًا الاثنين بإرسال مجموعة من الخبراء المتخصصين في الحوادث النووية إلى اليابان، خلال اجتماع بين قائد القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ، الأميرال روبرت ويلارد ورئيس هيئة أركان الجيش الياباني الجنرال ريويتشي أوريكي.