سبحان الله حاول بعض المؤدلجين والحركيين وبعض القوى الخارجية أن يحوّلوا الجمعة الماضية العيد الأسبوعي للمسلمين إلى ما أسموه ثورة حنين، بدلا من كونها جمعة عبادة وابتهال ودعاء إلى الله، لأن هذا اليوم يوم فضيلة وعبادة، حاولوا أن يكون يوم تجمعات تُرفع فيه شعارات لا تخدم إلا الأعداء والمتربصين بالإسلام والمسلمين، فهؤلاء يؤرقهم جمع كلمة المسلمين فدخلوا على شبابنا بمحاولة إقناعهم برفع الشعارات بدلاً من التسبيح والتحميد والتكبير في هذا اليوم الجليل، لقد تعود هذا الشعب السعودي الكريم على الوقوف في الأزمات إلى جانب ولاة أمرهم تمشياً مع قوله تعالى: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، وهذا البلد الآمن يختلف عن كل أصقاع الدنيا، لأنه بلد الحرمين الذي تهفو إليه الأنفس وتتجه فيه القلوب إلى الله عز وجل، ولقد اهتمت هذه الدولة أيدها الله بهذه الشعيرة (الجمعة) اهتماما يفوق الوصف، وهذا الشعب الأبي لم يتخذ يوماً أي نوع من أنواع التخريب ومعاول الهدم ديدنا له أو قال في يوم ما مع الخيل يا شقرا، فالمظاهرات ليست شعار أبناء هذا الوطن، فالأعداء واهمون.. لأن شعارنا الحب والوفاء والذود عن وطننا وحكامه، وأجزم أن هناك أشخاصاً من خارج أرض الوطن اندسوا بين بعض أبنائنا لتبديل الأمن بالخوف، والغنى بالفقر، والعلم بالجهل، لأنهم فقدوه في أوطانهم، فلعلنا يا شباب العز استوعبنا الدرس بمن حولنا، الذين يتمنون أن يعود لهم الأمن ساعة واحدة، ولكني أعلم تمام العلم أن شبابنا لا ينجرفون وراء السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، نحن نعيش عصراً ذهبياً منذ تولي ولاة أمورنا زمام هذا الحكم من المؤسس الأول الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى يومنا هذا، وأبناء محافظة القنفذة يجددون العهد لقيادتنا آل سعود قولاً وفعلاً، ويؤكدون الوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمننا وقادتنا، أو المساس بمدخراتنا، فنحن نعزز روح الانتماء وحب الوطن وولاة الأمر في نفوس الناشئة ونؤصل الانتماء لهذا الوطن العظيم تأصيلاً تربوياً للحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية التي تحققت، ونبذ الأفكار المنحرفة وحماية أبنائنا منها، والاعتزاز بقادة البلاد وإبراز دورهم الرائد تجاه الوطن والمواطن فهذا واجب وطني على كل مواطن عاش على أرض هذا التراب الغالي، ونحن جنود أوفياء لهذا الوطن وقادته، كُل راعٍ مسؤول عن رعيته، فهلا وضعنا أيدينا في أيدي بعض لحفظ أمن هذا الوطن الذي هو قبلة المسلمين، فلا حياة سعيدة دون الأمن، فالمال لا يفيد في ظل فقدان الأمن، إذًا يا شبابنا.. لا ترفعوا شعارات تندمون عليها في يوم من الأيام، فالمظاهرات لن تجلب لأهلها إلا الفُرقة والدمار فهي أرضية خصبة للمجرمين والحاقدين، والحوارات والمطالب لها قنوات ندخل من خلالها لمن يسمع صوتنا، أجزم أنكم مُدركون لهذه المخاطر لأن أُسركم لا سمح الله هم من سيكتوون بنار الفتنة، حيث إنها تبدأ بشرارة ثم تتحول إلى نار تأكل الأخضر واليابس.. أسأل الله أن يحفظ لنا أمننا وديننا وقادتنا وشعبنا من كل سوء ومكروه. محمد أحمد الناشري - القنفذة