الخطوة التي اتخذتها وزارة الثقافة والإعلام بإطلاق خدمة فسح الكتب إلكترونيا هي خطوة متقدمة تدخل بها الوزارة عصر المعاملات الاليكترونية. فهي تتيح للمؤلف والناشر إرسال نسخة الكتاب إلكترونياً إلى موقع الوزارة على الإنترنت .. دون أي داع للحضور، حيث يتم إفادة المؤلف والناشر بملاحظات الوزارة على النسخة إلكترونياً وعلى بريده الإلكتروني مباشرة. وأنا مستبشر بهذه الخطوة بعد تجربة مريرة لي مع الوزارة في فسح كتاب أنجزته في شهرين وأخذ فسحه ما يُقارب السنة ؟! لكن يظل لي تحفظ وهو عدم تحديد الوزارة للمُدة الزمنية التي يُفرج فيها عن الكتاب. فالكِتاب – بالطبع – لن يقرأه قارئ إليكتروني لذا فليس هناك ضمان في أن لا يستغرق فسحه وقتاً طويلاً. وهناك مؤلفات تحتاج أن تظهر فوراً كي تتواءم مع حدث أو مناسبة معينة، وتأخير نشرها يجردها من أهميتها وينزع عنها ما يُسمى بالمبادرة أو ال (Momentum). وأعيد هنا اقتراحا سبق وأن طرحته في مقال سابق .. وهو إضافة مادة إلى نظام المطبوعات والرقابة على الكتب تقضي بأن يكون من حق الكاتب طباعة ونشر كتابه إذا لم يصدر الترخيص (الآلي) من إدارة المطبوعات بعد مرور شهر من تاريخ تسلم الإدارة نسخة من الكتاب .. دون أي اعتراض من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وإن كنت أرى أن الرقابة المُسبقة على الكاتب والكِتاب هي أمر عفى عليه الزمن وأصبح من مخلفات الماضي.