يعد الدكتور محمد البدوي أحد المثابرين بجدية في المشهد الأدبي بتونس منذ أكثر من 25 سنة، أستاذ جامعي بكلية الآداب بسوسة ومنتج برامج أدبية بإذاعة المنستير. تم اختياره ليكون رئيس اتحاد الكُتّاب التونسيين بعد أن كان نائبًا للرئيسة السابقة جميلة الماجري التي يحمل الوسط الثقافي المسؤولية في تصدع العلاقة بين أعضاء الاتحاد.. اختار البدوي جاء بالإجماع لمعرفة الأدباء به، وعلاقته المتميزة مع الفاعلين في المشهد الأدبي التونسي، التي تمكنه من تلبية تطلعات الكُتّاب ومعالجة عدة ملفات عالقة طفت على السطح مؤخرًا بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي.. البدوي كشف في هذا الحوار رؤيته لمستقبل الاتحاد، وطرق معالجة ما تم فيه من شروخ، مقدمًا رؤيته لواقع الأدب المغاربي مقارنة بنظيره المشارقي.. وبعض المحاور الأخرى.. مهمة عسيرة * تسلمت رئاسة اتحاد الكُتّاب التونسيين خلفًا لإدارة سابقة وصفت ب»الفشل».. فهل تبدو مهمتكم سهلة؟ ليس ثمّة مهمّة سهلة ومهمّة عسيرة في أيّ مرحلة من مراحل اتحاد الكُتّاب، لأن النشاط في هذا الهيكل يقوم على النضال اليومي من أجل تحقيق جملة من الأهداف الثقافية والأدبية في مجتمع تبدو المشاغل الأدبية بالنسبة إليه ترفًا وشيئًا غير ملحّ. وبما أننا جميعًا في الهيئة المديرة الحالية واعون بهذا التحدّي وهذه المسؤولية فإنّ المسؤولية تهون وتحفّ أجمالها. لا أخفيك خلال السنتين الماضيتين كانت الأخت جميلة الماجري التي أكنّ لها تقديرًا كبيرًا تبذل جهدًا كبيرًا ويوميًّا في الاتحاد غير أنّ كل الأنشطة تمرّ عبرها، فمجلّة المسار التي هي من اختصاص العضو المكلف بالإعلام تمرّ مقالاتها عبرها فتقوم بمراجعتها ومراقبة ما يتمّ نشره وقد تمنع نصًّا أو تحذف فقرة لما تحويه من جرأة، وهذا العمل يهدر طاقاتها ويجعلها تحمّل نفسها فوق طاقتها، ووظيفة الهيئة أن تتقاسم العمل ويقوم الرئيس بدور المتابعة. إنّ مهمّتي اليوم والتي أشكر زملائي على ثقتهم التي وضعوها في شخصي لمواصلة المشوار حتى ختام هذه المرحلة، أرجو أن تكون يسيرة بفضل تعاون الجميع وتقاسم المسؤولية، وهذا ما أحسسته منذ الأسابيع الأولى، ورجائي أن لا تخذلنا الظروف المادية لتحقيق أهدافنا التي تمّ انتخابنا من أجلها. مسؤولية جماعية * عرفتم بعلاقاتكم المتميزة مع الفاعلين في المشهد الأدبي التونسي.. هل هذا كاف لقيادة الاتحاد الذي عرف صراعات عديدة ومطالب مختلفة؟ الصراعات في الأصل أمر طبيعي وعلامة صحيّة، شرط أن يكون صراعًا فكريًّا مثمرًا ينتج أدبًا وتراثًا يبقى، أمّا أن يتحوّل إلى تقاتل على فتات وأشياء زهيدة فهو خارج عن مجال الأدب والفكر. أمّا عن علاقتي بالمشهد الثقافي فقد تحكّمت فيه عدّة معطيات ساهمت في كسب ثقة عدد كبير من الزملاء من ذلك عملي في الإذاعة منذ سنوات عديدة في برامح أدبية جعلني على صلة كبيرة بأغلب الكُتّاب، وجلّهم مرّوا عبر برنامجي «محراب الكُتّاب»، وناقشت أعمالهم بعيدًا عن الحسابات الضيّقة، والبرنامج الثاني الذي ربط بيني وبين الأدباء الشبان هو «واحة المبدعين» وهو برنامج يعتني بأدب الناشئين نشرًا ونقدًا وتوجيها؛ فكنت أذهب إلى الملتقيات والمهرجانات الأدبية وأسعى إلى تسجيل النصوص والقصائد وأستضيف على الهواء من بدأت تجاربهم تنضج فكانوا يبادلوني التقدير والاحترام، وعدد كبير منهم من أبرز وجوه الساحة الأدبية، وقد ساعدني في عملي الإذاعي عملي في كلّيتي الآداب بسوسة والقيروان حيث يوجد عدد وافر من الأدباء، وكنت كثير التردد على المؤسسات الجامعية بالعاصمة، كلّ هذا النشاط كان عفويًّا، وما كنت أضع في حسابي يومًا أن يمثّل ثقلًا انتخابيًّا. وما كان يهمّني هو نجاح البرنامج الإذاعي وكسب احترام المستمعين، وهذا سرّ استمراري في الإنتاج الإذاعي إلى اليوم. وهذا الرصيد من احترام الزملاء غير كافٍ وحده لتسيير اتحاد الكُتّاب لأنّ المسؤولية جماعية ولست مستعدًا لأكرر أخطاء غيري في الهيئات السابقة. تصوّر خاطئ * كثيرون وصفوا اتحاد الكُتّاب ب»الجهاز الميت».. فهل أحيته ثورة الشعب التونسي الأخيرة؟ من الخطأ أن نتصور أنّ الهيكل الثقافي يقدر وحده على خلق حركة مؤثرة في المجتمع إن لم تكن وراء الحركة إرادة أفراد وآراء مختلفة وثقافة حوار وجدل بعيدًا عن هاجس المؤسسة. ومن الخطأ الشائع أن نتصور اتحاد الكُتّاب أو فرعًا من فروعه يعوّض بقية المؤسسات في تحقيق النشاط الفكري والثقافي لسبب بسيط هو أن دور الاتحاد المساهمة في الحياة الثقافية من خلال أفراده أولًا أينما وجدوا، ثمّ من خلال الأنشطة التي يتولّى إنجازها، وغالبًا ما تكون الإمكانيات المادية عائقًا كبيرًا، والبعض يتوهم أن الاتحاد يتصرّف في ملايين الدينارات بينما الميزانية لا تخرج عن مصاريف التسيير العادية. فلهذا فلا معنى لوصف الاتحاد بالجهاز الميّت، ولو كان كذلك لما قامت كل هذه الضجة من أجل كائن ميّت، وبعد الثورة المباركة التي حققها الشعب التونسي بكل فئاته أرجو أن يسمح المناخ السياسي القادم بتحقيق التعددية الثقافية من خلال تمكين جمعية الكُتّاب الأحرار من شرعية الوجود والنشاط وكذلك نقابة كُتّاب تونس، وليتنافس الكُتّاب في النشاط الأدبي، وليختر كلّ كاتب المؤسسة التي تناسبه ليحقق فيها طموحاته التي لم يجدها في غيرها. وهذا مجال منافسة أرجو أن يساهم في خلق حياة فكرية وأدبية تقوم على التعدد والتنوع والاختلاف وفي ذلك فائدة للثقافة في تونس. حضور عربي لافت * هل من برنامج يعيد اتحاد الكُتّاب التونسيين للحضن العربي؟ ومتى انسلخ اتحاد الكُتّاب التونسيين عن الحضن العربي! إن اتحادنا عضو ناشط في اتحاد الكُتّاب والأدباء العرب، يشارك بانتظام في اجتماعاته ومؤتمراته وهو عضو في عدد من لجانه ومواقفه مشهود له بها، والإبداع التونسي حاضر في العديد من المجلات العربية في أعداد خاصة أو من خلال مشاركات فردية، وأرجو أن تصل مثل هذه المجلات إلى السوق التونسية ليدرك إخواننا حضور الإبداع التونسي خارج الحدود. ولا بدّ من الإشارة إلى أن عددًا من البلدان العربية البارزة ليس لها اتحادات كُتّاب وليس لها نفس الحضور الذي يتمتع به اتحاد الكُتّاب التونسيين لهذا يمكن الجزم أننا لم نغب يومًا عن الحضن العربي لأننا منه وإليه. اعتداء على سيبويه * في ضوء رئاستك للاتحاد.. ما هي تصوراتك للمشهد الأدبي في تونس مستقبلًا؟ هذا سؤال غائم؛ والإجابة عنه تتطلّب جملة من الدراسات المستقبلية. فطبيعة الحياة الفكرية والاجتماعية التي نحياها تفرض علينا ضربًا من التنوّع في مستوى أغراض الكتابة وأساليبها، وهي تتردد بين التقليدي وبين الموغل في التجريب، ومن المؤثرات في ذلك ما يتلقاه التونسي من ثقافة عربية قديمة وحديثة ومن ثقافة أجنبية ومن إطلاع يتّسع يومًا فيومًا عبر شبكة الإنترنت. فتيسير النشر بفعل التطور التقني وبفعل حرية الدخول والنشر على صفحات الإنترنت يجعل المقبلين على الكتابة يتزايد يومًا فيومًا من مختلف الأعمار وقائمة الأدباء والأدبيات لا تعرف حدًّا، ولا شكّ أن غياب النقد يساهم في توهم الانتماء إلى زمرة الأدباء. والنقد في الحقيقة غير ملزم بغربلة النصوص الهزيلة للمبتدئين لأنّ أغلب أصحابها ليست لهم دراية بالفنون الأدبية وطرق التعامل معها، وباسم الحرية والثورة صار كل واحد يكتب ما يريد ولو كان في ذلك اعتداء على سيبويه. فالمشهد الأدبي في المستقبل سيتشابك وقد يختلط فيه الحابل بالنابل، لكنّ العمل الإبداعي الحقيقي سيجد قيمته ولو بعد حين من الوقت، فقد يعلو صراخ البعض ويعلو هرج البعض الآخر لكنّ الأمر في الأخير لن يستقيم إلاّ للنصّ الجيّد الذي سيأخذ حظّه من النقد والتحليل والدراسة والتدريس. ولهذا يلحّ الأدباء الشبان اليوم على أن يأخذوا حظّهم من اهتمام النقاد لأنّ العمل الجيّد هو الذي تواكبه حركة نقدية تحقق له التواصل، وقد يتأخر اكتشاف الناس لقيمة عمل من الأعمال لأنهم يحتاجون إلى من يفكّ مغاليقه ويبرز مواضع الإبداع فيه. أفضلية أدب اليوم * كيف يمكن النهوض بفكر وأدب جديد نستطيع مقارنته بالأدب الغربي؟ لو قارنا الأدب العربي اليوم بالأدب العربي الذي كان يسعى المستشرقون إلى ترجمته لوجدنا قيمة أفضل في أدب اليوم إذا استثنينا عملية ترجمة الأدب القديم (من الجاهلي إلى العباسي والأندلسي)، فالامتياز ليس دومًا للقديم، صحيح أن الأدب المعاصر يختلط فيه الجيد بالرديء لسهولة النشر وحرية الكتابة، لكنّ أعمالًا كثيرة هامّة لم تعرف بعد طريقها إلى القارئ. فالأطروحات العلمية التي تناولت عديد الأعمال القديمة والحديثة غير معروفة وهي تنام في رفوف المكتبات الجامعية، وحتّى المطبوع منها فهي في نسخ محدودة وقد لا تغادر البلاد إلا بشكل محتشم، وبعضها لا يكاد يخرج من المؤسسة الجامعية التي ينتمي إليها لغياب عملية التوزيع. فلست شخصيًّا مطّلعًا على كل منشورات جامعة صفاقس أو القيروان، أو الزيتونة فكيف ستكون معروفة في البلاد العربية وهي أعمال علمية مشهود لها بالقيمة. إن الجهد الذي قام به المستشرقون كبير ومفيد ويستحق التقدير، وإن كان بعضهم قام بعمله لغايات لم تكن بريئة، ومن واجبنا نحن اليوم أن نقوم على خدمة أدبنا تعريفًا ونقدًا وترجمة في كل المحافل والمناسبات وطنيًّا وعربيًّا ودوليًّا. عصر الحرية * يتهم بعض النقاد كُتّاب الإنترنت بأنهم يعبثون أو يخرّبون الأدب.. فكيف تنظر إلى ذلك؟ ما دام العصر عصر حرية، وليس بإمكانك أن تمنع أحدًا من الكتابة والنشر - إلاّ أن يكون تعريضًا بأشخاص أو اعتداء على مقدّسات - فإنّ المتهافتين على الكتابة يبحثون عن مجال للشهرة لم يجدوه في غير هذا المجال، والصفحات التي تفيض بهذه الكتابات كثيرة وما على القارئ إلاّ أن يختار ما يريد، ويختار الجيّد المفيد، والأسماء المشهود لها معروفة عمومًا وليس في الوقت متّسع ليضيّعه الإنسان مع النصوص الرديئة، وأحسن طريقة لمقاومتها هو السكوت عنها، واعتبارها غير موجودة والتفرّغ لجيّد الأعمال شعرًا وسردًا ونقدًا. لا أحد يمكن أن ينكر قيمة الإنترنت وهي ثورة أهمّ من ثورة الطباعة، وقيمتها أنّك تستطيع أن تجمع بين النص والصوت والصورة، وأملي أن يساهم هذا الإنجاز في تطوير الكتابة ووسائل تقبّلها كأن يصبح النصّ الشعري يجمع بين المكتوب والمسموع وصورة صاحبه أو مؤثرات أخرى، وتصبح القصيدة متكاملة يساهم في إنجازها الشاعر والمخرج والموسيقي والممثل تمامًا كالعمل المسرحي. نظرة في مفهوم الحداثة * في هذا العصر الحديث الذي تشير إليه طرأت تغيرات في الجسد الثقافي العربي.. فكيف السبيل إلى إنجاز حضارة عربية إسلامية جديدة تعيد أمجادًا يراها كثيرون قد ولّت وأدارت لنا ظهرها؟ من البديهي أن نقرّ بأن التطورات التي شهدها العصر الحديث كان لها تأثيرها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلاد العربية، وهي تطورات تختلف من بلد إلى آخر. ولئن أجمعت كلّها على تطوير نمط الحياة وتوفير ظروف الراحة المادية، وظروف السكن والتنقل، فإنّ هذا لا يكفي لنقرّ بأننا نعيش الحداثة بأتمّ معناها، فالحداثة ليست سيارة نركبها ولا ثلاجة ولا تلفازًا ينقل لنا ما يدور في العالم، ولا جهاز تكييف يقينا هجير الصحراء، إنّ الحداثة فكر وممارسة، والهاجس الحقيقي اليوم ليس في أن نعيد أمجاد الماضي، بل أن نصنع لأنفسنا أمجادا حديثة، فقد ورثنا من أجدادنا وحضارتنا قيمًا أصيلة جديرة بأن تنقلنا إلى مصاف الدول المتقدّمة بما فيها من دعوة إلى طلب العلم والعدل والمساواة ونكران الذات وحبّ الوطن وأهله، وما إلى ذلك من أنبل القيم الإسلامية، وإن نحن عشناها قولًا وممارسة فعلية لحققنا حداثتنا وصنعنا مجدنا الحديث. فلا يمكن أن نحيي الأموات الخالدين بأعمالهم، بل أن نحيي القيم التي صنعت لهم مجدًا. أشجار تغطّي الغابة تطويق المشارقة * برأيك لماذا طوّق الأدب المغاربي نفسه بالعزلة وعجز عن مجارات النسق المشرقي؟ هذه قضية قديمة عانى منها الأندلسيون من أمثال ابن بسام الذي كتب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» انتصارا لأدب أهل قرطبة وإشبلية وكل أقاليم شبه جزيرة الأندلس، وكذلك المقري التلمساني الذي كتب وهو في القاهرة «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب» لينتصر لأدب بلاد العدوتين، والقضية تقوم أساسًا على الجانب الإعلامي؛ فوسائل الطباعة والنشر والتوزيع ساهمت في انتشار كتب المشارقة على حساب كتب المغاربة، وحتّى الذين نبغوا وسجّلوا حضورا فيعود ذلك إلى اهتمام دور النشر المشرقية بأعمالهم مثل أبي القاسم الشابّي، والعابد الجابري ومحمد أركون وهشام جعيط... فهؤلاء كتبهم تولّتها دور النشر في لبنان خاصة واستطاعت فرض أسمائهم بينما تزخر الساحة في كل بلدان المغرب العربي بأسماء عديدة جديرة بكل تقدير، ومن حين لآخر ينتبه المشارقة لاسم جديد يسعون إلى استهلاكه تعريفًا ونشرًا كما هو الحال مع الأديب الليبي إبراهيم الكوني. ولا بدّ من الإشارة إلى أن المشارقة أنفسهم يعيشون غبنًا سببه تلك الأشجار التي كثيرًا ما تغطّي الغابة، فعدد من الأسماء البارزة تكرّس حضورهم وصار يحجب غيرهم ولا يسمح لهم بالظهور. فنجيب محفوظ ويوسف إدريس مثلا حجبا أسماء كثيرة جديرة بأن يكون لها مكان بارز في الساحة مثل محمد جبريل، ولا نكاد نعرف من شعراء مصر غير المشهورين أمثال أحمد عبدالمعطي حجازي بينما الساحة تعجّ بالأسماء الكثيرة وهي تكتب نصوصا جيّدة وتجارب جديرة بالتقدير والاهتمام. وقس نفس الأمر على البلدان الأخرى. فالإعلام المكتوب والمرئي والمسموع يساهم إلى حد كبير في التعريف بالأسماء. مع أدب الأطفال * نعلم أن اهتماماتك الأدبية متعددة منها أدب الطفل.. فما هو العمل الأدبي المفضل لديك؟ صحيح أن اهتماماتي الأدبية متنوعة وهي تعود إلى سنوات الدراسة الجامعية، وتأخرت في مجال النشر طويلا، وإلى الآن لم أنشر أحب الأعمال لديّ ففي جرابي عدد من الأعمال الروائية لم تر النّور، ونصوص مسرحية لم تكتمل، وأعمال نقدية لم أجمعها وأبوّبها في كتب مفردة وركّزت عملي على أعمال جامعية وكتب توثيقية، وأنوي في قادم الأيام نشر أطروحة الدكتوراه التي أنجزتها عن «أدب الأطفال في تونس»، وأرجو أن تكتمل بما أنا بصدد إنجازه عن «منظومة القيم في أدب الأطفال في تونس» و»شعر الأطفال في تونس»، ولئن بدا عملي مركّزًا على الإنتاج التونسي فليس في الأمر نزعة إقليمية بل تكاد قصص الأطفال تتشابه في جل البلدان العربية وأرجو أن أقوم بعمل مقارن. ويحتاج الأمر إلى فريق عمل متنوع الاختصاصات. أما عن أحبّ الأعمال لديّ فهو الذي لم يصدر بعد لأنّ في البال أكثر من أمنية، وأرجو من الله العون على تحقيق بعض ما تضجّ به هذه الذاكرة المكتظّة. د. محمّد البدوي * من مواليد 1951 بطبلبة (تونس) * حاصل على شهادة التبريز في اللغة والآداب العربية وعلى الدكتوراة (أدب الأطفال في تونس) * صدرت له جملة أعمال من بينها: - أوهام العقاد العبقرية - الأرض والصدى (دراسة في أرض الشرقاوي) - طائر الفينيق (دراسة في رواية يحيى يخلف تلك الليلة الطويلة) - القيروان بأقلام الشعراء ...إلخ