الفنان عبدالله النواوي صاحب باع طويل في مشوار الفن وله من الخبرة الطويلة في التدريس والإشراف الشيء الكثير لكونه رجلًا تربويًّا مارس العمل لسنوات عديدة، كما أن أسلوبة الفني المتفرد ميّزه عن الكثير من أقرانه، ودأب على العناية به وتطويره، مما جعل الكثير من المتلقين والمهتمين بالفنون عربًا وأجانب يقفون أمام بعض تلك التفاصيل دون إخفاء الدهشة لبساطة المزج لخامات البيئة، التي أقل ما يقال عنها أنها مدهشة لوجودها المتوفر في كل مكان من رمال وليف نخل ولحاء وأوراق بعض الأشجار التي يخلطها مع الصمغ، وفي ملتقى الفنان المحيني دار حديث جانبي بيني وبينه كشف لي عن كثير من الجوانب الجميلة والإنسانية التي يتحلى بها فأنت أمام فنان شفيف السجايا رائع الخصال يحاصرك بحميمية وود لا تملك معها إلا أن تحبه وتقترب من عالمه وعن الحديث الذي دار بيننا كان حول البدايات عندما تم تكليفه للعمل بجمعية الثقافة والفنون بجدة وتواصله مع الفنان التشكيلي وتوصيل صوته وعمله من خلال برنامج (لقاء الأحبة)، وجمع كل من يحب ويتذوق الفن في مقر الجمعية التي لم يكن البعض يعرف موقعها، مع الوضع في الاعتبار الاعتماد على تكوين جماعات لأن المجهود الفردي مهما حاول لا يستطيع القيام بمعظم المهام، وتعاون معه الأصدقاء في تنفيذ تلك الخطط وبذلك استطاع كسب مودة الجميع بعد وضع البرامج التي من ضمن أهدافها، الاهتمام بالمواهب الفنية دون النظر إلى نجومية الفنان، ومن توفيق الله تم عقد العديد من اللقاءات والمعارض، وكانت الميزانيات تعتبر بسيطة نسبة إلى المتطلبات، لكن في هذه الحالة حاول توظيف تلك الميزانية بدلًا من المعرض الواحد أقام معرضين فصار لدى الجمعية العديد من الفعاليات وتعددت المناشط بتعاون الزملاء الذين ضاعفوا من جهودهم على حساب وقتهم، وبعد لقاء الأحبة قدموا معرض جماعي للأعضاء وللعضوات. ولأن الوطن الغالي مساحته كبيرة، ويعادل قارة من القارات، ومن أجل أن تكتشف المواهب وتتابع العدد الكبير من الفنانين في جميع المناطق التي يصعب زيارتها كلها، كان اللجوء للإنترنت، وبزيارة المعارض والإطلاع على الكتالوجات تكونت لدىه حصيلة كبيرة جدًّا من الأسماء الواعدة والجيدة من ناحية الرؤية الفنية التي قد تكون صائبة حتى يخلص إلى أعمال حقيقية تليق بتمثيل الوطن خارج الحدود وتليق باسم المملكة العربية السعودية، ربما كانت هناك في السابق أسماء بعينها يتم اختيار أعمالها دون باقي الفنانين ممن يتم إهمالهم، لذلك يتوجه بالشكر للملتقيات الفنية التي حصلت بالرياض وحائل وتواصلهم معه، مما أتاح له الفرصة للتعرف على العديد ممن لديهم القدرة على تمثيل الوطن الغالي بكل أمانة وصدق، علمًا بأن هناك دولًا عربية وأوروبية وخليجية لها خصائص في اللوحات والأعمال المعروضة، مما يحتم اختيار أعمال بعينها ومع ذلك إرضاء الناس غاية لا تدرك، لأن هناك من يقول لماذا لم تأخذوا أعمالي؟ ولماذا لا يطرح اسمي في المعارض الخارجية؟ قد تكون الأعداد المطروحة في هذه المنطقة لا تتساوى مع منطقة أخرى يقول نواوي: تخيل إذا كان لديك عدد سبعمائة فنان وفنانة من مختلف المناطق، وقد يحتاجون لسنوات انتظارًا لدورهم.. مع قلة المشاركات والأسابيع الثقافية، من هذا المنطلق حاولت أن أسدد وأقارب، وليسمح لي الأخوة الذين لم تتح لهم الفرصة حتى الآن ولكن بالمستقبل القريب بإذن الله سوف تتوفر مشاركات كثيرة بعد زيادة النشاطات، التي أتمنى من المسؤولين تفعيلها ولدى خطة ترشيحات تخدم الإخوة والأخوات. وبعد تقاعده من العمل الرسمي مازال متواصلًا مع أبنائه وزملائه في المدارس، وهناك مناهج جديدة اطلع عليها وتمت دراستها من قبل مشرفين تربويين شباب متميزين، وتم اختيارهم بطريقة متميزة تخدم الطفل، ولكنه يطالب بوجود آلية لتفعيل رسوم الأطفال بشكل أفضل، وكذلك إقامة معرض يضم أعمال الطفل العربي، ولو تعذر ذلك يكون معرضًا للطفل في الخليج العربي، ثم تنطلق للوطن العربي وبعدها للدول الأخرى. والنواوي ينادي بالاهتمام بمادة التربية الفنية بدلًا من النظرة القاصرة على من يعتبرونها مادة للتسلية علما بأنها مرتبطة بالطفل ربما قبل أن يتعلم الكلام يرسم ويحرك القلم بالشكل واللون، ومن هنا يجد الفرصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ولكن عندما يذهب للمرحلة الثانوية لا يجد الرعاية فهذا شيء مخيف في عصر العولمة الذي نساير فيه بعض الأشياء الصالحة.. فيرى أن مادة التربية الفنية تحتاج منا أن نهتم بها بكل قوة واقتدار، وقد تمنى من الجامعات كذلك أن تكون هناك دراسات اختيارية في عالم الفن، كما هو عالم الرياضة لأن غياب التربية الفنية وانقطاعها يؤدي إلى تدمير قدرات شباب كانوا في طفولتهم موهوبين.. وليس الأمر مقتصرًا على مؤسسات الدولة، فنحن بحمد الله في خير، ويدعوا أولياء الأمور أن يساهموا في تطوير قدرات أبنائهم خاصة في كلية الهندسة وتصاميم البيئة يحتاجون لطالب موهوب.