لكل فعل ردة فعل وردة فعلنا نحن الشعب السعودي العطوف تكون دائمًا نابعة من وازع ديني ووازع عاطفي فما هو الفعل وما هي ردة الفعل؟ الفعل هو التسول الذي أصبح ابتزازا للمواطن لكن بطريقة شرعية ومنظمة وردة الفعل هي عطفنا وسعينا جميعا لكسب الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى واقصد بشرعية أن الوازع الديني هو الذي يدفعنا لمساعدة هؤلاء المتسولين على ابتزازنا وأقصد بمنظمة لأن له مواعيد مختلفة وأماكن محددة. أصبحت الآن السمة المشتركة عند جميع إشارات المرور الحيوية، مداخل المطاعم الكبيرة، أمام الصرافات الآلية، أمام مراكز التسويق التجارية بل وتصل أحيانا إلى الدخول عليك في المطعم وأنت تتناول وجبة مع عائلتك أو دق الجرس عليك داخل منزلك. وهناك أنواع من الابتزاز فهو المباشر: كأن يقوم شخص مسن أو معاق بعد إحدى الصلوات ويقدم فرمانا يشحذ به الهمم لكي تدفع كل ما في جيبك أو كأن تدق عليك زجاج وتطلب العون (كرامة) وهناك نوع غير مباشر: كأن يقف أمامك احد عمال النظافة ويكنس بالقرب من سيارتك بالرغم من عدم وجود ما يحتاج إلى تنظيف وهو ينظر إليك من طرف خفي أو يجري خلفك مجموعة من الأطفال يحاولون إجبارك أن تشتري مجموعة من المناشف الصغيرة أو كرتونا من العلك الرديء وخلال هذه المطاردة تستمع لأنواع الدعاء الذي يستدر عطفك ويدفعك لشراء المناشف حتى وإن لم تكن في حاجة لها أو شراء العلك حتى وإن لم يكن لك أسنان. ونحن كما ذكرت آنفا شعب عاطفي وتتغلف عاطفته بغلاف نابع من عقيدتنا السمحة. وكأني سمعت أن لدينا إدارة أو هيئة مسئولة عن مكافحة التسول وما يدعو للاستغراب أن دوامها والله أعلم من الصباح إلى الظهر وقت راحة المتسولين في حين يبدأ دوام المتسولين بنهاية دوام موظفي مكافحة التسول. التسول ظاهرة عالمية لكن عندنا أصبحت مهنة لها شروط وتنظيم مواقع ومناطق للتجمع -هذا من مشاهدتنا اليومية- ونحن كما ذكرت مسبقًا شعب معطاء نخرج ونعطي أحيانًا ولكن في دواخل أنفسنا قد نكون غير مقتنعين فما هو الحل؟هل الحل أن نترك الحبل على الغارب أو الحل أن نزيد من أفراد مكافحة التسول أم ماذا و ماذا؟ كيف نتجنب الابتزاز الحلال؟ الجواب متروك للدولة والمواطن د/ ممدوح محمد سبحي -مكة المكرمة