تدفق المتظاهرون صباح أمس على ميدان التحرير وانتشروا حول مبنى التلفزيون المصري القريب مقتنعين بأن “هذه فرصتهم الأخيرة للخلاص من نظام الرئيس حسني مبارك” الذي يطالبون برحيله منذ انطلاق حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي. طارق مهندس في الخامسة والثلاثين جاء مع زوجته لأنه “يريد رحيل الرجل الذي لا يسمع إلا نفسه ولا يعمل أي حساب إلا لمصلحته الشخصية”، ويقول: “إنها فرصتنا الأخيرة للخلاص ولإسقاط هذا النظام”، ويؤكد طارق أنه اتفق مع أصدقائه على التجمع أمام مبنى التلفزيون لأنه “أقرب مكان إلى مقر سكنه (...) ولأننا نريد أي رمز سيادي نتجمع حوله لإسماع صوتنا”. ويتابع: “هو (مبارك) لا يهمه أن تولع البلد كل ما يهمه هو نفسه والنظام. نحن لا نريده لا هو ولا عمر سليمان.. نريدهم أن يرحلوا ثم نجري انتخابات ديمقراطية، ويضيف: “يوجد أشخاص كثيرون يمكن أن يتولوا حكم البلاد وسمعت عن اقتراح بتشكيل مجموعة من المعارض محمد البرادعي وعمرو موسى وأحمد زويل وعدد من القضاة الذين يثق فيهم الشعب”. ويؤكد “المهم الديمقراطية. حتى لو كان اختيارنا خطأ في المرة الأولى سنغيره في المرة الثانية. لا حل إلا أن يرحل وهذه فرصة الناس لأنها بدأت ولابد أن نكمل حتى ننجح”. أما محمد عبدالباقي المحامي من مدينة بني سويف (جنوب القاهر) فقد وصل إلى العاصمة المصرية أمس للمشاركة في مسيرة كبيرة دعت إليها نقابة المحامين من مقرها في وسط المدينة إلى قصر عابدين، غير أنه لم يعد إلى بلدته بل قرر البقاء. ويقول: “بقيت لأشارك في التظاهرات بعد خطاب مبارك. لم يأت بجديد بل أعطى صلاحيات شكلية لنائبه. نريد رحيل مبارك وبعدين ديمقراطية”، وهو يقترح لن “يتولى رئيس المحكمة الدستورية السلطة بشكل مؤقت مثلًا مع الجيش ثم يتم تشكيل حكومة انتقالية لتعديل الدستور وانتخاب مجلس (شعب) ديمقراطي، ويؤكد أن “المهم هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة” وأنه جاء أمام مبنى التلفزيون المصري “لأنه (مبارك) لا يقول الحقيقة”، ويضيف: :إلى متي سيستمرون في الكذب”. من جهته، جاء عبده فضالي من بورسعيد ليشارك في التظاهرات لأنه “يريد عدالة اجتماعية”، ويؤكد “لدي ثلاثة أبناء تخرجوا منذ عدة سنوات وهم بدون عمل والفساد ضارب في البلد من القاع”. ونزل ربيع إبراهيم بيومي المزارع من بني سويف، إلى القاهرة لأنه يريد أن يعبر عن “تعبه”، ويقول: “نحن تعبنا من غلاء المعيشة ومن النظام الذي أكل حقوقنا في كل شيء، لابد أن يرحل، سرق المليارات ويترك البلد لمن معه ينهشون في الشعب ويزورون الانتخابات ويقتلون الشباب”، ويصر أنه “لابد أن يتم حل النظام وننتخب بعد ذلك رئيسًا نزيها”. وكان بيومي يشير إلى تقارير صحافية غير موثقة تابعها المصريون باهتمام وأشارت إلى أن ثروة أسرة الرئيس المصري تبلغ 70 مليار دولار إضافة إلى معلومات نشرتها الصحف المصرية عن ثروات وزراء كانوا من أعمدة النظام قبل أقل من اسبوعين. ويشارك محمد الموظف بالتلفزيون المصري في التظاهرات “منذ اليوم الأول”. ويقول: “أخجل من ذكر مكان عملي بسبب التغطية الإعلامية السيئة “للانتفاضة المصري، ويقول الرجل الذي تعدى الأربعين من عمره: “اريده أن يمشي”، في إشارة إلى الرئيس مبارك. ويتابع: “نريد مؤقتا شخصًا مثل عمرو موسى وبعد ذلك ذلك تجري انتخابات نزيهة ونختار رئيسنا كما في الدول المتحضرة”، ويضيف: “لا نريد عمر سليمان فهو جزء من النظام وسيكمل ما فعله من سبقه”. أما فكري أحمد المدرس من محافظة الشرقية في دلتا النيل، فقد جاء إلى القاهرة “من أجل الثورة والظلم اللي واقع علينا”. ويؤكد أن ما أعلنه مبارك بشأن تفويض صلاحياته “لا يغني ولا يثمن من جوع”، ويضيف: “إنه يريد أن يورث الحكم قبل أن يرحل إلى عمر سليمان لكننا نقول حسني مبارك ونظامه كله يجب أن يرحل لا يبقى منه أحد”.