هل يعاني بعض المسؤولين عن أمانة جدة من جوع في ضمائرهم؟! هل وصلت الثقافة الأخلاقية لدى البعض منهم إلى مستويات دُنيا؟ هل تجاهلنا قاعدة أن المحاسبة تلازم المسؤولية؟ لماذا نتعمّد الإساءة إلى جدة؟! كل يوم يمر عليّ أشعر أننا نقف في آخر الصف، وأن مشاريعنا كلام على ورق وشاشات عرض لا غير. في نوفمبر عام 2009م عقد لقاء من قبل أمانة جدة ممثلة في أمينها السابق مع عدد من المسؤولين بجريدة المدينة (للاطّلاع على إستراتيجية تطوير محافظة جدة، وقد صرح أن المسؤولين عن تطوير أحياء جدة العشوائية دفعوا مبلغ 500 مليون ريال، كما تم إنشاء صندوق بقيمة 100 مليون ريال يستفيد منها المواطنون الذين لا يكفي تعويضهم إيجاد سكن بديل لهم عن المساكن العشوائية التي تم إزالتها لصالح التطوير، وصرح أيضًا أن جدة تحتاج إلى 7 مليارات ريال دعمًا إضافيًّا لتحقيق الجوانب الهامة لتطوير مدينة جدة، وقال إن مجرى السيل الذي تم تغطية 90% منه، سيتم تحويله إلى متنزه طولي بمسافة 12كلم، وسيتم البدء في هذا المشروع خلال عام..!) ونحن الآن في شهر فبراير 2011م وغيره، وغيره من الخطط والمشاريع الخيالية، عرض أذهلني كما أذهل الحاضرين، ويمكن للقارئ الاطلاع على تلك المشاريع على الموقع: www.jeddah.gov.sa/strategy وأترك لكم الرأي والتعليق. فقد جفّت أقلامنا من الكتابة بالتلميح حينًا والتصريح أحيانًا، وأملنا -بعد الله- في أمير جدة خالد الفيصل، وأنا أثق في مصداقية هذا الرجل الذي لم يترك بابًا إلاّ وطرقه، وسخّر جل وقته وجهده في سبيل إيجاد حلول سريعة لعروسه وعروسنا جدة. خرجتُ من اللقاء، ولم أعلّق، أو أتداخل حتى بكلمة واحدة، خرجتُ وأنا أفترض حسن الظن والأمل فيما رأته عيناي، وما سمعته أذناي، وتوقفت في بهو الأمانة أنظر حولي في ذهول، وعقلي محصور في دوامة من الأمل والحيرة.. الأمل في أن تعود جدة عروسًا، والحيرة من الواقع الذي تعيشه هذه العروس البائس حظها وحظنا معها.. يمكن الفرحة بالمطر كثيرة عليك وعلينا يا جدة!. * مرصد: تِبْقِي يا جدهْ عروس رغم اللي باعك واشترى.. فلأن ساوم وزايد وعَلْتَان استباحك واختفى. [email protected]