كان وزير الثقافة المصرى الدكتور جابر عصفور في قمة النشاط والحماس أثناء اجتماعه بقيادات وزارة الثقافة الذى خصص لوضع الخطط الجديدة للوزارة وتوزيع الأعباء على القيادات.. وحسب مشاركين في الاجتماع فإن عددا من قيادات الوزارة أبلغوا الوزير بأنهم يرغبون في الاستقالة لولا أنهم لا يريدون المزايدة عليه، ورد الوزير بأنه لا يهمه ذلك وأن موقفه قوي ومن يرغب في الاستقالة فعليه أن يبادر. واستمر الاجتماع حتى الثالثة ظهر أمس الأول ليغادر بعده الوزير إلى منزله، وفي الساعة الرابعة والنصف أرسل الوزير استقالته من منزله. وفوجئت وقيادات الوزارة بالاستقالة وكان التساؤل الذى شكل قاسمًا مشتركًا بينهم: ماذا حدث في الساعة والنصف الفاصلة بين الاجتماع والاستقالة. أربع سيناريوهات حاولت الإجابة على التساؤل من خلال معلومات حصلت عليها المدينة من قيادات الوزارة وأفراد من أسرة الوزير.. السيناريو الأول: يقول إن الوزير بعد الاجتماع وفي طريقه للمنزل تلقى عدة مكالمات من أدباء ومثقفين ومفكّرين أوصلوا فيها معاتبتهم على قبول المنصب الوزاري في هذه الظروف؛ مما أدى إلى إصابة الوزير بأزمة قلبية واضطرت أسرته لاستدعاء طبيبه، وكان القرار هو الاستقالة . ويقول السيناريو الثاني: إن الوزير بعد خروجه من الاجتماع بالوزارة نما إلى علمه أن عددًا كبيرًا من المثقفين والعاملين بالمجلس الأعلى للثقافة يعدون لمسيرة (خرجت بالفعل اليوم) تندد به شخصيًا وتنضم إلى معتصمي ميدان التحرير مما دفعه إلى اتخاذ قرار الاستقالة استباقًا للمسيرة والتهجم عليه. وهناك سيناريو ثالث يقول: إنه طلب منه ضمن مهامه كوزير أن يقوم بجهد ما لتجييش المثقفين خلف النظام واحتواء احتجاحهم. هذه المهمة التى رفضها إلى حد الاستقالة. والسيناريو الرابع ليس ببعيد عن سابقة وإن اختلف في خاتمة المشهد حيث تردد أنه طُلب منه أن يستقيل بعد فشله في احتواء غضبة المثقفين. وفيما يتعلق بمن سيخلف الدكتور جابر عصفور في حقيبة وزارة الثقافة سربت شائعة متعمدة من قبل الجهات الرسمية عن “توزير” أشرف زكي نقيب الفنانيين إلا أن الشائعة قوبلت برفض كامل من قبل الأوساط الثقافية.. وطبقًا لمصادر وثيقة الصلة فإن عددًا كبيرًا من المفكّرين والمثقفين رفضوا المنصب.. ويبدو أن ثمة اتجاه قوى لتكليف الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار بالإشراف بشكل مؤقت على وزارة الثقافة.