يعاني أهالي خميس مشيط ،من اغلاق المدخل الرئيسي من الجهة الغربية باتجاه أبها الذي يعد الشريان النابض للمدينة( مشروع نفق تقاطع الصناعية مع طريق الملك فهد ) .. إلا إن طول إغلاقه لفترة تتعدى اربع سنوات وبضعة أشهر أثار الكثير من الاسئلة حول طول المدة غير المبررة كونه من أهم المشاريع المتعثرة في المنطقة و حينما شرعت إحدى الشركات في تنفيذ مشروع تحسين الطريق في مدة يفترض ان تكون ( سنة) لم يتوقع الاهالي أن تمتد الى سنوات أخرى وفي اتجاه واحد مما فرض حالة من التلبك المروري وتسرب القلق من احتمالات طول المدة اذا ما بدأ التنفيذ في الاتجاه الآخر.. إلا أن المشروع توقف عن العمل نهائياً منذ عدة أشهر .. !! ووقعت إشكاليات بين المقاول والبلدية ، أثرت سلباً على انجاز المشروع ، بالإضافة إلى اختناقات مرورية وحوادث يومية، فيما أشارت البلدية الى أن المشروع عند الانتهاء منه سيخدم المحافظة ويحرر الحركة من وإلى أبها . أخطاء هندسية: يقول كل من عبدالله الشهراني ومحمد القحطاني : النفق الذي طال انتظاره لن يحقق الهدف الذي اعتمد من أجله في ظل بقاء مسار أهم شوارع المدينة دون تصحيح، وما لم يتم تعديله فلن ينجح المشروع في القضاء على مشاكل الزحام ولا احتواء الكثافة المرورية التي تعاني منها مداخل المدينة وشوارعها الداخلية. وطالبا بلدية خميس مشيط بالقيام بمسؤوليتها تجاه الأخطاء الهندسية التي تم ارتكابها عند تخطيط الشوارع، والعمل على معالجتها قبل أن يجد العابرون أنفسهم محاصرين في شوارع المدينة نتيجة سوء التخطيط. حلقة مفرغة: ويؤكد المهندس عبدالله العمري صاحب مكتب العمري للاستشارات الهندسية أن الإنسان العادي يمكنه أن يلحظ الخطأ الهندسي الذي يعاني منه الشارع مشيرا إلى أنه بوضعه الحالي لا يخدم سكان المدينة ولا تتحقق الاستفادة منه حتى لو تم الانتهاء من النفق، وقال العمري إن الخطأ يتضح من خلال الحد من امتداد الشارع وقطع الطريق أمام العابرين، فهو يتوقف بالقادمين من الشمال والغرب في طريق الملك فهد الذي يخترق المدينة ويقسمها إلى نصفين وليس أمامهم إلا العودة من حيث أتوا. وفي المقابل فإن الطريق يتوقف بالقادمين من الأحياء الشرقية والجنوبية في الجانب الثاني من طريق الملك فهد وليس أمامهم إلا العودة من حيث أتوا أيضا، مستغربا أن توافق الجهات المعنية على تنفيذ الشارع بهذا الشكل الخاطئ فقد تم تحويله إلى طريقين لا رابط بينهما مع أنه كان بالإمكان تنفيذه عبر مسار واحد يربطهما مباشرة ليصبح طريقا دائريا يخدم كافة أحياء المدينة ويربط بين شوارعها بما يسهم في إنسيابية الحركة المرورية، ويحد من معاناة العابرين الذين سيجدون أنفسهم مضطرون للدوران في حلقة مفرغة أو قطع مسافة طويلة للوصول للجهة الأخرى. رجال الاعمال : من جهة أخرى جدد رجال الأعمال في مدينة خميس مشيط مطالبهم بسرعة العمل على إنجاز النفق الذي وقف عائقا أمام أنشطتهم الاقتصادية وتسبب في تعرضهم لخسائر كبيرة تتجاوز الأربعين مليونا نظرا لضعف الإقبال على محلاتهم, فيما فضل عدد من أصحاب المحلات والمطاعم إغلاق محلاتهم نظرا لإغلاق الشوارع المؤدية إليها ولعجزهم عن توفير دخل لسداد الإيجار وشراء البضائع. خسائر جسيمة: وفي ذات السياق أكد رجل الأعمال محمد الغروي أنه خسر أكثر من ستة عشر مليون ريال منذ بدء العمل في إنشاء النفق، مشيرا إلى خسارته ما يزيد على أربعة ملايين سنويا بعد أن رفض عدد من المستأجرين تجديد عقودهم في مجمعه التجاري والسكني المحاذي للنفق والمكون من خمسة وسبعين محلا، وقال الغروي إنه اضطر إلى التنازل عن الإيجار طوال مدة التنفيذ لضمان بقاء المستثمرين. ******************** رئيس البلدية: وظائف متعددة للمشروع من جهته وعد رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور عبدالله الزهراني بالقضاء على مشاكل الحركة المرورية بمجرد الانتهاء من أعمال النفق مؤكدا أن المشروع يشمل الشارع المشار إليه بحيث يكمل تقاطعين مهمين في المحافظة وهما تقاطع الصناعية القديمة وكذلك تقاطع شارع الأربعين عتود حيث يوجد جسران سوف تقام فوق النفق لربط هذين الطريقين مع طريق الملك فهد بالإضافة إلى وجود دوارين باتجاه المحافظة للعائدين لوسط المدينة وكذلك دواران للعائد إلى أبها. وأشار إلى أن المشروع يؤدي عدة وظائف بالإضافة للوظيفة الرئيسية للنفق وهو تحرير الحركة باتجاه أبها ذهاباً وإياباًَ ليصبح طريقا حرّ الحركة، إضافة إلى فتح طريق الأربعين عتود الذي ظل مغلقا ولم تتم الاستفادة منه منذ إنشائه من مدة طويلة ، يذكر أن مدينة خميس مشيط تشهد كثافة سكانية عالية حيث بلغ عدد سكانها حسب إحصائية التعداد السكاني في شهر رجب الماضي تسعمائة وخمسين ألف نسمة، ويعاني سكان المحافظة من صعوبة الحركة المرورية خاصة تعثر إنجاز النفق حيث خلق أزمة سير حقيقية مع بدء العمل في النفق منذ أربع سنوات.