كلما أعيد «خبص الورق» على الطاولة اللبنانية «المستديرة»، أعاد «الأخ/ أنا» اقتراحه الاستعانة بالسيدة/ «فيروز»، بوصفها رمزاً لايمكن أن يتناطح عليه «كبشان علُّوشان» بلغة «التوانسة» ولا «تيسان»، ولا «ديكان»، ولا «ثوران»، ولا حتى «مزيونان» من أية منقية! لن تجد لبنانياً ولا «مُتَلَبْنِنَاً»، ولا عربياً ولا مستعرباً يجادلك في «الحلا كله»! في عام 2007م كان منصب رئيس الجمهورية شاغراً، فقلنا في مقالة بعنوان/ «انتخبوا إم زيييياد»: «ما إِلْكُنْ غيرا» تتوفر فيه كل الشروط حتى الطائفية؛ فهي «سريانية» الأب، لكنها ابنة السيدة «ليزا البستاني»، سليلة العائلة «المارونية» العريقة، والبنت تطلع لأمها طبعاً! ولكن القوم كالعادة ظنوا أننا نهزل، وما أوسع الفرق بين السخرية والهزل! وظل المنصب شاغراً، إلى أن اتفقوا على رجلٍ وطني محترمٍ حقاً، هو الرئيس العماد/ «ميشيل سليمان»! وخيرها في غيرها يا «إم زيييياد»! وما أكثر الفرص في الساحة اللبنانية الودود الولود! ثم أجريت الانتخابات الديمقراطية الحرة النزيهة الشفافة، واقترحنا أن توضع صورة «فيروز» مكان «الأرزة» العتيقة، في العلم اللبناني، مع تسجيل أغنيتها الشهيرة: «بحبك يالبنان» على الخطين الأحمرين، ليكون بذلك أول «علم صوتي» في العالم! وكنا نقصد جادِّين جِدَّاً لاهوادة فيه أن تكرَّم هذه المعجزة الخالدة، بالتفاف اللبنانيين حولها مهما اختلفوا! واعتبرها القوم من جديد نكتة «يا ألله شو مهضومي»! ولكن «البعض» خاف من شعبية «الحلا كله» فعلاً، فقرر أن «يحلِّي» بها قبل أن تلتهم «آذار» كله! وشن عليها هجوماً شرساً لمشاركتها في احتفالات «دمشق عاصمة للثقافة 2008»! بينما اكتفى «البعض الأبعض» الآخر بأن أعداها بفيروس الخلافات، فما إن مات «منصور الرحباني»، حتى طفح الخلاف العائلي على السطح، وبدأ الأولاد ينهشون جثث آبائهم! والتزاماً بالحياد على الطريقة اللبنانية: حادت «فيروز» إلى أولاد «عاصي»، وأباحت لهم تاريخها وتاريخه ليستثمروه مادياً، عناداً في أبناء عمهم، دون أن يعرفوا جميعاً قدره معنوياً، ورمزياً وطنياً ثقافياً! ولم تقف «أم زياد» عند هذا، بل عادت لتغني دعماً «لاستثمارهم» بحبالٍ صوتيةٍ مترهلة، لن نقول فيها أكثر مما قاله أستاذنا الساخر/ «سعد الثوعي الغامدي» عن «محمد عبدالوهاب»، حين حَشْرَجَ «من غير ليه» بصوته التسعيني ال...اسألوا «الثوعي»، رحمه الله! ولكننا نهيب بها، حفاظاً على «بقايا الحلا كله»، أن تنتفض، وتشق الصفوف إلى وسط بيروت، برفقة العماد/ «وديع الصافي»، آخر الباقين من زمنها الجميل، وتحرك شفايفها فقط بتقنية «البلاي باك» بمقطعها الشهير: «حبيبي نده لي/ افتحوا لي الطريق/ حبيبي وطني/ يادهبي العتيق»! ولن يكون لبنانياً، ولا «متلبنناً» من لم يبادر لمبايعتها «رئيسة حكومة تصريف» أبدية! وللتغلب على الشرط الطائفي، لن تتردد «أم زياد» في التحول إلى الطائفة «السنية»، وتقديم نموذج وطني مخلص، يضحي بكل شئ لتحيا «لبنان»! وكله «تصريف في تصريف» ياخيي!