مع قرب الاختبارات التحصيلية للفصل الدراسي الأول من هذا العام الدراسي، يصاحب هذه الفترة بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب.. وإنما لدى أسرهم أيضا.. ولعل القلق الطبيعي الذي يؤدي للتحفيز والاستعداد للاختبارات في المعدل الطبيعي أمر مألوف وجيد لتجاوز تلك الاختبارات بنجاح وتفوق. ولكن عندما يأخذ القلق أعراضا غير طبيعية كعدم النوم المتصل، وفقدان الشهية للطعام، وعدم التركيز الذهني.. وتسلط بعض الأفكار الوسواسية، وبعض الاضطرابات الانفعالية والجسمية، فهذه هي حالة قلق الاختبار. فكيف نحمي أبناءنا من قلق الاختبارات؟ ولحماية الأبناء من قلق الاختبار. تتوزع الأدوار على ثلاثة محاور: الأسرة، والطالب، والمعلم. وسأتحدث في هذا المقال عن تلك المحاور الثلاثة بمشيئة الله. المحور الأول الأسرة. إن دور الأسرة في تخفيف حدة القلق عند الأبناء في الاختبارات يكون من خلال توفير الجو المناسب والمريح في المنزل للأبناء،الاهتمام في التغذية الجيدة للأبناء، مساعدة الأبناء في استذكار دروسهم، عدم نزع الثقة من نفس الطالب وذلك من خلال العبارات الجارحة، أنت فاشل...!... ونحوه من عبارات التثبيط ومحفزات القلق، عدم تكليف الطالب أو الطالبة بأعمال ثانوية في المنزل، إحضار الطالب في الوقت المحدد للاختبار، ثم رجوعه إلى المنزل بعد نهاية الاختبار وعدم ترك الحرية له للذهاب كيف يشاء، ومع من يشاء ومراقبة الرفقة التي يذهب معها الطالب، عدم الضغط على الطالب للتفوق فإن ذلك ربما أدى إلى زيادة القلق مما يؤدي بالطالب للفشل في تجاوز الاختبارات في نجاح وتفوق. على الأسرة تجنب التنشئة الخاطئة والفكرة التقليدية حول الاختبارات بأنها تحتاج الى عزلة تامة وأنه يجب على الطالب مواصلة ليله مع نهاره لتحقيق النجاح. أما ما هو دور الطالب لتجاوز فترة الاختبار بدون قلق؟ فلعله يجب على الطالب لكي يجتاز الفترة بدون قلق، أن يثق بالله عز وجل ويحافظ على الفروض والواجبات الدينية، وترديد الأدعية التي تؤدي إلى الطمأنينة والراحة للنفس، واستذكار دروسه جيدا ووضع جدول لكل مادة يتناسب مع حجم المادة المستذكرة، والابتعاد عن المنبهات فلها المردود السيئ على تركيز الطالب في الاختبار، النوم مبكرا ليلة الاختبار، يقول أحد علماء النفس إن الخلود لنوم كافٍ ليلة الاختبار يجعلك تتذكر ما قرأته منذ شهر، استذكار الدروس بتركيز وتمعن وتعزيز جانب الفهم في التحصيل، لا تفكر فيما مضى وكن مع الوقت الآن. حاول استرجاع المنهج بشكل سريع، رؤوس أقلام. هناك بعض الموضوعات يجب التركيز عليها ليلة الامتحان. عدم إجهاد الجسم والعقل أكثر من طاقته، دوّن الموضوعات التي تريد استرجاعها من المذاكرة وبشكل سريع. أما بالنسبة للدور الثالث والأخير، فإنه دور المعلم وهو دور فعال لجعل الطالب يتجاوز الاختبار بدون قلق ويكون ذلك من خلال اتباع المعلم للتوجيهات والإرشادات، التي وضعتها وزارة التربية والتعليم للقضاء على فوبيا الخوف عند أبنائنا الطلاب، كمراعاة الفروق الفردية عند وضع الأسئلة، وأن تكون شاملة للمنهج، وأن تكون موضوعية، ولا تكون تعجيزية. محمد حمدي السناني - المدينة المنورة