إن مواكبة التقدم والمدنية والحضارة والرقي والوصول إلى العالم المتقدم ليس بالأمر السهل واليسير كما يعتقد البعض..! ولكن يمكن أن يحصل ذلك بعزيمة الرجال الأشاوس الذين يخدمون الوطن بإخلاص وتفان ويكونون أمناء عليه وأوفياء صادقين له..! وتكون ضمائرهم نقية مُغلفة بمخافة الله وبمبادىءالعقيدة الإسلامية التى تحث على عدم النصب والاحتيال والسير في طريق الفساد الإداري وبذلك يتقدم الوطن ويرتقي بمشيئة الله..! ومن وسائل التقدم ومواكبة العصر جلب التقنية الحديثة إلى الوطن حتى تريح المواطن وتقضي على الصداع الذي يسببه الروتين والبيروقراطية عند مراجعته الإدارات الحكومية..! ففي الدول الراقية لا يوجد روتين ولا بيروقراطية ولا زحام للمراجعين ولا تكدس للمعاملات ونسبة الانتظار عندهم صفر..؟ وهذا ما يجعل مواطنيهم في قمة الرفاهية والراحة النفسية.! بينما عندنا نسبة الانتظار في بعض الإدارات الحكومية يصل إلى سنوات والسبب هو عدم توزيع المهام وبقاء المركزية في مبنى واحد وتحت مظلة واحدة وعدد محدود من الموظفين. وهنا نشيد بأمانة المدينة التي نفذت الحكومة الإلكترونية ووزعت المهمات بالسماح للقطاع الخاص بتنفيذها وبذلك تكون قد بدأت تخطو خطوات نحو الرقي..! وفي الرياض بدأت الجوازات في فتح فروع لها موزعة على أنحاء الرياض تقوم بمهمات التجديد وإصدار الجوازات والإقامات وبذلك نجحت في التغلب على المركزية في منطقة واحدة مما يرهق ويتعب المواطن ويأخذ من وقته الكثير خصوصاً إذا كان موظفاً أو طالباً..! وكنا نتمنى أن تعمم هذه الفكرة على أنحاء المملكة..! وشركات الخدمات مثل الكهرباء والهواتف وغيرها ما زالت تطبق هذه الأنظمة.! ولابد أننا سمعنا عن العربة المتحركة (آمر) الحكومية في دبي التي تجنب التعب والعناء وإلإرهاق لمواطنيهم فتذهب إليهم أينما كانوا..! ونحن في بلدنا نحتاج لمثلها في المدن الكبيرة توزع في الأحياء..! والأهم الذهاب بها إلى القرى والهجر لراحة المواطنين وإنجاز معاملاتهم إذا كان يهمنا راحتهم..؟ فهم يتكبدون المشاق من أجلها..! والقلب يعتصر ألماً وحُزناً عندما نرى بعض المتقدمين في العمر والمرضى من رجال ونساء نجدهم من الصباح الباكر جالسين (القرفصاء) في البرد القارس وفي الصيف الحارق ينتظرون متى تفتح هذه الإدارة أو تلك؟ وقد أتوا من القرى والهجر وتحملوا مشاق السفر ليجدوا بكل بساطة وبرودة دم من يقول لهم دون أدنى مراعاة لما تكبدوا من عناء راجعونا بكره..؟ فلماذا لا يستعان بمثل هذه العربات الحكومية والتجوال بها في القرى والهجر وحل مشاكل الناس وقضاء حاجاتهم وإنجاز معاملاتهم وإراحتهم من مشاق السفر مراعاة لظروفهم الصحية والمادية القاسية مع الأخذ في الاعتبار شيخوختهم.! فهل نفعلها؟ [email protected] فاكس 048470836