أن يختلس موظف من عمله أو أن يسطو لص على منزل أو محل تجاري أمر اعتدنا على قراءته وسماعه بوسائل الإعلام المختلفة ولكن أن يُقدم لص على سرقة نجيلة أرض ملعب فهذا أمر غريب!. لقد طالعتنا إحدى الصحف المحلية الأسبوع الماضي بقيام مجموعة من اللصوص بسرقة أرضية ملعب صناعية «نجيلة « لحديقة ترفيهية تقوم بلدية حي السامر بمهد الذهب بتشييدها لخدمة أبناء المحافظة، حيث أقدم اللصوص بعد منتصف الليل باجتزازها من مواقع مختلفة من موقع التشييد. بالرغم من أن هذه السرقة تمت بعد منتصف الليل ولكن هناك سرقات وتعديات على أملاك خاصة وممتلكات عامة تتم في وضح النهار، فكم من أرض تم الاستيلاء عليها!. ما الذي حل بمجتمعاتنا ليتفشى فيها الفساد وينخر في عظامها بهذه الطريقة البشعة؟ هل أصبح الفساد واستباحة المال العام سلعة رائجة وسمة لهذا العصر؟! هل سيطرت المادة على عقول وأفئدة بعض النفوس الضعيفة لهذا الحد حتى أصبحت الثقة والأمانة عملة نادرة لهذا العصر؟! هل الكسب السريع وبشتى الوسائل هدف مشروع وشعار يطلقه البعض؟! إحدى الدعابات التي أعجبتني عن نكران عمل الشيطان (والذي أعتقد أنه تفضل به على بعض العباد) حيث صمت ودموعه تسيل من عينيه الماكرتين ويرتجف ذيله المعقوف ألماً وغضباً بعد أن رأى ثمار عمله على أحد المرتشين واللصوص بعد جمع ثروته، فاستجمع أحدهم قواه متسائلا ومواسيا له: عجباً لك أيها الشيطان.. كان الأجدى بك الآن أن تفرح بنجاح مُريديك ولا تحزن فقد أغويتهم وزينت لهم الدنيا ونهبوا ثروات البلاد والعباد فلماذا البكاء والعويل بعد أن حققت مبتغاك؟ وهنا لطم الشيطان وجهه وشدّ قرنيه وصرخ كيف أفرح؟ ألا ترى أن هذا الناكر كتب على بوابة قصره؟!.. (هذا من فضل ربي). همسة: إذا كان السارق يكذب فإن السرقة ذاتها لا تكذب، تلك هي الحكمة القديمة التي لم تحققها العدالة حتى الآن وإن الفضيلة والأخلاق لا تفرضها السطوة وإنما تغرس في النفوس وتتوارثها الأجيال.