أكد مدير عام إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهدلق أن المناهج الدراسية لا علاقة لها بالانحراف الفكري أو الارهابي، مشيرًا إلى أنها تعزز الامن الفكري. وأضاف أن الجرعة الدينية في المناهج في العقود السابقة كانت أكبر من الآن ولم تظهر أي مظاهر بوادر للإرهاب أو الانحراف. وقال إن ما يؤكد هذا الامر أن غالب المتأثرين بالانحراف الفكري هم من الشباب ما بين 18- 25 سنة ممن لم يكملوا تعليمهم الدراسي. وأشاد بالتحرك الجديد لدى وزارة الشؤون الاسلامية والرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال الامن الفكري، الى جانب مساهمة الجامعات من خلال توجيه الدراسات العليا الى الامن الفكري، وقد بلغ عددها حتى قرابة 50 رسالة ماجستير ودكتوراه في هذا المجال. ودعا ضرورة وجود مؤسسات تحتوي الشباب وتوجههم التوجيه الصحيح من خلال برامج متنوعة تناسب ميولهم وتوجهاتهم مثل الاندية الطلابية الرياضية والاندية الثقافية والاندية الصيفية التي حققت تميزا كبيرا خلال السنوات الماضية وأن تكون طوال العام ولا تقتصر على فترة الصيف فقط. جاء ذلك خلال ندوة (الاستراتيجية الثقافية الوطنية للأمن الفكري)، الذي ينظمها قسم النشاط الثقافي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للبنين يوم امس. واستعرض الهدلق في بداية محاضرته مفهوم الأمن الفكري مقابل الانحراف، ودور الفكر وأهميته، ومفهوم الأطياف الفكرية مع عرض لنموذج توضيحي للطيف الفكري بعنصريه المتشدد والمتحرر، واثار الانحراف الفكري، ومظاهره، وأسبابه، ومصادر الاطياف الفكرية في المجتمع السعودي، واستراتيجيات التعامل مع الانحراف الفكري، ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مكافحة الانحراف الفكري. وقدم عرضا تفصيليا لبعض محاور الاستراتيجية مثل نظرية الفاءات الثلاث والمتمثلة في (فتيان ساخطين منظمين + فلوس + فكر منحرف عنيف = ارهاب). ثم استعرض عددا من الاثار السلبية للانحراف الفكري وتشمل الاثار اجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية والتنموية وتشمل إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وتشويه سمعة المملكة، مما يجعل أعداء الاسلام عموما والمملكة على وجه الخصوص يتصيدون هذه الامور ويتهمونها بانها راعية للارهاب. وتناول تفصيل استراتيجية وتر وتضم (وقاية وتأهيل ورعاية) مفصلا دور كل عنصر من هذه العناصر. بعد ذلك تحدث المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن محمد الدبيان، منوها بدور رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس المجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية. ودعا الدبيان الى إنشاء إدارة أو وحدة لرعاية الفكر بوزارة التربية والتعليم وبجميع ادارات التربية والتعليم. وقال اننا سنعمل من الغد على تكوين ورشة عمل من المشرفين التربويين في ادارة التعليم من اجل دراسة هذه الاستراتيجية والاستفادة منها لوضع برامج يتم تفعيلها في المدارس. عقب ذلك تم فتح باب النقاش بين المحاضر والحضور.