• إذا لم تجد فكرة لكتابة مقال يومي ينقذك في الزمن المحدد فلا تهتم، وستكون فكرة الكتابة عن “السعودية” والسفر ومعاناة الحجز والانتظار مادة مشوقة، والحقيقة أنها ليست سوى طعنة في صدور بعض المخلصين من أبنائها، الذين يعملون ليل نهار، وأولئك الصغار الذين جاءوا بعد مغادرة العواجيز أمثالي في برنامج التقاعد المبكر، وهي خطوة كانت ذكية نُفِّذت بطريقة عشوائية، هذه الفكرة التي سيكون لها الأثر الجيد بعد انتهاء منظومة التطوير التي تحتاج لمزيد من الوقت، كما تحتاج للمال، والذي بدونه يستحيل أن تنجح أي شركة طيران، لأن صناعة الطيران وعالمه وإدارته هي صناعة مكلفة جدًا، ليضيف لحفلة المتاعب متاعب أخرى بسبب قِدَم الآلات المساندة للتشغيل في بعض مطارات المملكة، وهو العامل الذي يؤثر بقوة في تسريع المهمات وتمكين المسافرين من السفر في الوقت المحدد، هذه هي بعض متاعب “السعودية” التي أثرت في عملائها الذين يحبونها ويرفضون أن تهبط جودة الخدمات فيها إلى أدنى من توقعاتهم، وهي ليست سوى فترة زمنية بسيطة ومن ثم تعود الأمور لطبيعتها ويعود الناقل الوطني إلى عالميته وريادته ولا أحد يكره النقد الهادف كما لا أحد يحب تحبيط الهمم وقتل الطموح، لا سيما البعض يمارس المهمة بقسوة مفرطة لدرجة أن يصفها بالموت، وهو فعل ربما يتسبب في إفشال الخطط التطويرية كلها، وعلى أي حال لست أنا في مكان المدافع عن “السعودية”، وعلاقتي بها انتهت، ولم تنته، بعد تقاعدي المبكر، لكني آمل أن تنتهي “السعودية” من خططها سريعًا لكي تفاجئ عملاءها بخدماتها الجيدة. • وبالأمس كنت في “السعودية”، وبالصدفة كان المصعد المكان الذي مكنني من سؤال مدير عام التوظيف عن عدد الوظائف الجديدة وعدد المتقدمين لها وكانت إجابته بعفوية حين قال لي ربما لا تتجاوز المائة وظيفة وربما وصل عدد المتقدمين ما يقارب من ال(58000) متقدم، وهو تصريح طائر، حيث اعتقد أنني ما زلت موظفًا في العلاقات العامة، ولو يعلم غير ذلك لما صرَّح بذلك، على أي حال ليست القضية التصريح، بل القضية هي البطالة التي تغتال الخريجين، وفي هذا منتهى الخطورة على الوطن كله ومكتسباته، ومن يقول غير هذا أقول له: الجوع لا يرحم ولا الفراغ، وكليهما أمرّ من الصبر الذي يستحيل أن يصمد إلى ما لا نهاية طالما أن بعض أصحاب القرار لا يشعرون بويلاته، ومن هنا فإني لا آمل أكثر من أن تنتهي حكايات العبث من خلال الحلول الفعالة لكي لا تكون الحكاية في نسبة لا هي بالخيالية ولا بالمختلة في ناتج القسمة هذه، التي جعلت نصيب الفرد فيها وظيفة واحدة لكل 850 متقدمًا وهي مصيبة حقيقية لا بد من تداركها في أسرع وقت ممكن. • خاتمة الهمزة.. هي مني لكل العاملين بالخطوط السعودية في قولي لهم بأن التاريخ لا يهدي للحاضر المفاجآت، كما أقول لهم كونوا أجمل من توقعات عملائكم فيكم لكي تجنبوها النقد اللاذع الذي يهوي بطموح وإرادة المهتمين بصناعة القرار، فهي في ذمتكم.. هذه خاتمتي ودمتم.