العودة لأحداث التفجيرات الكئيبة تتجدد وتطارد الامم من عام لآخر ويغلب عليها الطابع السياسي او الديني ويستهدف زلزلة وحدة الشعوب وضربها من الداخل باحتدام الصراعات في محاولات متبادلة لرد الاعتداء بمثيله بين افراد الامة الواحدة مما يثير مظاهر الفتنة الشرسة بأقبح صورها فتتعطل مسيرة النماء والنهضة وتنشغل الامة عن متابعة قضاياها المصيرية المعلقة والمستجدة، ويضع ذلك المنطقة في حالة من المخاوف والغليان. هذه العمليات القذرة الملوثة بدماء الابرياء التي تتم في اي بقعة من الوطن العربي الاسلامي، تدل على ان هؤلاء المتسترين والمأجورين المرتزقة المنفذين والممولين لها لديهم اطماعهم السياسية بالدرجة الاولى فهم فئات فاشلة عاجزة عن تحقيق مآربها واطماعها نحو الحكم والهيمنة والسيطرة واحتلال مراكز القوة بالدول. فتجدهم دوماً يختفون في الظلام كالخفافيش والبوم يحيكون ويدبرون المؤامرات ويجمعون الاموال بالباطل بينما هم يلعبون لعبة كبار المخربين والمفسدين في الارض بلا رحمة ولا انتماء. إن العام الهجري والميلادي 1432ه 2011م قد بدأ برغبة مؤكدة لدى محبي السلام والوفاق رغم هذه الوحشية المتسلطة على تلك العقول باختلاف اساليبها الدموية وتوجهاتها المدمرة ومللها المحرفة وهي لن تنال من ارادة الشعوب التي تجنح للسلام والاخاء وتحتكم الى طاولة المباحثات وتسعى لتحقيق العدالة واسترداد الحقوق بالأساليب القانونية المشروعة. وعلى جانب من هذه الصورة القاتمة لوقع الاحداث المأساوية نرى دوماً صوراً متفائلة مبشرة في اجيال صغيرة ينطلقون راكضين نحو بعضهم البعض من كل الملل والمعتقدات اذا ما جمعتهم الصدفة او المناسبات المتعددة هنا او هناك في محيط واحد، نجدهم يتصافحون ويتبادلون النظرات واللفتات واللمسات الانسانية الاخوية والتحيات والتبريكات والتهاني. ونجدهم في قمة التفاهم سوياً بكل البراءة والعفوية ودون اي حاجة لاستخدام لغة الكلام فكل منهم لا يفهم ابجدية لغة الاخر ورغم ذلك يصلون لاعلى درجات التعارف الانساني رغم صغر عمرهم. ونعجز نحن الكبار عن التفاهم بنفس السرعة والبساطة التي يتمتع بها اطفال العالم اجمع. فهم المثل الحي الواقعي المناهض لشراذم المخربين الذين يشوهون النفوس والعقول وينشرون القطيعة والانفصام والشرور والعداء تجاه الآخر؟! SalwaMosly.jeeran.com