تخيّل أنك ذهبت الى أحد محلات السوبر ماركات الكبيرة المنتشرة فى مختلف ارجاء جدة العامرة بالمولات.. وبعد جولة طويلة داخل ردهات المول انتهى بك المطاف لتختم جولتك بالتسوق من السوبر ماركت الكبير.. وهذا بالطبع يلزمه من ساعة الى ساعتين لتتسوق مستلزمات بيتك خاصة لو أنك كنت من هؤلاء الذين يفضلون شراء مستلزمات البيت كل اسبوعين.. وبعد ان انتهيت وقفت أمام الكاشير لتدفع قيمة ما تسوّقت.. لاشك ان جولة التسوق تلك انهكتك لدرجة انك تريد دفع الفاتورة على عجل لتغادر المكان فورا خاصة لو أنك انتظرت فى طابور طويل أمام الكاشير.. ولكن ماذا لو أنك اكتشفت - بعد ان تكون قد غادرت الى البيت - ان الفاتورة تحمل ضعف مبلغ قيمة مشترواتك؟؟ ! هذا ماحدث بالفعل مع أحد المواطنين.. بعد أن قام بالتبضع في أحد محال السوبر ماركت اكتشف أن الكاشير ضاعف ثمن إحدى السلع ليتحول مبلغ الفاتورة من "225" ريالا إلى "430" ريالا الأمر الذي دفعه للعودة من البيت مرة أخرى لمراجعة الكاشير واسترداد فارق السعر،رغم الاجهاد في جولة التسوق.. لهذا فان شعار " راجع فاتورتك تضمن حقك " يجب ان يكون امامك دائما وخاصة عند تقرر القيام بجولات التسوق. " المدينة " قامت بجولة استكشافية على عدد من مراكز التسوق والسوبر ماركت بجدة لرصد هذه المشكلة حيث أكد عدد من المواطنين والمقيمين المرتادين للاسواق أن كثيرا من المتسوقين تواجههم مشكلة خطأ الكاشير في الفاتورة أما بمضاعفة سعر أحد المنتجات أو اختلاف سعرها عند الدفع عن السعر الموضوع على الرف أو في العرض التخفيضي الأمر الذي يثير مخاوف المستهلكين من احتمالية التلاعب بالأسعار واستغلال الفرد قائلين: " راجع فاتورتك تضمن حقك "، فيما كشف عدد من المتعاملين في السوق أن هذه المشكلات ترجع لعدة أسباب لا يتعمدها الكاشير مشيرين إلى أن الزبون يشتكي من اختلاف السعر فقط في حال كان أعلى من المدون على المنتج، بينما لا يطالب بالفرق حين تكون أسعار المنتجات متراجعة. يقول محمد الغامدي احد المستهلكين: " إن الخطأ وارد وغير متعمد من قبل الكاشير إلا في حالات نادرة لكن من حق الزبون أن يستفسر عن الاختلاف في السعر ويطالب باسترجاع حقه عندما يكتشف اختلاف السعر عن المدفوع في الفاتورة كما على الزبون أن يتفهم أن الاختلاف في السعر قد يرجع لأسباب خارجة عن الإرادة كالوقت والازدحام " فيما يقول فيصل باعشن: " نذهب للسوبر ماركت دائماً وعادة لا نراجع الفواتير إلا في حالة الشراء بمبالغ كبيرة تتعدى الف ريال لكن صادف في يوم أن اشترينا فيه أغراضا ليست كثيرة وبعد ذهابنا للمنزل وقمنا بمراجعة الفاتورة لاحظنا وجود سلعة تم حسابها مرتين الأمر الذي دفعنا لمراجعة إدارة السوبر ماركت واسترجاع فارق السعر" وأضاف باعشن: أرى أن تدقيق الفاتورة له أهمية كبيرة فهو يضمن حق المستهلك ويمكّنه من استرجاعه في حالة حدوث مثل هذا الأمر مطالباً بضرورة التزام المتاجر بوضع الأسعار على جميع المنتجات المعروضة حتى يتمكن المشتري من اختيار المنتج الذي يتناسب معه ومع ميزانيته خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية ومحدودية الدخل. وتقول حنان السهلي ربة منزل: " نذهب للسوبر ماركت كل 15 يوما لذلك فتكون قائمة المشتريات كثيرة وأحياناً نشترى أصنافا مخفّضة في العرض وبعد دفع الحساب نجد أنه محسوب بالسعر الأساسي وبمراجعة الكاشير يقول هذا ما هو مدوّن أمامي فنرجع الصنف أو نضطر لأخذه بالسعر غير المخفض لاحتياجنا له. أما المواطن محمد الخطابي فيقول: ذهبت لسوبر ماركت قريب لمنزلي وبعد الشراء ومحاسبة الكاشير اتضح أنه رجع لي الباقي ناقصا و عندما أعلمته بذلك اعتذر لعدم انتباهه ولوجود زحام شديد وأرجع لي المبلغ المتبقي. *الخطأ وارد وعن مدى تقبّل رجال البيع للخطأ يقول زين الشيخي كاشير سوبر ماركت: " تواجهنا مشكلة متكررة وهي اكتشاف العميل أن العرض المخفض على إحدى السلع قد تغيّر وعاد للسعر القديم فعندما يشترى الزبون بضاعة ويكتشف أن إحدى السلع التي قام بشرائها سعرها مختلف في الفاتورة عن سعرها في الرّف أو العرض المقدم من قبل السوبر ماركت يوجّه العميل اللوم على الكاشير رغم انه غير مسؤول عن مشكلة الاختلاف في الأسعار أو انتهاء العرض مشيراً إلى أن معظم العملاء لا يتقبلون اعتذار الكاشير عن الخطأ عندما يتم اكتشافهم له!!". ولفت الشيخي إلى أن الكاشير يواجه مشكلة أخرى تحدث بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وهي مطالبة العميل بالهللات وأنصاف الريالات فعندما يصادف أن للعميل باقيا من الهللات اقل من نصف ريال مثل 20 هللة فهو يطالب بها الكاشير الذي عادة لا تتوفر لديه ( الفكة ) !! وعن مشكلة مضاعفة السعر قال الشيخي: " قد تحدث من قبل الكاشير عندما يدخل السعر عن طريق جهاز الكاشف وبما أن الجهاز يقوم بمضاعفة السعر تلقائيا في حالة إن لم يقم الكاشير بتمرير المنتج بصورة سريعة فالخطأ يقع على الكاشير مشيرا إلى أن العميل يعتقد أن الخطأ مقصود وأن الكاشير قام بالتلاعب والاحتيال عليه خاصة أن المضاعفة قد تتخطى المرتين " ومن جهة أخرى قال مسؤول فرع أحد متاجر السوبر ماركت الكبرى في جدة ( تحفظ عن ذكر اسمه ) إن الأزمات والمشكلات التي تحدث لدى ركن الكاشير عادة ما تكون بسيطة ويتم التعامل معها ومعالجتها فور حدوثها وغالباً ما تنحصر في الاستفسار عن سبب اختلاف السعر بين المعروض على الرّف والسعر الذي حسبه الكاشير في الفاتورة، لافتاً إلى أن 90% من تلك المشكلات يتم معالجتها مع الزبون حيث يتم إيقاف بيع الصنف المختلف في السعر ورده للمشتروات حتى يتم النظر في المشكلة المتعلقة بسعره حتى يتطابق مع المبلغ المدفوع. وعن مشكلة مضاعفة السعر وكيفية التعامل معها قال: " إنه خطأ وارد قد يقع دون قصد وإذا حدث ذلك للزبون نقوم برد حقه له و إعطائه فارق السعر ". وعن سبب تكرار خطأ الفاتورة التي يواجهها الزبون يقول حيدر العمري مسؤول خدمة العملاء في سوبر ماركت شهير : إن المشكلة التي تحدث ليست خطأ في الفاتورة بالمفهوم الحسابي وإنما قد يحدث أن إحدى السلع التي اشتراها الزبون معتقدا أنها ضمن عرض تخفيضي معيّن تكون انتهت وعادت بسعرها القديم، الأمر الذي يصوّر له أن الكاشير وقع في خطأ ما في الحساب مشير إلى أن مشكلة مضاعفة السعر قد تقع من حين لآخر دون قصد أو تعمّد من موظف الكاشير " ويرى أن نسبة كبيرة من العملاء المستهلكين يحرصون على مراجعة الفاتورة ومطابقة إجمالي المبلغ المطلوب بالمبلغ المدفوع الأمر الذي يسهل سرعة التعامل واسترجاع الحق في حالة اكتشافه لخطأ ما " أما عن ابرز الشكوى التي تأتيهم من مرتادي السوبر ماركت فيقول العمري: " هناك العديد من المشكلات التي تواجهنا في قسم خدمة العملاء منها عندما يشتري الزبون كميات كبيرة من السلع ويجد أن سعر الفاتورة تخطى الميزانية التي حددها للشراء فيقوم بطلب إلغاء بعض السلع من الفاتورة الأمر الذي يؤدي لتعطيل الآخرين من العملاء، كما تصادفنا مشكلة العمال الذين يضعون مشتريات العملاء في الأكياس حيث قد تحدث بعض الأخطاء مثل الإغفال لتبديل أو زيادة أو نقصان بعض سلع للعميل الأمر الذي يجعلنا نعتذر منه ونقوم بتصحيح السلعة التي استبدلت أو تعويضه بالسلعة الناقصة في حال نقصانها هذا بالإضافة لمشكلة الإغلاق وقت الصلاة فعندما نقوم بنداء الإغلاق قبل أداء للصلاة يبدأ العملاء بالتدافع نحو الكاشير للحساب " ويتفق حمزة موظف كاشير على أنه غالباً ما تحدث مثل هذه المشكلات وقت الزحام والتي تشتد ذروتها في فترة ما بعد الظهر والعصر إلى العشاء وقت خروج الموظفين من دوام العمل الرسمي كذلك أول وآخر أيام الشهر وقت استلام الرواتب بالإضافة للضغط والازدحام يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.