أستعجب من تعميم حديث شد الرحال حتى شملنا به غير جنس المستثنى من الحديث الشريف ولم نجعل المنع لعموم جنس المستثنى منه ألا وهي المساجد لأن الحديث الشريف هذا نصه كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمسجد الأقصى ) فلو عممنا المنع على غير جنس المستثنى لمنعنا السفر بصورة نهائية ولو قصرنا المنع على جنس المستثنى كما ذكرت المساجد لعطلنا كثيرًا من أمور الدعوة لآن مكان إقامتها بيوت الله « المساجد « ومنها انطلق الإسلام بالدعوة ووصل منها إلى حضارته التي تأخرنا في تقدمها في الوقت الحالي ' وأيضًا هناك من يقوم بتعمير المساجد في شرق الأرض وغربها ويشدوا الرحال من أجل الإشراف على تشييدها ويشدوا الرحال لافتتاحها بالصلاة فيها كما فعل في مسجد جبل طارق وشد الرحال إليه الأمير عبدالعزيز بن فهد وفي معيته الشيخ السديس إمام الحرم المكي ومن وجهاء المجتمع السعودي رسميين وغير رسميين أيضا ، وألقى السديس فيه خطبة جمعة لأن من أمر ببنائه الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله. وفي الواقع ومن مفهوم الحديث والأحاديث الشريفة في حق المساجد الثلاثة التي ذكرت في حديث المنع ومنها حديث زيادة الأجر في الصلاة بالنسبة للثلاثة مساجد مع تفاوت زيادة الأجر ونص الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ( صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، وصلاة في مسجدي ألف صلاة ، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة ) وبهذا يستخلص من الأحاديث الواردة أن شد الرحال لم يمنع نهائيًا ولكن لا زيادة في الأجر وإن شدت الرحال إلى غيرها من المساجد التي وجب على المسلمين افتتاحها وعمارة الأرض بها ليرفع فيها ذكر الله وتبقى الرسالة المحمدية خالدة منتشرة في شتّى بقاع الأرض . وأستعجب ممن أقحم في المنع شد الرحال لزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف ، وفضل تلك الزيارة والأجر فيها من المولى القدير ويا له من فضل وشرف وأجر . علمًا بأن رده صلى الله عليه وسلم للمسلم والمصلي عليه من جوار القبر الشريف مباشرة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم كما روى أبو داوود في سُننه ( ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ) ، ورده للمسلم والمصلي عليه صلى الله عليه وسلم من على بعد عبر ملائكة موكلة بهذا الأمر والدليل قوله صلى الله عليه وسلم كما روى الطبراني ( من صلى عليّ صلى الله عليه بها عشرًا ، بها ملك موكل يبلغنيها ) وللحديثين شواهد كثيرة وروايات متعددة وفي رواية الحنفي قال صلى الله عليه وسلم ( من صلى عليّ عند قبري سمعته ، ومن صلى عليّ نائيًا أبلغته ) . الأمل كبير في إعادة قراءة كثير من النصوص الدينية الشريفة وتفسيرها بما يليق بمقام قولها ويليق بمقام سماحة الدين وعدله ونبتعد عن التشدد والتضييق وتحجير الواسع علمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرّ أموراً في العبادة قام بها الصحابة رضوان الله عليهم بدون استئذان مُسبق منه صلى الله عليه وسلم كقارئ سورة الإخلاص في كل ركعة صلاة جهرية ويختم بها القراءة في كل ركعة وحديثها مشهور صحيح فما أرحمك ربنا تجليت في علاك وما أكرمك رسولا صلى الله عليك دائما أبدًا . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحدٍ سواه فاكس 6286871 ص، ب 11750 جدة 21463 [email protected]