تَقَاسم الخيال والبيان رسالة كتبتها إلى العباءة السوداء النسائية، أخاطب فيها العباءة، زعمتُ فيها أنَّ آصرةً من الودِّ جمعتني بها وهي التي تمنح النساء السعوديات بعض الحماية التي فرضتها الأعراف الاجتماعية، وليست القوانين الأمنية، ثم تبدَّل حالها بعد حين، متأثرة بالقوة الكامنة في العباءة وتحولت إلى (وسيلة للإرهابيين للتخفي). كنتُ أُتابع عن بعدٍ سطوة العباءة في التخفي سواء من الفئة الضالة أو من المقيمات المخالفات لسنوات دون إقامة في بلادي، فأرثي حالنا، حيث إن تلك الفئة وجدت ملاذاً في العباءة وتغطية الوجه. أما (بطلة) الرسالة، فهي العباءة السوداء التي يلبسها النساء، ليست عباءة بعينها، إنها عباءة الفئة الضالة التي تمنع إظهار الهيكل الرجولي للجسم، يدعمها في هدفها أخواتها وإخوانها القُفازان والشراب الأسود. في سبيل تشويهها وتوشيمها بالإرهاب بكل ما ليس فيها. جعلتُ أُبدي لنفسي وأُعيد في أمر العباءة، من أمرها عجباً. لذلك أجد حاجتنا لعسكرة النساء، فعلى المرأة المنقبة أن تمر على التفتيش النسائي سواء في نقطة مرور أو تفتيش، تُعامل كما يُعامَل المُتجاوز على أمن الوطن، فالقضية يجب أن يُنظر إليها من جانب أمني وليس اجتماعي. إنه مطلب ضروري لحماية الوطن والمواطنين من رجس الإرهابيين والمتسللين، لأنه في نقاط التفتيش المرورية لا يُوقف رجال الأمن –غالباً- السيارات التي يركب فيها نساء، وبمجرد أن يلاحظ رجل المرور المرأة مع زوجها أو سائقها يؤشر بيديه لكي تمر. لذلك استغلَّت تلك الفئة احترام رجال الأمن للمرأة السعودية، فهم يَجذبون كل شيء إلى التدين والأعراف، فيُميط اللثام عن عالم خفي غامض يخدم أهدافهم. العباءة ليست مجرد عباءة سوداء للتستر، بل أصبحت صورة مُقلقة لما صارت إليه المصائر والأحوال. فالنصابين والمحتالين يبيحون لأنفسهم التلاعب بالضمير والدين لخداع الناس. هدفهم إضمار العداء للآخرين، وتحين الفرصة لإظهار الضغائن، وتفريغ العداوات في الأبرياء، يحقنون أدمغة الشباب بمفاهيم ضد طبيعة الإنسان بأحاديث ضعيفة وموضوعة. [email protected]