جاءت الجريمة الإرهابية التي استهدفت الشقيقة مصر أمس من خلال التفجيرات التي وقعت أمام إحدى كنائس الإسكندرية مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى لتثبت من جديد أن الإرهاب والفتنة لا يزالا يشكلان العدو الأول الذي يتربص السوء بهذه الأمة ويهدد أمن واستقرار المنطقة ، وهو ما اتضح في الآونة الأخيرة من خلال الاعتداء على إحدى الكنائس المسيحية في مدينة البصرة ، وتهديد وتوعد تنظيم القاعدة لأقباط مصر. وهو ما يشكل مرحلة جديدة في مسلسل إشعال الفتن في المنطقة الذي يهدف إلى إذكاء نار النزاعات الطائفية والدينية التي تؤدي بدورها إلى الحروب الأهلية وإحداث الشرخ في جدار الوحدة الوطنية . ينبغي لفت الانتباه هنا إلى ما تنطوي عليه مثل هذه الجرائم الإرهابية من مخاطر على الأمة العربية والإسلامية ، وإلى حجم الخطيئة الكبرى التي يرتكبها تنظيم القاعدة الآثم في حق الإسلام والأمة والأوطان من خلال ردود الفعل المتفاوتة التي يمكن أن تتأتى نتيجة لهكذا جرائم بشعة في حق الإنسانية تستهدف ضحاياها من الأبرياء في فترات الأعياد والاحتفالات لتقتل البهجة في قلوبهم وتمسح البسمة من على شفاههم ، تتراوح بين سيناريوهات الحروب الأهلية والنعرات الانفصالية ، فهل هذا ما يعمل دعاة الفتنة وأذناب الشيطان لبلوغه ؟ وهل أملهم أن تتحول البلدان العربية إلى كيانات هزيلة يسهل لأعداء الأمة استغلالها وابتلاعها ؟. المملكة التي اكتوت بنار الإرهاب وبذلت أقصى جهودهها لمكافحته ، والتي تابعت باستهجان شديد هذا الحادث الإرهابي الذي شهدته مدينة الإسكندرية ، ونجم عنه وفاة العديد من الضحايا الأبرياء وعدد من المصابين ، وأدانت بشدة هذا العمل الإجرامي الذي لا يقره ديننا الإسلامي الحنيف ولا تقره الأعراف والأخلاق الدولية ، المملكة لا تملك أمام هكذا حادث أليم إلا أن تعبر عن تعازيها الحارة لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك ولأسر الضحايا ولحكومة وشعب مصر الشقيقة وأمنياتها الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل . لا شك أن التحدي الجديد الذي تواجهه الشقيقة مصر يتطلب من الأقباط والمسلمين الوقوف صفًا واحدًا تحت مظلة الوحدة الوطنية والاحتكام إلى لغة العقل وعدم الانسياق وراء الاستفزازات ، والعمل بأسرع وقت ممكن لضبط المتورطين في هذه الجريمة النكراء والاقتصاص منهم .