* أين الحقيقة وأين الوهم في قصتك مع أسطورتك العنقاء؟! هكذا سألوني يا مهجة الروح عنك الأصدقاء..! أضحك بغصة العاشق وأقول، وهل للعاشق حياة إلا بين ذلك وذاك! حين تغيب حبيبتي يسكنني الوهم ولا أعرف للحقيقة معنى في غيابها ومع سواها، وحين يطلُ طيفها تشرق شمس الحقيقة وتختفي ذكرى الظلمة والظلال! * ثم سألوني معاودين مغالبين، أخبرنا حبيبتك هذه من تكون؟! نظرت للنجوم لعلني أرى ما يضاهيكِ من وصف ورسم.. وإن استعنت بكل حواسي تسندهم ذروة الخيال..! حبيبتي يا من تسألونني ليست ككلِّ النّساءِ، بل هي زينة الدنيا وسيدة النّساء.. حبيبتي.. هي عرّافةُ حسناءُ تعلمتُ على يديها قوانين ومفردات لم أجدها في كل الأكاديميات... تعلمت منها ألف وباء جديدة، وما في الحياة من جمال وأبجديات. * مطّ أصدقائي شفاههم تعجبًا متسائلين... يبدو أنها فزورة من ألف ليلة وليلة.. أو أنك واهمٌ مبالغٌ..! رددت والغصة ما زالت في قلبي: نعم هي لغزُ حياتي... قبل أن أعرفها كنت أعيش وأحيا وأتنفس.. أضحك وأبكي.. وبعدها وفى بُعدها استحالت روحي وجسدي كل معانى الحياة. * وكان سؤالهم الأخير مختومًا بيأس: ومن أي ديرة محبوبتك أيها العاشق الولهان!! قلت لهم حبيبتي لا تسكن أرضكم فلها بمنازل الأفلاك رمزٌ وعنوان... حبيبتي ثريا لا تطأ الثرى.. والقمر والشمس لها جيران. انفض مجلسي وانفض عني الأصدقاء، وما زال قلبي بحبكِ ووصفكِ يا عمر حياتي القادم مَليئاً وعَمْرَان. * حبيبتي.. هم حين يسألونني عنكِ لا يدرون أنّكِ هنا في أعماق ثنايا روحي، وفي كلّ ذرّةٍ من ذرّاتِ فؤادي، وبين شراييني!! لا يعلمون أنه حين حصل ذلك الانفجار الكبير وبدأت الحياة وانقسمت كل ذرة إلى اثنتين كنتِ أنتِ ولا أحد سواكِ.. نصفي الآخر.. * حبيبتي.. إلى الأبد الممنوع... ستبقين سري ومكمن أسراري، ترشدينني لطريق الخلاص.. أرافقكِ لمكامن الخلود.. أئد معكِ الأحزان وأنسى الآلام.. أتجاوز محطات الحيرة بزهوٍ وخيلاء، فأنتِ محطتي وواحتي الأخيرة، وفرحي المتعب وقد تحفّز للانعتاقِ. سأبقى أراكِ فوق شفاه العاشقين.. وفي أعين المحبين الساهرين... وفي براءة وجوهِ الأطفالِ الفرحين.. وفي الطهرُ والنقاء في بياض الثلوج، ودواء لكل غصَة وعلَة.. تلك هي حبيبتي يا مَن تسألون..!! أجملُ، وأعذبُ، وأرقُ، وأبهى النساءِ. فاكس: 6718388 – جدة[email protected]