بداية أجد من الواجب الاعتذار عن الخطأ الذي وقع في مقال الأسبوع الماضي، والمتمثل في تصحيف كلمة صحفيين إلى صحافيين، ويبدو أن ذلك معزو إلى التصحيح في الجريدة، وقلمي برئ منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب. ولعل مقالي اليوم يسوق بعض الأطروحات القيّمة التي كانت في الجمعية العمومية، ولعلها تجد تأييدا من قبل الهيئة والقائمين عليها، إذ هي -في تصوري- مشروعة ومنطقية إلى أبعد الحدود، ومن ذلك: * المطالبة بترشيح صحفيين ليكونوا أعضاء في مجلس إدارة الهيئة، وهذا سيصب قطعا في تطوير العمل الصحفي؛ فالذي يمارس ويعاني هو أدرى بالاحتياج وسيكون على اطلاع على حجم المعاناة وحلولها أكثر من رئيس التحرير، وهو الوضع الذي تعيشه الهيئة فأعضاء مجلس الإدارة هم رؤساء تحرير، وبالتالي هم مشغولون بمهامهم وما يتعلق بها من واجبات. * المطالبة بالنظر إلى المتعاونين بشكل مغاير، فهم مهمّشون، حتى أن بعضهم قسم الكلمة إلى قسمين (مت )و(عاون) مع أنه يؤدي دورا كبيرا، وقد أشرت في مقالي السابق عن هذا ورد رئيس الهيئة، والمرجو عمل برامج تدريبية للمتعاونين وإعادة النظر في مكافآتهم . * مسألة إسكان الصحفيين، وقد وعد أمين عام الهيئة بإعادة النظر فيه بعد دراسته ومن ثم وضعه بين يدي مجلس الإدارة، وكم صحفي مارس هذه المهنة لعقود من الزمن ولا يزال يسكن منزلا مستأجرا! * لا زالت مسألة الجوائز والتحفيز غائبة، ففي دول مجاورة تمنح وبشكل سنوي جائزة لأفضل تحقيق صحفي وأخرى لأفضل مقال.. وهكذا، وهذا يمثّل تحفيزا قويا لجميع العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، والهيئة يفترض أن تتخذ هذا الدور لعنايتها بالعمل الصحفي وما يصب في تطويره. * تحويل المؤسسات الصحفية إلى شركات مطلب هام، وهذا سيكون له مردود إيجابي على العملية الصحفية، فالمؤسسة حين تصبح شركة سيكون لها آلية مختلفة، وسينعكس ذلك قطعا على الأداء بكافة مناحيه. وقد أفاد نائب رئيس الهيئة بأن ذلك مرتبط بموافقة الجهات العليا، غير أنه ألمح إلى أن بعض المؤسسات الصحفية لا ترغب في التحول إلى شركات، وهذا يبعث على التعجب! * مؤسف ما ذكر في الاجتماع من أن بعض المؤسسات والجهات لم تتعاون مع الهيئة في تقديم حوافز وعروض للصحفيين، وهذا ينم عن قصور في تفكير القائمين عليها؛ فالعالم كله يقدّم هذه الأمور للصحفي بفكر حضاري؛ فالصحفي مرآة المجتمع يعكس أوجاعه وينقل آلامه، وإذا أدرك المسؤول هذه المهمة المفترضة في الصحفي فإنه سيثمّنها ويقدم له كل ما يستطيع بعد شكره وتقديره. * سؤال طرحه البعض عن إصدار نشرة دورية للهيئة ويفترض أن تكون أنموذجا، وبخاصة أن الدعوة وبرنامج اللقاء طبعت بشكل احترافي وظهرت بشكل متقن، فهل نطمع في نشرة دورية عن الهيئة تعرف بأخبارها وبرامجها ومناشطها؟ إن ما ذكره رئيس هيئة الصحفيين السعوديين من وجوب عدم إقحام الهيئة في كل صغيرة وكبيرة هو منطقي، ولكن يبقى التساؤل عند كل من ينتمي للصحافة: ماذا قدّمت الهيئة بعد مرور أكثر من خمس سنوات على إنشائها؟ والأمل أن تُعقد ندوة عنوانها: هيئة الصحفيين السعوديين بين الواقع والمأمول!.بعد دعوة جميع المنتسبين للصحافة، فهل تفعل الهيئة؟